السمنة ليست مرضا غذائيا فقط بل إنها عائق اقتصادي سواء للأفراد أو الشركات أو الحكومات وهذا ما تؤكده الدراسة التي قام بها الدكتور ايليوت فيجلمان الجراح والخبير لدي جامعة سينسناتي بولاية أوهايو والدكتور خالد جودت خبير جراحات السمنة المفرطة. وكما يقول د. ايليوت فإن الأمراض المصاحبة للسمنة تكلف الكثير في العلاج وتعالج السمنة والأمراض المصاحبة لها جراحيا بنسبة 95% وتصل نسبة الشفاء منها إلي 80%. ومنذ عام 1980 أجريت نحو مليون ومائة ألف عملية جراحة للسمنة المفرطة في العالم بتكاليف تصل إلي مليارات الدولارات وتوجد أعلي نسبة للإصابة بالسمنة المفرطة في الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث وصلت إلي نسبة 55% من عدد السكان 15% منهم يصابون بالسمنة المفرطة في سن المراهقة. المشاهير أيضا أنفقوا ملايين الدولارات للحفاظ علي أوزانهم ورشاقتهم، ولعل لاعب الكرة الأرجنتيني أرماندو دييجو مارادونا أسطورة كرة القدم هو المثل الحي علي ذلك حيث أجري مارادونا عملية جراحية لتحويل المعدة "أي تحويل الطعام للأمعاء دون المرور بالمعدة" تكلفت تلك العملية مبالغ طائلة. لكن هذا النوع من العمليات أصبح له شعبية واسعة في أمريكا والبرازيل مما زاد من تكلفتها بصورة عالية سواء للعلاج أو أدوات الجراحة وأجور الأطباء علاوة علي غلاء سعر حزام المعدة الذي يستخدم في عملية يطلق عليها "تدبيس المعدة". وتختلف الحسابات الاقتصادية عن الحسابات الطبية، فالفقراء لا يستطيعون تحمل نفقات العمليات الجراحية الباهظة الثمن مما جعل الأطباء ينصحونهم بإجراء عمليات جراحية أرخص من عمليات تحويل المعدة مثل "ربط المعدة" وتحزيمها. علاوة علي ذلك فإن الأفراد المصابين بالسمنة المفرطة لا يشاركون في قوة العمل بجدية نظرا لبطء الحركة والرشاقة لدرجة أن البعض منهم ينام واقفا. إذا انتقلنا أيضا إلي مشكلة نقص الغذاء فإن السمنة المفرطة تقف عائقا ضد عمليات الترشيد الغذائي وضعف الإنتاج الزراعي في الوقت الذي تنتشر فيه المجاعات في مناطق كثيرة من العالم. وتشير الاحصاءات غير الرسمية إلي تكبد قطاعات التأمين الصحي لنحو 5 مليارات دولار سنويا لعلاج حالات السمنة المفرطة كما أن تكلفة إجراء العمليات وتوفير الأدوات الطبية اللازمة لها يتكلفان 5.1 مليار دولار سنويا. ويشارك المصابون بالسمنة المفرطة بنسبة 3% من حجم البطالة في العالم بسبب هذا المرض الناتج عن التهام كميات كبيرة من الغذاء وعدم ممارسة الرياضة بانتظام.. الاقتصاد العالمي أيضا يخسر بسبب عدم مشاركة مرضي السمنة المفرطة في النمو، وتتكبد شركات "الأطعمة السريعة" أيضا خسائر نتيجة ابتعاد العملاء عنها خوفا من السمنة وأحيانا لطلب تعويض من هذه الشركات أو نتيجة القوانين التي تفرض عليها المشاركة في علاج المرضي.