خرج رجل الأعمال محمد نصير عن صمته الذي تمسك به في كل تطورات أزمة مشروع إنشاء المركز المالي العالمي بالقلعة، بعد الانفراجة التي جاءت علي يد خبير اليونسكو، والتي لم توقف في نفس الوقت العديد من الهجمات علي المشروع التي مازالت مستمرة. أكد "نصير" إنه لو كان مسنودا من فوق، كما تقول عليه البعض لما تعرض المشروع لكل ذلك الظلم والمعوقات، كما كشف أن فكرة هذه المشروع تم طرحها لأول مرة في اجتماع عقده الرئيس حسني مبارك في نهاية التسعينيات من القرن الماضي وسأله مباشرة هل يمكنك تنفيذه ورد عليه: أعمله يا أفندم. كما يتناول محمد نصير ما دار في كواليس الأزمة وحقيقة الحوار مع رئيس الوزراء حولها.. وموقف فاروق حسني والمجلس الأعلي من للآثار بالاضافة إلي آخر موقف للمشروع والعروض التي تلقاها للمساهمة في إنشاء المركز المالي من السعودية والإمارات. وكان السؤال الأول بطبيعة الحال عن فكرة ذلك المشروع وكيف بدأت، وحول ذلك يقول رجل الأعمال محمد نصير: لقد بدأت فكرة المشروع. منذ سنوات عديدة.. لقد دعيت مع مجموعة من رجال الأعمال للقاء الرئيس مبارك في قصر رأس التين لمناقشة تداعيات مؤتمر أوسلو للسلام والاطروحات التي كانت موجودة منها دخول إسرائيل إلي المنطقة للاستثمار فيها وما يترتب علي ذلك من مخاوف السيطرة علي البنوك والمستشفيات والجامعات وبذلك تدخل إسرائيل لكل المنطقة للسيطرة عليها خاصة أن الحرب لمستقبلية ستكون اقتصادية وليست عسكرية في الفترة ما بعد أوسلو. وقد تم عقد ذلك اللقاء لأن القيادة السياسية شعرت بالخطر وتم تقريبا عام 1997 وحضره مجلس الوزراء بالكامل وكان وزير الخارجية في ذلك الوقت عمرو موسي وبدأت أسئلة توجه لنا عن هذه الأوضاع ومنها علي سبيل المثال هل أنتم جاهزون لمثل هذه الحرب الاقتصادية إذا حدث الصلح هل نحن كمصر لدينا القدرة لاستعادة عرشنا الأصلي بعد أن كنا جامعة ومستشفي المنطقة.. عندما كانت أي عائلة مالكة تتشف بأن تزوج أبناءها لفتيات مصريات وكان من بين ما أثير أن طلبوا مني إقامة مصنع للأنسولين البشري وأقمته بالفعل في مدينة السادس من أكتوبر. وقيل أيضا: كيف نجذب الناس ليستثمروا في مصر؟ وأثير أثناء الاجتماع السؤال كيف يتم ذلك في حين لا توجد مكاتب عندنا تليق بذلك وقلت اعتها أنه من المفروض أن تكون في بلدنا منطقة لسوق المال مثل "كناري وولش" في لندن و"الدفانسي" في باريس فنظر لي الرئيس مبارك وقال هل يمكن أن تقيم هذا المركز؟! وأجبت: "أعمله يافندم". بدأت بعدها مباشرة في التحضير للمشروع خاصة بعد أن علمت أن د.يوسف بطرس غالي وكان وزيرا للاقتصاد في ذلك الوقت قد طلب اعتماد 40 مليون جنيه ميزانية للبورصة لعدم قدرتها علي الاستمرار في موقعها القديم ورفض المجلس طلبه لعدم توافر التمويلي وقلت له في ذلك الوقت سأبني مركزاً ويمكن أن تأخذوا مني مبني البورصة كهدية رغم أن تكلفته ستصل إلي 60 مليون جنيه وتعاقدت بعد ذلك مع شريف رأفت رئيس البورصة وقتها علي ذلك. * وماذا كان سيعود عليك من وراء ذلك؟ ** كان ذلك سيرفع القيمة السوقية للمكان ويجذب مستثمرين آخرين وشركات سمسرة وبنوكا عالمية وأنا بالفعل قمت بذلك كنوع من التسويق للمكان، وللعلم فقد ترك رئيس البورصة موقعه وجاء سامح الترجمان رئيس البورصة السابق واستكملنا العقد. * ثم ماذا حدث..؟ ** جئت بمكتب استشاري عالمي وهو مكتب "ريتشارد كراسو" أكبر مكتب استشاري في نيويورك وصمم 14 بورصة قبل وتعاقدت معه مقابل 584 ألف دولار ثمنا للتصميم ثم قمت بتسجيل الأرض أمام الشهر العقاري برسوم قدرها 4.8 مليون جنيه والحقيقة أن الكثيرين تحمسوا للمشروع لكن د.فاروق حسني وزير الثقافة سجل اعتراضه بشدة عليه وقيل وقتها إن هذا المبني سيقضي علي القلعة ويلغي وجودها وهو ما أصابني بالدهشة. وقامت بعد ذلك حملة كبيرة للهجوم علي المشروع وردد الكثيرون كلاما ليس صحيحا مثل "إني مسنود من فوق" ودعوني أتساءل هنا: هل لو كنت مسنود سيحدث لي ما حدث؟! * وهل صحيح أنك بدأت تنفيذ المشروع بدون الحصول علي موافقات رسمية؟ ** لم أبدأ أي خطوة في المشروع إلا بعد الحصول علي كل الموافقات المطلوبة سواء من هيئة الآثار أو محافظة القاهرة ولدي ما يثبت ذلك والرخصة التي حصلت عليها قبل بدء المشروع توضح أنه لا يوجد أي تعديات وعندما حدث وتوقفت عن العمل في المشروع قال لي بعض الوزراء والمسئولين: كلنا موافقون علي المشروع ويمكن أن ترفع قضية وتكسبها وتحصل علي تعويض لكن رفضت ذلك فلم أقم برفع أي قضية في حياتي علي أحد ثم أنه ليس لدي وقت لذلك؟