شهدت الفترة الماضيه عقد عدة مؤتمرات اقتصادية دولية علي أرض مصر كان اهمها مؤتمر دافوس ومؤتمر اليورومني الذي حضره أكثر من 1200 شخصية مالية واقتصادية عالمية واختتمت اعماله الأسبوع الماضي. ويتفاوت اداء البورصة المصرية من مؤتمر لأخر فخلال مؤتمر دافوس تراجع السوق بشكل ملحوظ.. وخلال مؤتمر اليورومني كان اداء السوق جيدا لحد ما حيث اتجه للارتفاع خلال ايام المؤتمر. وبعيدا عن هذه المؤتمرات الاقتصادية الدولية تبدأ غدا فعاليات المؤتمر السنوي الرابع للحزب الوطني.. ويري العاملون في السوق ان الموضوعات التي سيتم مناقشتها خلال المؤتمر والتي ستتضمن استراتيجية الحزب الفترة القادمة سيكون لها انعكاسها علي الحياة السياسية والاقتصادية وبالتالي سوق المال. وحول اهمية المؤتمرات الدولية الاقتصادية اشار المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة الي انها تعد مجالاً لشرح ما يحدث داخل مصر من تطورات خاصة بعدالاصلاحات التي تمت مؤخرا في مجالات الضرائب والجمارك الي جانب تنقية التشريعات لتوفير الشفافية في السوق وفقا لتوجيهات الرئيس مبارك في ضرورة زيادة فرص الاستثمار في مصر واحداث قدر من الترويج للاقتصاد المصري كما تعد تلك المؤتمرات رسالة واضحة موجهة للمستثمرين لتدعيم ثقتهم في السوق. وحول تأثير انعقاد هذه المؤتمرات علي سوق المال اوضح ماجد شوقي رئيس بورصتي القاهرة والاسكندرية ان البورصه مرآة للاقتصاد وتعكس ما يحدث بوضوح مشيرا الي ان المؤتمرات فرصة جيدة لاطلاع المستثمرين المحليين والاجانب علي التطورات الاقتصادية ومادامت التطورات ايجابية فان ذلك ينعكس علي قراراتهم الاستثمارية سواء المباشرة او غير المباشرة ولذلك شهدنا ارتفاعا في السوق خلال الاسبوع الماضي الذي انعقد خلاله مؤتمر اليورومني. واشار الي ان البورصة تلعب دورا اساسيا في التنمية بدليل زيادة رؤوس اموال عدد من البنوك حيث تم قيد اسهم زياده رؤوس أموال20 بنكا مقيدين بجداول البورصه خاصه فيما يتعلق بزيادة رؤوس الأموال الناتجة عن الاندماجات والاستحواذات مما ساهم في زيادة نشاط البنوك الأجنبية في مصر وعملت علي توفير كيانات مالية قوية قادرة علي المنافسة علي المستويين الدولي والاقليمي. واشار شوقي الي انه من اهم نتائج مؤتمر اليورومني الاعلان عن إنشاء بورصة للقمح واخري سلعية وبورصة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة. اما مؤتمر الحزب الوطني والذي يدور هذا العام حول طرق تحقيق الرفاهية للشعب المصري والتوسع في التنمية الأقتصادية فقد اشار د.عبد الحميد غزالي استاذ الأقتصاد بكليه اقتصاد وعلوم سياسية ان المؤتمر لابد وان يحرص علي توفير فرص عمل للشباب في مختلف القطاعات وذلك من خلال المشروعات الاستثمارية التي تقام علي ارض مصر الان وذلك للحد من مشكله البطالة والتي وصلت نسبتها الي 60% من المجتمع المصري وهي طاقة ضخمة لابد من استثمارها بشكل سليم.. وبقدر الحلول التي سيقدمها الحزب لهذه المشاكل الاقتصادية بقدر انعكاسها علي سوق المال في مصر. واشار عيسي فتحي العضو المنتدب لشركة الأستراتيجية للاوراق المالية الي ان الحزب الوطني هو الحزب الحاكم وبالتالي قرارته تعتبر قرارات منفذة وبرنامج عمل للحكومة وكلما كانت القرارات ايجابية لصالح الاستثمار كلما ادت الي زيادة مؤشرات البورصة فعند انعقاد مؤتمر اليورومني الاسبوع الماضي زاد حجم الاستثمارات ورؤوس الأموال المتدفقة وبدأ السوق في الارتفاع ليصل الي 6200 نقطة وهو مؤشر جيد. واضاف ان بعض المؤتمرات كان لها تأثير سلبي علي البورصة مثل مؤتمر لندن مؤتمردافوس الذي عقد بشرم الشيخ و ادي الي توقف البورصه مرتين في يوم واحد.. مشيرا الي ان البورصة تتأثر بكثير من العوامل وفي بعض الاحيان تكون هناك عوامل اقوي من الأخري فقد تراجعت البورصة عند انعقاد مؤتمر دافوس متأثرة بالتراجع القوي للاسواق العربية في هذه الفترة.. اما مؤتمر اليورومني فقد انعقد في فترة تمر فيها الاسواق العربية ومنها السوق المصرية بتفاوت في الاداء دون انخفاضات او ارتفاعات قوية اي تمر بمرحلة هدوء نسبي.. ولذلك كان للانباء الايجابية التي تم اعلانها خلال المؤتمر عن الاقتصاد المصري تأثير ايجابي علي السوق. ويري معتصم الشهيدي المدير التنفيذي بشركة تروبيكانا للسمسرة ان أي مؤتمر اقتصادي يعقد في مصر يجعل الأنظار تتجه نحو الفرص الاستثمارية المتاحة والاتجاه الاقتصادي الذي تسير فيه الدولة مشيرا الي ان الملاحظ هو زيادة التدفقات النقدية العربية في العديد من الشركات المقيدة مثل شركة اموك وكذلك في المشروعات المعلن عنها مثل الشركه الثالثة للمحمول ومشروع سيدي عبد الرحمن. واضاف ان مؤتمر الحزب الوطني غدا يناقش العديد من القضايا السياسية وكذلك القضايا الاقتصادية والتي تعد مؤشرا للاداء السياسي والاقتصادي الفترة القادمة ولا شك ان القرارات التي سيتم اتخاذها ستنعكس علي قرارات المستثمرين في السوق خاصة الاجانب الذين يهمهم في المقام الاول الاستقرار السياسي والاقتصادي.. وبالتالي من المنتظر ان تترقب البورصة النتائج التي سيخرج بها المؤتمر خاصة وان السوق يمر حاليا بمرحلة ارتفاع ولكن مع انخفاض في احجام التعاملات.. فالسوق في حاجة الي قرارات تنشيطية تؤدي الي عودة التعاملات الي نشاطها السابق.