علي الرغم من ان منتدي الاقتصاد العالمي دافوس يكتسب أهمية اقتصادية وسياسية كبيرة نظرا لشهرته وعراقته طيلة الأعوام الماضية التي عقد فيها سواء في سويسرا موطنه الأصلي أو خارجها إلا ان محللي وخبراء سوق المال المصري اكدوا علي ان تأثيره علي البورصة المصرية لن يكون مباشرا وذا أهمية قصوي كما يتوقع الكثيرون مدللين علي ذلك بأن المؤتمر لن يناقش قضايا تتعلق بسياسات التعامل بالأوراق المالية بشكل خاص كما يحدث في المؤتمرات العالمية المتخصصة مثل "اليورومني" ولكن الخبراء اجمعوا علي ان المنتدي سيشكل خطوة ايجابية نحو جذب مزيد من الاستثمارات الاجنبية والتي قد تتمثل في شريحة شرائية جديدة داخل البورصة المصرية من بعض المستثمرين الأجانب والعرب. حمدي مهران خبير أسواق المال ورئيس شركة الخليجية للسمسرة يؤكد ان احتضان مصر لمثل هذا المؤتمر العالمي يمثل دعاية اقتصادية وسياسية ناجحة لمصر خاصة ان مصر أصرت علي التزامها بانعقاد المؤتمر داخل مدينة شرم الشيخ رغم تفجيرات دهب التي ضربت المنطقة مؤخرا الأمر الذي يؤكد مهران علي ان التعامل داخل البورصة المصرية بشكل معنوي أي غير مباشر خاصة وأن السوق المصري عادة ما يتأثر ايجابا وسلبا بأي حدث يطرأ علي البلاد. ويلمح مهران إلي ان المستثمرين الأجانب والعرب والمصريين ايضا قد يجدون من انعقاد المؤتمر في مصر فرصة جيدة تدعمهم نفسيا للدخول في حركات شرائية جديدة تصعد بمؤشرات السوق في الوقت الذي يعاني منه من كبوة هبوطية كبيرة. وينوه مهران علي ان التقاء شرائح من رجال الأعمال في مثل هذه المنتديات الاقتصادية يعكس المناخ الاقتصادي للبلد المنظم تحديدا وهو ما يترتب عليه جذب مزيد من الاستثمارات الاجنبية والأموال العربية ايضا مما يرفع من القيمة السوقية للبورصة يساعد علي نشاطها لتنافس الأسواق العالمية. ومن جانبه أوضح معتصم الشهيدي كبير منفذي العمليات بشركة تروبيكانا لتداول الأوراق المالية ان مؤتمر الاقتصادي العالمي دافوس والمنعقد في مدينة شرم الشيخ لن يؤثر بشكل مباشر علي اداء السوق في الوقت الحالي خاصة وانه لا يعتبر مؤتمرا تخصصيا يناقش قضايا أوراق المال ولكنه قد يمثل مرآة تعكس حالة الاقتصاد والاستثمار داخل مصر مما يتيح مزيدا من جذب الاستثمارات الاجنبية التي عادة ما تدفع حركة التعامل وقيمته داخل البورصة المصرية. وشدد الشهيدي علي ضرورة وجود ممثلين من هيئة سوق المال والبورصة المصرية داخل هذا المنتدي العالمي سواء في حالة انعقاده داخل مصر او خارجها الأمر الذي يترتب عليه توصيل الصورة الحقيقية للاستثمار بالأوراق المالية داخل مصر وبشكل مبسط املا في تحقيق اكبر قدر من اجتذاب الأموال الخارجية. ولا شك أن عرض فرص الاستثمار بسوق السندات والأسهم داخل مصر هو أهم ما يجب عرضه داخل هذا المنتدي العالمي كما يقول الشهيدي خاصة ان الفرصة مواتية هذه المرة لأنه يعد لأول مرة بمصر مما قد يدعم صعود السوق بشكل غير مباشر خاصة في الفترة الحالية التي يعاني من الركود والتذبذب بالأداء. أما عوني عبد العزيز رئيس شركة الوديان للأوراق المالية فيؤكد أن ضخ أموال واستثمارات جديدة بالسوق من خلال توضيح أساليب التعامل بالبورصة المصرية للمشاركين بالمنتدي العالمي دافوس هي أهم الايجابيات التي يحققها المؤتمر لسوق المال المصري. ويفيد عوني عبد العزيز بانه رغم الاهمية التي يشكلها المؤتمر منذ اعوام عديدة الا اننا لم نلحظ علي اي من أسواق المال تأثرا به أو مشاركة فيه ولكن يعود ليؤكد ان التأثير سيكون معنويا فقط علي شريحة المتعاملين والمستثمرين بالبورصة المصرية وسيدفعهم لتنفيذ مشتريات وازدياد الثقة باداء البورصة المصرية فيما بعد. ويضيف رئيس شركة وديان للسمسرة بأن تلاقي شرائح رجال الأعمال العرب والأجانب في مثل هذا المؤتمر داخل مصر ولأول مرة سيعيد الثقة بالاستثمار المصري والذي تمثل البورصة احد أهم محاوره مما ينتج عنه اعادة الطمأنينة والثقة للمستثمرين الأجانب علي وجه التحديد في البورصة خاصة بعد الأحداث الارهابية الاخيرة والتي مثلت عقبة امام مسيرة السوق المصري للأوراق المالية وجعلت مجموعة كبيرة من المتعاملين العرب والاجانب في الخروج من السوق.