يوم الاثنين الماضي حلت الذكري الخامسة للهجمات علي نيويورك وواشنطن التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر 2001 وهي الكارثة التي سعت امريكا في اعقابها الي تبني حملة سافرة ضد العرب والمسلمين فاجتاحت افغانستان واعقبتها بالعراق.. كانت الحملة تهدف الي تغيير الانظمة واسقاطها وتغيير السلوك والسياسات وتغيير الهوية والعبث بها وترسيخ الطائفية الإثنية. فشل المشروع الأمريكي سقطت كل الذرائع الأمريكية وأفلست مشاريع ادارة بوش بعد ان فشلت في تنفيذ الشعارات التي رفعتها وتحدثت فيها عن نشر الحريات وتعميق الديمقراطية ومراعاة حقوق الانسان وعلي النقيض رأينا كيف ان امريكا تبنت نهجا ديكتاتوريا ارادت من خلاله ان تفرض منطقا ومسارا يحقق مصالحها ومصالح الحليف الاسرائيلي ونسي بوش في خضم ذلك انه اساء الي معادلة التعايش من خلال تركيزه علي مبدأ الحرب الاستباقية التي ادت الي تفريخ اكثر من "بن لادن". إنجازات أمريكية لاشك ان الانصاف يدعو الجميع الي رد الحق لاصحابه والاعتراف بما قدمه الاخر بيد ان الاخر هنا وهو ادارة بوش لم تقدم ما وعدت به من تحقيق الديمقراطية والحرية وانما تم علي يديها تدمير دولة وابادة شعب واستلاب مقدرات وهدم بنية اساسية نعم.. نجحت ادارة بوش من خلال الاحتلال بتدمير العراق وتعميق الطائفية بين الفرقاء المعنيين وجاء الدستور ليكمل الصورة المشوهة ويعمق الانقسام..! حملات تضليلية إذا اندلعت حرب اهلية في العراق اليوم التي تشير بل تؤكد كل المؤشرات أنها في طريقها للاندلاع علي نطاق واسع لاسيما بعد ان ظهرت بوادر لها في كل اجزاء العراق، فان خطرها لن يقتصر علي الحدود العراقية وحدها بل سيتعداها ويمتد أوارها الي دول الجوار الامر الذي سيسفر عن زعزعة استقرار المنطقة ككل.. اما اهم ما اعتمدت عليه امريكا في حربها العدوانية علي دول المنطقة فكانت حملات التضليل الاعلامي والكذب وفبركة وقائع لا وجود لها علي ارض الواقع واعتمدت ايضا علي تطويق دول المنطقة وحرمانها من التقنية النووية حتي لا يكون لديها رادع يقف حجر عثرة امام تطلعات ادارة بوش التوسعية ونزعات اسرائيل نحو فرض الهيمنة والنفوذ، فامريكا تظل حريصة علي ان تكون اسرائيل هي قوة الردع الوحيدة في المنطقة التي تملك التحكم في ميزان القوي العسكرية وكل هذا مكن بوش من ان يشن حربا ايديولوجية اراد بواسطتها استئصال من اسماهم بالاسلاميين الفاشيين..! مناخ التوترات نجحت امريكا في ان تصل بالعراق الي مرحلة الفوضي والانعدام الامني والعنف المستشري وظهر هذا جليا فيما جري ويجري علي ارض الواقع، فوجود الاحتلال هو الذي اعان وشجع واوجد هذا المناخ الذي تفاقمت معه حدة التوترات الاثنية والطائفية بشكل ملحوظ وعليه فان النتيجة التي يمكن لاي مراقب منصف ان يستخلصها هي أنه لا أمل علي الاطلاق من وجود قوات الاحتلال الامريكي في العراق ففضلا عن ان بقاءها لن يساعد في اخماد نار الفتنة بين الاطياف فان استمرار بقاء قوات الاحتلال في العراق شأنه ان يعمق التوتر اكثر واكثر مما يزيد الفتنة الطائفية اشتعالا ولا ننسي انه في ظل الاحتلال شعر الشيعة والاكراد بالاستقواء ومضي كل منهما في محاربة السنة وتهميشها وتعاملا مع الوضع وكأن العراق قد تحول ليكون ملكية خاصة لهما. نسألك الرحيل يتعين علي النتوء الشيطاني الامريكي الرحيل لانه هو الذي اشاع الفرقة وبث روح العنصرية بين اطياف العراق وبالتالي فان العراق لن يشعر بنفسه ولا بأنه عاد ادراجه سالما الا اذا رحل الدخيل ممثلا في الاحتلال الامريكي الذي اكل الاخضر واليابس ومازال يتحين الفرصة للوثوب علي ضحايا جدد في المنطقة.