اطمأن قلبي كثيرا وأغمرني الفرح عندما تولي عبدالسلام المحجوب حقيبة الحكم المحلي أو التنمية المحلية.. وخير سند لهذه الفرحة هو ما حدث لمدينة الاسكندرية وكليوباترا التي عادت عروسا للبحر الأبيض المتوسط بعد أن كانت "مقلب" للزبالة وشواطيء ملوثة ومبان عشوائية قبيحة ومرورا يفوق بشاعة مرور هونج كونج. وأنا أحلم بأن تستفيد المحليات جميعا من الفلسفة التي وضعها عبدالسلام المحجوب لاحياء مدينة هامدة وتحويلها إلي مدينة تدب فيها الروح وتضاهي أنقي المدن العالمية وقد تساءلنا وقتها كيف تمكن القضاء علي العفن وكيف توصل إلي اعادة تخطيط مدينة مترهلة مثقلة بكل مشكلات المدن القديمة التي تعاني منها مصر وجعل منها مدينة جديدة في شكلها نظيفة أنيقة؟ كيف استطاع أن يعيد الاسكندرية بمجراها القديم وكيف تمكن القضاء علي العشوائيات وأعاد الضبط والربط إلي الشارع السكندري من احترام قواعد المرور إلي تجميل الميادين وتأديب السيارات ومنعهم من تلويث البيئة وازعاج آلات التنبيه. لقد أصبح عبدالسلام المحجوب نموذجا يحتذي به بعض المحافظين أمثال اللواء عادل لبيب والذي فعل اعجازا في محافظة قنا ومن منا كان يتصور أن تصل أفقر محافظات مصر إلي هذا المستوي الراقي، وتابع بعد هذا في محافظة البحيرة وانتقل ليحل محل "المحبوب" كمايحلو لأهل اسكندرية تسميته لتصبح المسئولية أكثر وأكبر فعليه أن يحافظ علي الانجاز القديم وأن يكمل المسيرة بأحسن منها فلا تزال هناك مشكلات مثل القمامة والمجاري في بعض الضواحي مثل العجمي والشوارع الضيقة وغيرها فعبدالسلام لم يكن يملك عصا سحرية ولكنه احترم الناس فاحترموه ومد إلي الشعب السكندري يد العون فمد له الناس يدهم بالعطاء والمساهمات وتنفيذ ما يأمر به عن حب وليس من غطرسة وتعال لقد وجدوا الجمال والفن يزينان مدينتهم فقدموا سلوكا متحضرا. ماذا فعل المحجوب؟جعل الفنانين والمهندسين ورجال الأعمال معاونيه واستندفي عمله علي القاعدة الشعبية التي أحبته ووثقت فيه فأعطته أكثر مما تملك إن ذكاء محافظ الاسكندرية السابق ووزير الدولة للتنمية المحلية الآن قام علي اعطاء كل ذي حق حقه وهذا ما مكنه من أن يحصل منهم علي عمل جميل متكامل وبهذا ضرب عصفورين بحجر واحد أعاد الوجهه المشرق للمدينة وإخراج أعمال الفنانين التشكيليين إلي النور. فأصبحت المدينة منارة ثقافية تحمل عبق التاريخ وعراقة الماضي واشراق الحاضر واستقبلت هذا العام أكثر من 2 مليون سائح داخلي وخارجي وأصبحت احدي المدن المهمة علي خريطة السياحة العالمية.. ومع كل هذا لا تزال ترغب في المزيد. أن الوسام الذي حصل عليه عبدالسلام المحجوب المحافظ الجاد الذي أحبه أهل إسكندرية فأطلقوا عليه اسم "المحبوب" هو في الحقيقة أكبر وسام يمكن أن يحصل عليه مسئول. ولكن مع كل اشراقة الأمل التي أشعر بها لوضع الجهاز المحلي في يد هذا الرجل المنحاز للجمال والنظافة والتحضر أشعر بالأسي عليه من وحوش المحليات وما ادراك ما هي المحلات والتي شهد شاهد من أهل السلطة عليهم بمجلس الشعب وقال "إن الفساد للركب" في هذا الجهاز البيروقراطي العتيق.. والذي يعاني من فساده معظم المستثمرين في مصر ويدفع فاتورة الحساب الشعب من اهمال لمصالحه وسرقة موارده وانتهاك ادميته من الزبالة والتلوث والضجيج والاهمال. أهلا ومرحبا بالسيد الوزير عبدالسلام المحجوب وأرجو أن يوفقك الله وأن لا تضيع جهودك في دهاليز المحليات!