من أخطر الازمات التي تعاني منها مصر الان ظاهرة توريث الوظائف.. ان كل صاحب وظيفة يسعي الي توريث وظيفته لاحد الابناء يحدث هذا بين الفنانين والاطباء.. والصحفيين.. ورجال القضاء.. وأهل الغناء.. هناك فئات كثيرة ورثت وظائفها لابنائها ان استاذ الجامعة يصر علي ان يترك لابنه كرسيه.. والطبيب يريد ان يترك له العيادة وهناك حالات كثيرة ادانها القضاء لانها تمثل تجاوزات خطيرة.. وهذه رسالة من استاذ جامعي فاضل يحذر فيها من كارثة توريث الوظائف في مصر لانها تهدد كل شيء. الاستاذ.. سوف اتعرض هنا للآثار والنتائج المفزعة لتوريث الوظائف فلم تعد هناك وظائف في مصر لم يتقلدها ابناء شاغليها.. والمراقب للذين آلت اليهم تلك الوظائف بطريق التوريث تجتمع فيهم مجموعة من المثالب اراها المردود الطبيعي للطريقة التي شغلوا بها تلك الوظائف وعلي رأس تلك المثالب انعدام الكفاءة وهشاشة مستويات الاداء والافتقار للوعي والنضج اللازم للشعور بالمسئولية. وكيف يتأتي للوريث الاقتدار والكفاءة وتلك المعايير قد غابت حين اختطف تلك الوظيفة من مستحقيها وكيف يتعين عليه ان يعمل علي تحسين ادائه وهو الذي تأكد لديه ان فرص الترقي والتصعيد للمستويات الوظيفية الاعلي في حكم المؤكد وبضمان من سهل له الاستيلاء علي هذه الوظيفة اصلا. وآفة الآفات التي جناها المجتمع من جراء التوريث ان هؤلاء قد فقدوا الاحساس بالانتماء لتلك الشرائح البسيطة من ابناء هذا الوطن ولو انهم جميعا ينتمون الي هذا النسيج الاجتماعي نسيج البسطاء وعلي الرغم من ان الاصول الملكية والعروق التركية لم يبق منها الا القليل علي ارض مصر فنري هؤلاء المورثين يستشعرون تمايزا غريبا وتراهم يريدون تأكيد هذا التمايز ولا اقول التميز في شتي سلوكياتهم الطاووسية المتغطرسة ومعاملاتهم المبنية علي الكبر والتعسف وكيف لا وقد نالوا كل شيء بجرة قلم في غياب منظومة قوامها التجرد والحيدة والنزاهة والشفافية والعدل الاجتماعي. اوقفوا هذا الاتفاق الجنائي بين من يشغل مواقع القيادة في شتي الوظائف الحكومية والذي الغي مبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية واهدر اولويات الاختيار علي اساس الكفاءة والاقتدار واوقف قاطرة الحراك الاجتماعي في وجه طموح الاجيال من الشباب الذين يدرسون ويتفوقون واغتال آمال الاسر الكادحة واماني الشرفاء الذين تحملوا شظف العيش ورضوا بالحياة دون رغد او رفاهية آملين في مستقبل افضل وغد اكثر اشراقا لابنائهم ليأتي هذا الغد وقد اضاف ابناءهم وابناء غيرهم الي قوائم العاطلين ليفترسهم غول البطالة وناهيك عن تبعاتها من تهديد للسلام الاجتماعي وفقدان الانتماء للوطن والارتماء في احضاء الغلو والتطرف في اتجاهين كلاهما يجلب الدمار والخراب لهم ولوطنهم علي حد سواء اللهم اني اشهدتك وابلغت. دكتور ناصر كمال عبدالعال استاذ بكلية الطب جامعة المنوفية