وصلتني الرسالة التالية من تامر السيد محمد موسي، مدرس مساعد بقسم الصناعات الغذائية بكلية الزراعة - الاسماعيلية - جامعة قناة السويس: الأستاذ الفاضل تحية طيبة اتقدم لكم ولكل أسرة الصحافة المصرية.. وأثق في بذلكم الجهد واهتمامكم بما سأعرضه عليكم من أمر، بعد ان سدت السبل من امامي. هذا الامر يرتبط بشكل مباشر بالتنمية في المناطق الجافة وشبه الجافة مثل شبه جزيرة سيناء والمناطق الجديدة مثل توشكي وغيرها من المناطق المنتشرة بربوع مصر، ومرتبط بما وقع مؤخرا من احداث مؤلمة بمناطق مختلفة بشبه جزيرة سيناء موضحة اهمية وضرورة الاسراع بالتنمية والاستقرار لاهالي سيناء والوافدين اليها من كل ربوع مصر وهو ما تنادون اليه علي الدوام كهدف استراتيجي لمصر، وما يتعلق بمجال اختصاصي بشأن توفير موارد غذائية اضافية للمجتمع دون تكلفة استثمارية عالية ودون التحميل علي مواردنا الطبيعية وميزانية الدولة، ومرتبط بشكل كبير باهداف منظمة الغذاء والزراعة التابعة للامم المتحدة (FAO) للالفية الجديدة في مجال مكافحة نقص الغذاء والفقر حول العالم، ومرتبط بهدف منظمة (FAO) لهذا العام ايضا في مجال مكافحة التصحر. ان الامور الواضحة وانتم اكثر علما ودراية بان مصر في حاجة للبحث عن كل الوسائل الممكنة لتوفير مصدر اضافي للدخل القومي دون تكلفة استثمارية كبيرة في ظل زيادة سكانية مطردة وموارد بيئية محدودة خاصة المياه الصالحة للري والأراضي الزراعية المحدودة سواء تلك المستصلحة أو القابلة للاستصلاح، وجدت من خلال البحث ان نبات التين الشوكي "كمثري الصبار" من اكثر المصادر الغذائية غير التقليدية ذات العائد الاقتصادي المجزي والمنخفضة في تكلفة الانتاج والملائمة بشكل كبير جدا للاستزراع بالمناطق الزراعية الجديدة مثل توشكي وسيناء وغيرهما من المناطق الجديدة خارج حدود الوادي الضيق، والتي ستساعد بشكل مؤثر في تحقيق الاستقرار بهذه المناطق وتحقيق عائد مجز في فترة وجيزة، مع تحقيق استفادة قصوي من كل النبات ومخلفاته في مجالات مختلفة وهو ما سوف اوضحه لكم في تقرير مبدئي وموجز عن اهميته كنبات استراتيجي مهم. هذا النبات يتكون من ثلاثة اجزاء رئيسية وهي: السيقان الخضراء والثمار والازهار، وكل من هذه الاجزاء ذو قيمة اقتصادية وتكنولوجية كبيرة ويمكن توضيح اهمها بايجاز فيما يلي: توفير غذاء عالي القيمة للانسان في صورة ثمار أو سيقان خضراء، كذلك توفير الاعلاف الخضراء لقطعان الماشية مما يتيح الفرصة لزيادة الانتاج من اللحوم الحمراء والالبان حيث تشير لذلك الابحاث العالمية والمنظمات الدولية المعنية بالزراعة والغذاء وفي مقدمتها منظمة الغذاء والزراعة التابعة للامم المتحدة (FAO)، مما جعل العديد من الباحثين في انحاء العالم يميلون لاطلاق لقب جسر الحياة (Bridge of Life) علي نبات التين الشوكي في المناطق الجافة وشبه الجافة حول العالم خاصة مع قدرة النبات العالية علي الاستفادة من المياه المحدودة او المتاحة بالبيئة في حال تعرض البيئة للجفاف. انتاج العديد من المستحضرات الصيدلانية الطبيعية والآمنة من اجزاء النبات المختلفة للوقاية والعلاج من العديد من الامراض وهو ما تشير له وتؤكده الابحاث. انتاج منتجات غذائية ذات قابلية عالية للمستهلك من الثمار والسيقان بخلاف الاستهلاك الطازج كما تتميز مخلفات الثمار بقيمتها الغذائية والتكنولوجية العالية ايضا. انتاج العديد من المكونات والمكملات الغذائية المهمة من اجزاء النبات المختلفة. انتاج العديد من المستخلصات المهمة المستخدمة في العديد من المجالات التكنولوجية ومن اهمها الصبغات الغذائية الطبيعية الآمنة سواء تلك المستخلصة من النبات او من الحشرة القرمزية (Dactylopius Coccus Costa) المنماة علي سيقان النبات والمنتجة لصبغة آمنة عالية القيمة الاقتصادية. تشير الدراسات الي استخدام النبات في انتاج الغاز الحيوي (Biogas) واستخدام اجزائه المختلفة كمادة خام اولية في كثير من الصناعات الميكروبية. اهمية النبات بيئيا من خلال استهلاكه لثاني اكسيد الكربون ليلا للتمثيل الضوئي بخلاف الشائع في النباتات الاخري التقليدية التي تستهلكه نهارا واستخدامه كمصدات طبيعية للرياح، ولتثبيت التربة، ولمكافحة التصحر وتحرك الكثبان الرميلة في المناطق الجافة وشبه الجافة. اهمية استزراع النبات لتوطين السكان بالاراضي الجافة وشبه الجافة في صورة مجتمعات مستقرة وتوفير دخل مناسب ومستقر لهذه المجتمعات. ومن اهم المميزات الاستراتيجية لهذا النبات اقامة مجتمعات متكاملة اجتماعيا وزراعيا وصناعيا وسياحيا تمثل عائقا امام اية اطماع في مناطق مهمة مثل صحراء سيناء وغيرها اضافة الي انه يمثل نباتا مهما جدا في فترات الجفاف. .. ولذلك فانني اوجه الدعوة لعقد اول ندوة علمية بمصر لمناقشة وتوضيح اهمية زراعة نبات الصبار المثمر خاصة بالمناطق الزراعية الجديدة كمشروع استثماري زراعي صناعي اجتماعي متكامل. انتهت رسالة الباحث الشاب.. واضعها امام المسئولين ورجال الاعمال والمستثمرين للنظر.. لعل فيها خيرا للبلاد والاقتصاد.