يدفع الشعب اللبناني ثمن معركة تكسير العظام بين اسرائيل وبين حزب الله ولاشك ان حزب الله هو احد الاحزاب اللبنانية ولكنه يرتبط ايدلوجيا بايران مما يجعل من الصعب بل من المستحيل تفسير سلوكه السياسي والعسكري بمعزل عن هذه الايدلوجية. ويقول بعض المراقبين في اسرائيل ان حزب الله يلعب لحساب ايران وهناك علاقة اكيدة بين توقيت نشوب الحرب حالية وبين عرض الملف النووي الايراني علي مجلس الامن والذي اصدر قرارمؤخرا يخير ايران بين التوقف عن تخصيب اليورانيوم او مواجتهه مع المجتمع الدولي. وسبق ان تبادل الطرفان ايرانوالولاياتالمتحدة التهديدات بسبب الملف النووي الايراني فقالت الولاياتالمتحدة انها لاتستبعد اي خيار في التعامل مع الملف النووي الايراني في اشارة الي امكانية اللجوء الي عمل عسكري لاجهاض القدرة الايرانية علي انتاج سلاح نووي كما تزعم ذلك واشنطن. وحذر خبراء روس عدة مرات من احتمالات الصدام العسكري اذا فشلت الجهود الدبلوماسية في اقناع ايران بوقف تخصيب اليورانيوم وقبول المقترحات والحوافز الغربية التي تضمن لايران تكنولوجيا نووية لانتاج الطاقة وللاغراض السلمية ولكن الولاياتالمتحدة تحاول جمع تحالف دولي ليكون اي صدام مع ايران تحت مظلة دولية لتفادي المشكلات الدبلوماسية التي نجمت في التدخل الامريكي في العراق بدون غطاء دولي قبل نحو اربع سنوات. ومن ناحيتها اطلقت ايران تهديدات قوية بأنها سترد بقوة علي اي عدوان عليها واختارت اسرائيل هدفا من اهداف الرد بضربة عسكرية مضادة اذا تعرضت منشآتها النووية لاي هجوم عسكري من جانب اسرائيل او الولاياتالمتحدة. ومن هنا يقول خبراء في الشئون العسكرية والسياسية ان ما يجري الان في لبنان هو محاولة لاختبار القوة بين حزب الله نائبا عن ايران واسرائيل نائبا عن الولاياتالمتحدة. ومغزي القصف المتبادل الذي جري علي مدي الايام الماضية يعكس القدراة الايرانية علي الوصول الي الاهداف المدنية والعسكرية داخل اسرائيل انطلاقا من ايران عن طريق صواريخها طويلة المدي او عن طريق حلفائها في حزب الله من جنوب لبنان. واثبتت التجربة ان الامكانيات التي لدي حزب الله تدل علي توافر الاسلحة والتدريب والامداد وبالتالي القدرة علي البقاء لاطول وقت في ارض المعركة في مواجهة قوة عسكرية منظمة ومسلحة جيدا كقوة الجيش الاسرائيلي ويصب ذلك في مصلحة ايران وقد يضطر الولاياتالمتحدة واسرائيل الي اعادة حساباتهما تجاه ايران.