في مثل هذا الوقت من كل عام يشتعل سوق الغناء، ويتباري منتجو الكاسيت في طرح شرائط كبار المطربين بالسوق.. بل إن أغنيات الأفلام "الصيفية" "الفكاهية" أصبحت تعبأ في شرائط أيضاً ولا سيما إذا كانت بصوت محمد هنيدي أو محمد سعد كتكوت أو هاني رمزي ظاظا أو حمادة هلال عزة أو حتي أغاني سعد الصغير في فيلم "لخمة راس". هذا بالإضافة إلي طوفان من أغاني الكليبات أو "البورنوكليب" والتي تذاع مئات المرات يوميا علي القنوات الفضائية وحوالي 95% من المغنيات والراقصات في تلك الكليبات من اللبنانيات "المحترفات" و"الهاويات"! وكان من المفترض أن يضاف لون جديد من الغناء هذا الصيف هو الغناء في الحفلات خاصة التي تنظم في المدن الساحلية ولا سيما في الساحل الشمالي، وكانت "المغنيات" اللبنانيات "السوبر" سيكونن بطلات تلك الحفلات خاصة نانسي عجرم وهيفاء وهبي، ولكن نظراً للظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة حاليا واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية الجبانة علي لبنان.. فقد تأجلت بشكل مؤقت "حفلات" الصيف الغنائية، ولا سيما إن أبطالها من الفنانات اللبنانيات، ولكن في نفس الوقت مازالت أغاني اللبنانيات أو الرقصات التي يصاحبها أصوات تذاع في القنوات الفضائية دون توقف رغم الظروف التي بمر بها الشعب اللبناني المجروح. بل إن مغنيات الموضة الجديدة في لبنان قد هجرن وطنهن وأتي معظمهن إلي القاهرة هرباً من "حرارة" النيران ولجئن إلي "حضن" مصر الدافئ والهادئ كي "يستمتعن" بهواء شواطئها المنعشة وبعيدا عن دخان بيروت الخانق. ورغم إعلان المغنية هيفاء وهبي انها أتت إلي مصر لحث المصريين "والعرب" علي التبرع للبنان، واستخدمت في ذلك "علاقاتها" وإمكانياتها الخاصة. إلا أنه كان من "الأشرف" و"الأفضل" أن تشترك هيفاء مع أخواتها المغنيات اللائي جئن لمصر في عمل حفل غنائي كبير، بل عدة حفلات في مناطق مختلفة خاصة المدن الساحلية كشرم الشيخ والغردقة والإسكندرية ومارينا، ويخصص دخلها أو معظم دخلها لضحايا القصف الإسرائيلي العشوائي من المدنيين اللبنانيين. بل يجب أن تمتد حفلات هيفاء وأخواتها إلي باقي الدول العربية خاصة الخليجية، وبدلاً من أن تخصص الحفلات لإغاثة المنكوبين فقط، من الممكن أن تساهم في إعادة إعمار لبنان. ولابد أن تأخذ فنانات لبنان القدوة من كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، والتي قامت بجولات غنائية وأقامت حفلات عديدة في الدول العربية وخصصت معظم دخلها للمجهود الحربي وقت أن كانت مصر في حالة حرب. ويجب أن تشارك "شيخة" المغنيات العربيات صباح والصوت الملائكي فيروز في حفلات يخصص دخلها لصالح لبنان، واتمني ان يهدأ وطيس المعارك وتسافر المغنيات الهاربات إلي وطنهن ليشاركن في مواساة أسر القتلي ويضمدن جراح المصابين، ولكن أرجو ألا تغني لهم هيفاء وهبي أغنية "بوس الواوا". elbasser2yohoo.com