أخشي أن يضرب الموسم السياحي المصري بسبب تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة علي لبنان، رغم أن المؤشرات تدل علي أن مصر قد تستفيد من النزوح والرحيل الجماعي للسائحين العرب والأجانب من لبنان، والذين قد يفضلون مصر بلد الأمان علي طريقة "مصائب قوم عند قوم فوائد".. وهو ما نرفضه بالقلب ونقبله بالعقل. فموسم السياحة الصيفي "العربي" يبدأ فعلياً بمصر في الفترة من منتصف يولية وحتي بداية سبتمبر ولهذا السبب نظمنا مهرجان السياحة والتسوق والذي يقام خصيصا علي مدي شهر كامل للسائحين العرب وكان من المفترض أن يمتد إلي كل المدن الرئيسية "السياحية" في مصر، ولكن يبدو أن توقيت بداية المهرجان والذي بدأ فعليا يوم الخميس الماضي 20 يولية، قد تزامن مع الاعتداءات الإسرائيلية علي لبنان الشقيق وقرب الموسم السياحي هناك، وبالتالي لم يكن هناك حفل افتتاح للمهرجان ولم تقم وزارة السياحة بالدعاية الكاملة عنه تضامنا مع الأشقاء اللبنانيين، كما أن الغليان في الشارع المصري بل والعربي بسبب الممارسات الإسرائيلية حال دون الدعاية للمهرجان أو لموسم السياحة العربية في مصر، واكتفينا بإعلانات فقيرة وركيكة للترويج عن "منتجاتنا" السياحية المختلفة هذا العام، ومنها "نورت مصر".. و"البيت بيتك"، و"زورونا تجدوا ما يسركم".. وكلها تعتمد علي الترفيه والمتعة والتسلية وأشياء أخري بعيدة عن المفهوم والغرض الأساسي للسياحة والتسوق. بالمنطق وبعيداً عن العواطف لابد أن نساهم في إنجاح موسم السياحة الصيفية في بلادنا، ولا يجب أن نحول شهر السياحة والتسوق إلي مهرجان سري أو مسكوت عنه تضامنا مع الشعب اللبناني، ويجب أن نتعامل بواقعية مع المستجدات، ونتكاتف من أجل تفعيل الموسم السياحي لأننا مررنا بأزمات مؤخراً خاصة العمليات الإرهابية في شرم ودهب وكاد يضرب الموسم السياحي الشتوي ولكن لابد ان نضع في الاعتبار اننا نتعامل في الأساس مع "الزبون" العربي الذي تعود أن يزور مصر في مثل هذا التوقيت من كل عام فهو هدفنا، وإذا زاد عدد "الزبائن" بسبب الوضع في المنطقة.. فأهلا وسهلا بعيدا عن "الصيد" في الماء العكر، والاستفادة من كوارث الآخرين. ولكن حتي لا يتحول الموسم السياحي الحالي إلي موسم لاصطياد السائحين ونكرر بعض سلبياتنا والتي قد تفقدنا بعض الاشقاء العرب من معتادي زيارة مصر بطريقة شبه دائمة في الصيف، وحتي نكون مؤهلين لاستقبال المزيد من اخواننا العرب بل والأجانب ممن كانوا يفضلون بلاد الشام و المغرب العربي.. لابد من تغيير العديد من السلوكيات التي تضر بسمعتنا السياحية وتطفيش السائحين وقد لا تفلح المقومات السياحية المصرية الهائلة من آثار ومنتجعات وشواطئ ومولات وكافيهات وبواخر عائمة وفنون ومناظر خلابة في تصحيحها. وتلك السلوكيات السلبية في مجملها تتعلق ببعض المتعاملين مع السائحين خاصة العرب والذين يتفننون في كيفية "حلب السياح" والحصول علي نقودهم بأية طريقة بداية من الطرق الملتوية للحصول علي البقشيش التي تصل الي حد التسول والبلطجة أحيانا وحتي تلزيق مشتريات أو فسح اجبارية أو تذاكر مسرح وأشياء أخري.. بدرجة تحط أحيانا من كرامة هؤلاء المتعاملين، بل المصريين جميعا. والمطلوب بالطبع هو التعامل مع السائحين علي أنهم يقضون إجازتهم ونقدم لهم خدمات بمقابل معقول يحفظ كرامة المصري وايضا مطلوب ان تكون هناك "اتفاقيات" سياحية بين الدول العربية وان يشمل البروجرام زيارة بعض الدول العربية فاذا ما حدثت كبوة في احدي الدول بتم تعويضها وفقا لتلك الاتفاقيات بدلا من ان نتكسب من جراح الآخرين.