اثرت الحرب علي لبنان والتصعيد العسكري الاسرائيلي علي الاوضاع الاقتصادية في المنطقة وكانت البورصات العربية الاسرع تأثرا بها بشكل مباشر، كما ارتبكت حركة الطيران والملاحة البحرية والبرية مع نزوح الجاليات الاجنبية وتغيير مسارات السفر من والي الدول المحيطة كما تأثرت بعض المعاملات التجارية والقت العرب بظلالها علي حركة البيع والشراء الداخلية فضلا عن مبيعات بعض السلع الاستراتيجية مثل الذهب وكان اكبر الاثار السلبية التي يخشاها جميع الخبراء الاقتصاديين هو تراجع الاستثمارات الاجنبية المباشرة الي مصر بعد الجهود التي تم بذلها لجذب المستثمرين في الفترة الماضية والتي بدأت تؤتي ثمارها. ولكن البعض لايريد النظر الي نصف الكوب الفارغ فقط فهناك من يري بوادر امل رغم كل الظلام الحالك ويعتمد علي وجود جوانب ايجابية في كل شئ او امكانية تحويل الجوانب السيئة الي جوانب ايجابية ويرصد الخبراء ثلاثة مجالات يمكن ان توجد فيها جوانب ايجابية علي الاقتصاد المصري اولهم مجال السياحة وتغيير الخطط السياحية والرحلات من لبنان الي مصر والمجال الثاني هو انتعاش العقارات وانتقال الطلب وانتقال الطلب من العقارات اللبنانية الي المصرية اما الثالث فينتظر انتهاء وقف اطلاق النار وانتهاء حالة الحرب لتبدأ الشركات المصرية في عمليات اعادة الاعمار في لبنان. ومن جانبه يشير سيد ابو القمصان رئيس قطاع التجارة الخارجية بوزارة التجارة والصناعة ان وجود اي قلائل في المنطقة العربية له انعكاسات سلبية علي جميع دول المنطقة والمجال الاول الذي يتأثر بالضرورة هو حركة التجارة موضحا ان حركة التجارة بين مصر ولبنان لا تتعدي 200 مليون دولار وان الوقت مبكر لتقدير الخسائر والتأثيرات السلبية لكن بالتأكيد لاتوجد مكاسب او استفادة سواء بشكل مباشر او غير مباشر ولا توجد احصاءات تحدد حجم الضرر او تكلفته ولكن مع استمرار القصف وطول امد الحرب ستتضاعف تكلفة الحرب اقتصاديا علي جميع الدول ويتفاوت الضرر بحسب علاقة الدولة الاقتصادية والتجارية بلبنان. بينما اشار اشرف الغزالي مدير شركة كولدويل بانكر العقارية الي ان هناك بعض التأثيرات الايجابية والمتمثلة في زيادة الطلب علي العقارات في مصر في اعقاب بداية القصف الاسرائيلي علي لبنان ونزوح عدد كبير الي مصر سواء من اللبنانين او السوريين او الاردنيين بالاضافة الي وجود نشاط عقاري متمثل في السياحة العربية الي مصر في الصيف واتجاه العرب خاصة السعوديين الي شراء بيوت في مصر عوضا عن بيوتهم في بيروت. ويوضح اشرف غزالي انه من ضمن الايجابيات هي الصورة الذهنية التي ترسخت عن مصر انها بلد مستقر لايشهد نزاعات وقلائل تؤثر علي اقتصادها وبالتالي يصبح القرار بالنزوح اليها قرارا منطلقا من كونها اكثر البلاد استقرارا فضلا عن مستويات الاسعار في مصر مشيرا الي ان اسعارها في الخليج والامارات اربعة اضعاف الاسعار في مصر. ويوضح غزالي ان الطلب سواء لشراء العقارات او الايجار يشهد انتعاشا من الاردنيين والفلسطنيين واللبنانين ويتركز الطلب علي مناطق وسط البلد والمهندسين والزمالك والعقارات المطلة علي النيل. مكاسب وقتية كما يؤكد منصور عامر احد المستثمرين السياحيين انه لا يمكن القول ان هناك جوانب ايجابية فيما يتعلق بالسياحة فمصر ولبنان من ابرز الدول التي كانت تتنافس علي استقطاب السياحة الاجنبية وربما تقوم الشركات السياحية بتغيير وجهة السياح بعد الحرب من لبنان الي مصر، كذلك من سوريا والاردن الي مصر لكنها فترة مرحلية لن تطول كثيرا وتعد محاولة من الشركات السياحية لتجنب الخسائر ولكن علي المدي الطويل ستخسر السياحة عنصر الجذب للسائح الاجنبي وربما يكون مجال التركيز علي الجذب السياحي العربي بشكل اوسع ويتشكك منصور عامر في انتعاش السوق العقاري نتيجة لنزوح عدد من الجنسيات اللبنانية والعربية الي مصر مشيرا الي ان سوق العقارات المصري في حالة نشاط دون وجود مسببات خارجية وهو سوق جاذب بشكل كبير سواء للعرب او للاوروبيين. ويتفق معه د.أحمد غنيم الخبير الاقتصادي الذي يري ان اتجاه حركة السياحة الي مصر ليست سوي مكسب قصير الاجل ومحاولة من الشركات السياحية لتفادي الخسائر والغاء الحجوزات لكن التأثير علي المدي الطويل سيكون سلبيا علي السياحة كما يتشكك في انتعاش العقارات من خلال استغلال المسوقين العقاريين للاوضاع كنوع من الترويج للعقارات الراكدة خاصة انه ليس هناك علاقة مباشرة بين الحرب اللبنانية والعقارات المصرية في ظل وجود موسم سياحة عربي في هذا التوقيت واعتبره غنيم نوعا من الدعاية واستثمار الحدث والحقيقة المؤكدة التي يشير اليها "غنيم" هي الاثار السلبية التي ستحدث نتيجة عزوف الاستثمارات الاجنبية المباشرة عن المجئ لمصر كما يوضح الاثار السلبية لعودة المصريين العاملين في لبنان الي مصر والذين يقدر عددهم بخمسة آلاف عامل مع عائلاتهم وسوف يشكلون عبئا اضافيا علي طابور البطالة رغم ضعف ذلك العدد. فقاعات كما يري غنيم انه لا يمكن الاعتماد علي فكرة انتقال السياحة الي مصر ويؤكد ان ذلك لا يمكن بالضرورة ان يحدث خاصة مع منافسة دول اخري في مجال السياحة مثل تونس والاردن وتفضيل بعض السياح العرب السفر الي اوروبا، ويتوقع تأثيرات مباشرة علي البورصة المصرية واخري علي التجارة الخارجية كما ان تزامن قيام الحكومة برفع اسعار البنزين والسولار سيؤدي الي حالة من القلق والتوتر وتكون حرب لبنان هي الشماعة لحالة الركود الاقتصادي والتضخم التي ستشهدها مصر خاصة مع عدم شفافية القرارات الحكومية وصعوبة استقراء الاوضاع. ويلفت ايضا الي ان انخفاض الاستثمارات الاجنبية المباشرة وكذلك عائدات المصريين العاملين في الخارج واحد مصادر الدخل القومي المصري يدعم الاتجاه الذي يري انه لا يمكن ان توجد ايجابيات او مكاسب للوضع الراهن وانما مجرد فقاعات مؤقتة. مؤشر الذهب ومن ناحية اخري دفعت الايام الاولي للعدوان الاسرائيلي علي لبنان الي تراجع مبيعات الذهب في مصر بنسبة 50% وتذبذب اسعاره عالميا مع وجود حالة من الترقب والحذر في التعاملات حيث يتردد التجار في بيع او شراء كميات كبيرة من الذهب خوفا من ارتفاع او انخفاض الاسعار وما يصاحب ذلك من خسائر يصعب تعويضها. ويشير تجار الذهب الي ان تصاعد الاحداث في المنطقة ادي الي تذبذب اسعار الذهب عالميا حيث وصل سعر الاونصة الي 662 دولارا ثم هبط الي 644 دولارا رغم وجود توقعات باستمرار ارتفاع الاسعار وقد سجلت اسعار الذهب الاسبوع الماضي 103 جنيهات للجرام عيار 21 و88 جنيها للجرام 18 وهناك آمال معلقة علي تدفق السياح العرب في الموسم الصيفي وعودة المصريين العاملين بالخارج بما يؤدي لتحريك السوق.