بعد توقف حركة التجارة البينية وتوقع تأثر السياحة والاستثمارات الأجنبية

الاقتصاد المصري يدفع فاتورة العدوان علي لبنان

* مع استمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم علي لبنان وتكبد الاقتصاد اللبناني لخسائر تقدر بالمليارات بسبب توقف الأجهزة والمؤسسات الاقتصادية عن العمل وكذلك بسبب الدمار الشامل الذي أحدثته آليات الحرب للبنية التحتية في لبنان فإن هذا الوضع السيئ قد امتد تقريباً إلي معظم الاقتصادات العربية المجاورة ومنها مصر، التي تربطها بلبنان علاقات اقتصادية وطيدة حيث تأثرت بشكل كبير مع بدء الحرب واستمرارها والتي أدت إلي توقف جميع حركات التجارة البينية بين الدولتين وهو ما نتج عنه خسائر اقتصادية لا محالة.
وهذا إلي جانب التأثير السيئ الأكبر الذي تمثل في وضع المنطقة العربية بأسرها كمنطقة حروب ومنطقة "خطرة" وهو الأمر الذي له تداعيات سلبية خطيرة علي الاقتصاد العربي بشكل عام والمصري بصفة خاصة.. ولذلك فقد قامت "العالم اليوم" بمناقشة آثار تداعيات الحرب اللبنانية علي الوضع الاقتصادي في مصر.
الاقتصادات العربية
يؤكد محمد ربيع "الأمين العام المساعد لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية" أنه من الطبيعي أن تلقي الحرب المشتعلة الآن في الأراضي اللبنانية بظلالها علي الاقتصادات العربية ككل وليس الاقتصاد المصري فقط وهذا في ظل الحصار والدمار الذي تشهده لبنان مع اجتياح الغزو الإسرائيلي لها. حيث إن هذا الاجتياح الغاشم نتج عنه توقف كامل لجميع الأجهزة والمؤسسات العاملة في لبنان.
فكل شيء بها الآن أصبح مدمراً والبنوك والبورصة وغيرها من المؤسسات الاقتصادية متوقفة حالياً عن ممارسة نشاطها، كما ان رجال الأعمال اللبنانيين حالياً خارج نطاق الاتصال في ظل انقطاع الاتصالات وتوقف حركة النقل تقريباً.
وفيما يخص العلاقات التجارية المصرية اللبنانية فإن ربيع يؤكد ان العلاقات التجارية بين مصر ولبنان جيدة وتندرج في إطارين الأول يتم من خلال علاقات ثنائية بين البلدين والثاني يتمثل في التبادل التجاري المشترك الذي يتم بين مصر ولبنان في إطار منطقة التجارة الحرة العربية الكبري. إلا أن هذه العلاقات قد تأثرت بلا شك بعد الأحداث المؤسفة التي وقعت في لبنان وذلك لأن الحرب دمرت البنية التحتية في لبنان وأوقفت جميع الانتقالات ووسائل المواصلات وكل مايتعلق بالتبادل التجاري. فهناك حالياً توقف كامل في التجارة البينية حتي أن المساعدات التي قدمتها مصر للبنان كانت عبر سوريا وحتي الآن لا نعلم إذا ما كانت ستدخل أو لا تدخل.
ويضيف الأمين العام المساعد لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية أن التأثير الاقتصادي السيئ علي مصر لن يكون بقدر كبير وذلك لما تتمتع به مصر من قدرات تصديرية عالية وأسواق أخري بديلة.
إلا أن حجم التأثير السلبي يتبلور بشدة بسبب التوترات التي أصبحت تحيط بالمنطقة وتؤثر سلباً علي سمعتها مما يساهم بلا شك في التأثير علي الاقتصادات العربية.
وعن دور مجلس الوحدة الاقتصادية العربية لمساندة لبنان في النهوض من عثرتها حالياً ومستقبلاً فإن ربيع يؤكد أن المجلس له دور مهم في هذا الشأن حيث إنه من خلال الاتحادات العربية المتخصصة التي يضمها سوف يتم تقديم جميع المساعدات اللازمة للشعب اللبناني في أزمته الحالية كل في تخصصه بحيث يتم توفير جميع مواد الإغاثة التي يحتاجها الشعب اللبناني سواء أغذية أو أدوية.. أو غيرها من الاحتياجات.
كما أن المجلس سوف يقف بجانب لبنان بعد أن تنتهي هذه الأحداث المؤسفة "قريباً إن شاء الله" لمساعدته علي إعادة بناء وإعمار ما تم تدميره في أثناء هذه الحرب الغاشمة.
علاقات اقتصادية وطيدة
ويؤكد رشيد جميل "رئيس الاتحادات العربية المتخصصة بمجلس الوحدة الاقتصادية العربية" ان جمهورية مصر العربية تربطها بلبنان علاقات اقتصادية وطيدة حيث تشكل التجارة البينية نسبة جيدة من مجمل التجارة الخارجية المصرية للبلاد العربية سواء من حيث التصدير أو الاستيراد بالإضافة إلي أهمية قطاع السياحة أيضاً في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
إلي جانب استيراد لبنان لمواد خام ومستلزمات الصناعة من مصر لذلك فمن المتوقع ان تنعكس الآثار التي يمر بها لبنان سلباً علي الاقتصاد المصري ولو ان هذا التأثير لن يكون بدرجة كبيرة، ونأمل ألا يستمر الوضع الحالي علي ما هو عليه لأن لبنان أحد الشركاء الأساسيين في العلاقات الاقتصادية العربية بصفة عامة ومع مصر بشكل خاص ويجب مراعاة ان السلع الغذائية والزراعية تشكل نسبة لا يستهان بها من مجمل التبادل التجاري بين مصر ولبنان.
ويستطرد رشيد جميل في حديثه مؤكداً أن لبنان جزء رئيسي من الأمة العربية وترتبط بعلاقات اقتصادية كبيرة مع الدول العربية الأخري خاصة في مجال رؤوس الأموال الخليجية والعربية المستثمرة في لبنان كما أن القطاع المصرفي سيتأثر تأثراً كبيراً في هذه الحرب الظالمة إلي جانب الانعكاسات السلبية لتحويلات المغتربين اللبنانيين العاملين في الخارج إلي ذويهم.