اقتصاد نفسي الذين شغلوا انفسهم بأن سعاد حسني قد قتلت او ماتت منتحرة في مثل هذا اليوم من اعوام سابقة لا يعرفون مرارة ما عانته سعاد حسني وهي تخرج من برواز النجمة اي حياة الانسانة التي لا مستقبل لها بعد ان اكلها الاكتئاب الشديد، نفس الاكتئاب الذي اكل صديقها الصدوق وراعيها الفني العبقري بلا حدود صلاح جاهين. مازلت اذكر ايام ان كانت سعاد تزور عبد الحليم حافظ في بيته بزهراء الزمالك حيث كانت تأتي كل يوم من ايام عام 1965 فقد كانت لاتأنس بالتواجد في مكان الا بيت عبد الحليم وكانت تدخل اولا الي جناح شحاتة وفردوس وهما المتزوجان اقارب عبد الحليم حافظ والمسئولان عن رعايته ثم تقبل بدرية وهي السيدة التي تقوم بترتيب حجرة عبد الحليم وكانت سعاد حسني واحدة من قلة لها الحق في الدخول علي عبد الحليم حافظ وهو نائم وكان صوت عبد الحليم يجلجل بالضحك وكأنها تروي له آخر نكتة. وفجأة انقطعت سعاد حسني عن زيارة عبد الحليم دون ان نعلم سببا لذلك فقط رأيت عبد الحليم يأمر بخلع عود جاف لوردة بلدي وحيدة كانت تنمو في اناء زرع في البلكونة وقلت لعبد الحليم لماذا تقطعها؟ اجاب: اصلها من عند سعاد. احسست بتغير في عاطفة عبد الحليم ناحية سعاد ولكن ما ان سمع عن وفاة شقيقتها صباح في حادث سيارة حتي امر بأن تقوم شركة صوت الفن بكل الاجراءات الخاصة بمتابعة الحادث. وكنت اصعد الي سلم منزل سعاد اسرع من عبد الحليم حيث لا اتذكر ان كانت شقة سعاد في شارع يحي ابراهيم لها اسانسير او ان الاسانسير يومها كان معطلا. فتحت لي الباب بنت صغيرة بلا رموش فظننتها خادمة فقلت لها قولي للهانم سعاد ان منير علي الباب فقالت لي البنت انا سعاد يامنير وظهر عبد الحليم خلفي وكان مع سعاد في تلك اللحظة كل من عدلي فهيم المشرف الفني لروزاليوسف وكمال الطويل وكانت سعاد حسني بلا اي مكياج فظهرت كبنت من حي شعبي جميلة وحلوة ودقيقة الحجم للغاية. مازالت اتذكر كيف قال لي كمال الطويل "عفريتة كاميرا سعاد حسني" ولم افهم العبارة فشرحها لي كمال وقال هي ومارلين مونرو تشتركان في التوهج امام الكاميرا. وعندما اري سعاد حسني حاليا علي شاشة التليفزيون اشتاق الي نقائها التلقائي الشديد وقدرتها علي فضح كل خبايا وخفايا الحياة المؤلمة علي الرغم من انها كانت دائمة الابتسام.