في ختام زيارة بعثة مجلس الأعمال الكندي - المصري إلي كندا اكدت فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولي ان البعثة فتحت أبوابا واسعة للتعاون مع كندا في مجالات عديدة، فضلا عن تعزيزها للعلاقات بين رجال الاعمال المصريين ونظرائهم الكنديين. واضافت الوزيرة ان اجتماع المائدة المستديرة التي تم عقدها في تورنتو، ثم في مونتريال، والتي ضمت مسئولين ورجال اعمال من البلدين، اظهرت اهتمام الجانب الكندي بالتعرف علي امكانيات الاستثمار في مصر والخطوات التي قطعتها الحكومة المصرية علي طريق الاصلاح الاقتصادي. وقالت فايزة أبوالنجا ان الامر لا يتوقف عند رغبة كنديين في الاستثمار بمصر، بل يسبق ذلك الكنديون من اصل مصري الذين يرتبطون ارتباطا عاطفيا قويا بوطنهم الام ويرغبون في بناء جسور دائمة معه واستثمار اموالهم وخبراتهم فيه. وشددت الوزيرة علي الاهمية الاستثنائية للاستفادة من هذه الثروة البشرية والعمل بجدية علي استقطاب استثمارات الجالية المصرية في كندا، واعربت عن سعادتها باقبال ابناء الجالية علي المشاركة في استقبال بعثة مجلس الاعمال الكندي - المصري والحوار الصريح معها وطرح مبادرات تستحق الدراسة. واشادت فايزة أبوالنجا باداء الوفد المصري، وقالت انه كان بالغ التميز والتكامل، سواء من النواحي التي اضطلع بملفاتها الجانب الحكومي في الوفد الذي رأسته هي ووزير التخطيط والتنمية المحلية الدكتور عثمان محمد عثمان وضم أحمد الخادم رئيس هيئة - التنشيط السياحي ووفاء صبحي ابراهيم وكيل اول وزارة الاستثمار ورئيس المكتب الفني بالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة والسفير عمرو حلمي نائب مساعد وزير الخارجية والدكتور صفوت النحاس رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة وعضو مجلس الشوري وشاهين سراج الدين رئيس بنك التنمية الصناعية. وتوقعت الوزيرة زيادة ملحوظة في عدد السياح الكنديين لمصر في الفترة المقبلة. من جانب آخر اشارت فايزة أبوالنجا الي ان الجانب الرسمي من البعثة ركز اهتمامه علي مد جسور التعاون بين البلدين في مجال التنمية البشرية وخاصة في حقل البحوث والتطوير والتطوير العالي وظهر ذلك في جدول اعمال الوفد الذي اشتمل علي لقاءات متعددة مع المسئولين بالجامعات الكندية ومراكز البحث العلمي فتم اللقاء مع رؤساء جامعات كالتن في تورنتو ووجدنا امكانيات حقيقية للتعاون، وفي مونتريال تم اللقاء مع رئيس جامعة ماكجيل وكونكورديا، واتفقنا علي زيادة عدد المنح للدارسين المصريين وعلي تبادل البعثات الدراسية في مجالات محددة وبخاصة التكنولوجيا الفائقة، وتكنولوجيا النانو، والهندسة الوراثية، والهندسة العكسية، وادارة الاعمال كما تم الاتفاق علي اعداد برامج دراسة يتم تدريسها في جامعاتنا ويقوم الجانب الكندي بايفاد الاساتذة لتدريسها. وما يدعو الي الفخر - بهذا الصدد - انه في كل جامعة وكل مركز بحوث كندي توجهت اليه البعثة وجدنا مصريا يرأس هذا الصرح الاكاديمي او يشغل منصبا مرموقا به. وعلي الجانب الرسمي ايضا تم الاتفاق مع وزير المواطنة والهجرة الكندي علي اعداد بروتوكول لتوفير العمالة المصرية للعمل في مقاطعة اونتاريو، القلب الاقتصادي لكندا، والتي تعاني من نقص العمالة في ثلاثة مجالات هي البناء والتشييد، وصناعة السيارات، والعمالة اليدوية بما في ذلك سائقو الشاحنات.. وهذا يعطينا فرصة لتوفير هذه العمالة وتأهيلها وتدريبها لتلبية احتياجات السوق الكندية. كما جرت لقاءات مع قادة البرلمان وفي مقدمتهم رئيس مجلس العموم ورئيس لجنة "كندا - إفريقيا" لتطوير التعاون بين المجالس النيابية الكندية والافريقية وتم الاتفاق علي التعاون الثلاثي للاستعانة بالخبرات المصرية في التعامل مع الدول الافريقية، كما تم الاتفاق علي استفادة وكالة التعاون الدولية الكندية (السيدا) بالخبرات المصرية في الدول الافريقية. وفضلا عن ذلك كان اللقاء مع عمدة مونتريال مهما جدا، حيث استمع الوفد المصري الي تفاصيل الخبرة الكندية في الحكم المحلي للاستفادة بها في مصر. كما تم توقيع اتفاق مع وزيرة التعاون الدولي الكندية للمشاركة في تمويل مشروع الطفولة المبكرة الذي سيخدم انشاء رياض اطفال في كل المحافظات المصرية لتشجيع الاهالي علي ارسال اطفالهم في سن مبكرة للحضانات.. وسيقدم الجانب الكندي اسهاماته في هذا الجانب علما بان كندا صاحبة افضل التجارب علي مستوي العالم بهذا الصدد، ومع العلم ايضا بان هذا هو اول مشروع تلجأ فيه الحكومة المصرية للاقتراض من البنك الدولي للمشاركة في تمويله. ومع وزيرة التجارة والتنمية الاقتصادية بحث الوفد المصري اهمية تكثيف التبادل التجاري، و حث الجانب الكندي علي التفكير في اقامة منطقة تجارة حرة. واعربت فايزة أبوالنجا عن اعتقادها بان توقيت زيارة البعثة الي كندا جاء مناسبا ومهما لان هناك حكومة جديدة في كندا وهذه الحكومة مازالت في طور التفكير واعداد السياسات، وجاءت مقابلات المسئولين الكنديين مع نظرائهم المصريين في هذا التوقيت لتطلعهم علي المطالب المصرية والفرص المتاحة للاستثمار في مصر. ومن جانبه قال الدكتور عثمان محمد عثمان وزير التخطيط والتنمية المحلية ان هذه البعثة التي قام بها مجلس الاعمال الكندي المصري تعطينا عددا من الدروس اهمها التكامل بين الحكومة ومجتمع رجال الاعمال حيث كانت مشاركة اثنين من الوزراء مع كوكبة من رجال الاعمال تجربة غنية وفعالة، مما يجعلنا نوصي بان تتحرك مصر بشكل اكثر فاعلية في الاعداد للمزيد من هذه البعثات من خلال مجالس الاعمال مع الدول المختلفة. وقال الوزير اننا نحتاج الي خريطة للفرص والامكانيات المتاحة مع جميع دول العالم، حتي نذهب الي كل دولة ببرنامج محدد مثلما حدث في زيارة كندا. وعن النتائج المحددة لهذه البعثة قال الوزير انه تم الاتفاق مع جامعة مونتريال علي توفير ثماني منح لدراسة الدكتوراه في كندا علي ان يبدأ هذا البرنامج علي الفور، وسيكون سنويا ويمكن ان يتزايد عدد المبعوثين فيما بعد.. كما اقترح مركز البحوث الوطني الكندي اقامة مركز دراسات كندية في جامعة القاهرة بكلية السياسة والاقتصاد، واقترح الوفد المصري بالمقابل اقامة مركز لبحوث المصريات في جامعة مونتريال. واختتم عثمان عثمان تصريحاته بالاشادة بزيارة بعثة مجلس الاعمال الكندي - المصري. اما جانب رجال الاعمال في البعثة فقد عبر عنه المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الاعمال الكندي - المصري وقال ان هذه البعثة الثانية واصلت ما بدأته البعثة الاولي العام الماضي، وكان الجديد هذه المرة مشاركة اثنين من الوزراء بالحكومة وعدد من كبار المسئولين فضلا عن مضاعفة عدد رجال الاعمال واشاد بالتعاون والتساند الوظيفي بين الجانبين الحكومي والجانب الممثل للقطاع الخاص. واعرب معتز رسلان عن اعتقاده بانه من الواجب دراسة ايجاد آلية لمتابعة ما تم التوصل اليه من اتفاقات لان المتابعة لا تقل اهمية عن اللقاءات ذاتها، وذلك من اجل تذليل العقبات والعراقيل ومن اجل تطوير المبادرات وتحويل اتفاقات النوايا الي واقع عملي.