بدأت أمس فعاليات بعثة مجلس الاعمال الكندي - المصري فور وصولها الي كندا برئاسة فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولي والدكتور عثمان محمد عثمان وزير التخطيط والتنمية المحلية من الجانب الحكومي والمهندس معتز رسلان من جانب رجال الاعمال. وتزامن وصول البعثة مع اعلان السلطات الكندية عن القبض علي خلية ارهابية من بين المتهمين فيها - حسب معلوماتنا - شاب كندي من أصل مصري.. وهي قضية استقطبت اهتمام الاعلام الكندي واثارت مخاوف الرأي العام خاصة ان جميع المتهمين شبان كنديون ولدوا علي الاراضي الكندية ولم يقتحموها من الخارج، ومع ذلك فان الخلفية الاسلامية والجذور العربية لهؤلاء المتهمين - حتي ولو كانت جذورا بعيدة - جعلت مجلس السفراء العرب يهرع الي تخصيص اجتماع لمناقشة الموضوع سيعقد في أوتاوا اليوم (الثلاثاء). بيد ان نشاطات بعثة مجلس الاعمال الكندي - المصري نجحت حتي الان في ان تخطف الاضواء من قضية الارهاب، وتعطي الاولوية للحديث عن الحياة والبناء وليس الموت والدمار. وساهم المظهر الحضاري المشرف للوزيرة فايزة أبوالنجا، والمنهج الاكاديمي للدكتور عثمان محمد عثمان، والاداء العصري البراجماتي لجماعة رجال الاعمال التي يقودها معتز رسلان، في ان تري النخبة الكندية وجها ثانيا متمدنا للمصريين والعرب غير وجه الارهاب والتعصب. في هذه الاجواء جاء جدول اعمال البعثة حافلا باللقاءات والمقابلات سواء مع مسئولين حكوميين كنديين أو مجتمع رجال الاعمال في تورنتو واوتاوا ومونتريال. ففي تورنتو استهلت فايزة ابوالنجا وعثمان محمد عثمان مقابلاتهما باجتماع مع "مايك كوللر" وزير المواطنة والهجرة تركز علي بحث امكانية ابرام اتفاق يتيح استقدام عمالة مصرية للعمل بصورة موسمية في كندا، في قطاعات مثل الزراعة التي تحتاج عمالة تستثمر الامكانيات الهائلة المتوافرة، بحيث يستطيع آلاف المصريين العمل بهذه المجالات لبضع سنوات متفق عليها، يحصلون بعدها علي حق الاقامة الدائمة في كندا أو يعودون الي مصر وفي الحالتين يكون الجانب المصري قد استفاد، اما توفير آلاف فرص العمل للايدي العاملة المصرية والاقامة الشرعية الدائمة في كندا او العودة الي مصر بعد الحصول علي تدريب متقدم. كما اجتمع الوزيران مع كارول ليتون وزيرة البنية التحتية وبحثا معها آفاق تعزيز العلاقات بين البلدين. وفي أوتاوا سيوقع الوزيران مع وزيرة التعاون الكندية اتفاقا حول مشروع للطفولة المبكرة تبلغ قيمته 100 مليون دولار يتحمل الجانب المصري نصفها نقدا وعينيا بينما يتحمل الجانب الكندي 17.5 مليون والبنك الدولي 20 مليونا وبرنامج الغذاء العالمي 16.5 مليون ويغطي المشروع 18 محافظة في مصر ويستفيد من الخبرة الكندية في هذا المجال المتعلق برعاية الطفولة المبكرة في سن ما قبل المدرسة. والي جانب اللقاء مع رئيس البرلمان الكندي وكبار المسئولين الكنديين تولي البعثة اهتماما خاصا لمقابلة رؤساء الجامعات ومراكز البحث العلمي الكندية، خاصة ان عددا من اعضاء الجالية المصرية يشغلون مناصب مرموقة في المجتمع الاكاديمي الكندي، منهم علي سبيل المثال الدكتور نبيل اسماعيل عميد كلية الهندسة بجامعة تورنتو، والدكتورة سمية ياقوت اول سيدة تتبوأ منصب عميد كلية الهندسة بالجامعات الاكاديمية قاطبة.