[email protected] تحدثنا أمس عن ضرورة وجود الحافز الاقتصادي الذي يسمح للشركات العاملة في مجال صناعة المحتوي الرقمي سواء علي الإنترنت أو التليفون المحمول بالاستمرار في عملها وتطويره بما يسمح بتحقيق مزيد من النمو في قاعدة مستخدمي الإنترنت وبناء ما يعرف بمجتمع المعلومات. وفي الحقيقة تعد التكلفة التي يتحملها المستخدم النهائي نظير الحصول علي المحتوي الرقمي "بشتي صوره " عنصرا حيويا ومؤثرا جدا في اتخاذ قراره بالاعتماد علي هذا المحتوي فبالرغم من أن قاعدة مشتركي التليفون المحمول في العالم العربي تجاوزت ال85 مليون مشترك والانترنت نحو 35 مليون مستخدم " وفقا لدراسة أعدتها مؤسسة المرشدين العرب " فإن التحدي الذي يواجه مشغلي شبكات الاتصالات والبوابات الالكترونية علي الانترنت يتمثل في المنافسة الحادة علي الصعيدين المحلي والإقليمي وضرورة الاعتماد علي تقديم الخدمات المتجددة لإيجاد وتعزيز الميزة التنافسية لديهم ومساعدتهم علي الاحتفاظ بعملائهم علاوة علي زيادة قاعدة العملاء وهو ما يتطلب ضرورة تقديم محتوي رقمي ذو قيمة مضافة حقيقية لجميع فئات المستخدمين. ولا شك أن مبادرة المحتوي الرقمي باللغة العربية التي أعلنتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نهاية العام الماضي تعد أحد أهم الآليات لدعم وتنمية سوق المعلومات بشكل عام إلا انها لم تحدد بعد صورة النموذج الذي ستدار من خلاله تلك المبادرة.حيث نتصور أن نجاح تلك المبادرة في تطوير صناعة المحتوي الرقمي تتطلب ضرورة مشاركة جميع الأطراف المعنية بسوق المعلومات بما في ذلك شركات الاتصالات وشركات الإنترنت وكذلك الشركات العاملة في صناعة المحتوي الإلكتروني علاوة علي تواجد جهة ما تشرف علي تنظيم وتوجيه وتنويع هذا المحتوي " تعليمي - ثقافي - صحي - حكومي - ترفيهي بما يخدم ويلبي احتياجات المستخدمين لشبكة الإنترنت لاسيما وأن منح المصداقية في المحتوي الإلكتروني يشكل أحد أهم الأركان الأساسية لكسب ثقة المستخدمين. ولعله من المهم أن تتضمن المبادرة الجديدة ووضع معايير ومواصفات قياسية موحدة لتنظيم صناعة المحتوي الإلكتروني باللغة العربية بما ينعكس بصورة إيجابية علي تطوير هذا المحتوي وفقا لقواعد ثابتة ومستوي جودة مع مراعاة جميع حقوق الملكية الفكرية. نعتقد كذلك أنه مع تأثر الأسعار ومعدل العائد من كل مستخدم للتليفون المحمول بالمنافسة، فإن الاندماج بين وسائل الإعلام والإتصالات يمهد الطريق أمام إطلاق خدمات جديدة ويأمل من خلالها المشغلون ومطورو المحتوي الرقمي بان تساهم في نمو العوائد في المستقبل القريب. في النهاية نشير إلي أن مبادرة المحتوي الإلكتروني يمكن أن تكون أداة مهمة لفتح الباب أمام الآلاف من الشباب المؤهل تكنولوجيا والباحث عن عمل لذلك نأمل أن يكون هناك تركيز علي تلك الفئة وإتاحة الفرصة أمام هؤلاء الشباب ككيانات متناهية الصغر للمساهمة في تطبيق المبادرة والعمل علي تخفيض عنصر التكلفة الذي يتحمله المستخدم النهائي للحصول علي هذا المحتوي.