أقراص

شبكة ITN.. وتوعية المعلم

khaled@gn4me.com
يعد إعداد وتأهيل المعلم بمثابة العمود الفقري للحديث عن أي خطط مستقبلية لتطوير عملية التعليم بجميع مراحله. وبدون توفير المناخ الملائم والأدوات المساعدة لتحسين القدرات التعليمية للمعلم وإتاحة مساحة أكبر للإبداع يصبح في حكم المستحيل تحقيق الأهداف التي نسعي إليها عبر تطوير العملية التعليمية.
ويشكل الإعلان عن إطلاق شبكة المعلمين المبدعين ITN والتي بدأت نشاطها فعليا في عام 2003 كمنتدي افتراضي عالمي لتأهيل وإعداد المعلمين لمرحلة المدارس الابتدائية والثانوية نوعا من التحرك الايجابي تجاه تعظيم استفادة المعلم من تكنولوجيا المعلومات والانترنت في تنمية مهارته الذاتية إذ أصبحت التكنولوجيا جزءا متكاملا من الخبرة التعليمية وإتاحة الفرصة أمام المعلم للاطلاع علي خبرات متعددة ومتنوعة في مجال تطوير أساليب التعليم واكتشاف طرق حديثة متطورة للتفاعل مع الطلبه بما ينعكس بصورة ايجابية بدرجة أكبر علي مدي استجابة الطلبه بعيدا عن المفهوم التقليدي للتلقين.
ورغم ايجابية فكرة الشبكة وتقديرنا للجهود التي بذلت من جانب الجهات والشركات التي شاركت في إعدادها إلا أننا نعتقد أنها تحتاج إلي تكاتف وتنسيق أكبر مع كافة الشركات المعنية بالمحتوي الرقمي التعليمي في ظل عزوف جميع شركات المحتوي التعليمي العربية بصورة عامة والمصرية بصورة خاصة عن تقديم خبراتها وعرض منتجاتها في مجال إعداد المناهج التعليمية المتطورة بصورة الكترونية بما يشجع المعلم لاستخدامها حيث لم تتضمن الموقع الالكتروني للشبكة www.itnegypt.com سوي شركة واحدة أردنية فقط الأمر الذي يكشف عن وجود خلل ما يحتاج إلي مزيد من تنسيق الجهود بين الشبكة وجميع شركات تكنولوجيا المعلومات العاملة في مجال تطوير برمجيات التعليم لعرض خدماتها في مجال استخدام الوسائط المتعددة مع تقديرنا لجهود مجموعة من المعلمين المصريين في مجال الرياضيات والعلوم واللغة الانجليزية.
كذلك فأن عملية توفير الأدوات التكنولوجية المساعدة جهاز كمبيوتر والانترنت لجميع فئات المعلمين يعد أمرا حيويا وضروريا لاستكمال الاستفادة بشبكة ITN إذ بدون توافر جهاز كمبيوتر شخصي لكل معلم وبإمكانيات فنية مناسبة ستنحصر بصورة كبيرة الفائدة المرجوة للشبكة في معامل الكمبيوتر بالمدارس أن وجدت أصلا.
ولعل من تحديات التي تحد من تعظيم الاستفادة من هذه الشبكة هو غياب الوعي لكم هائل من المعلمين بوجود هذه الشبكة وأهدافها وكيفية التواصل معها وبالتالي فإنه من المتصور ان تقوم وزارة التربية والتعليم بدور ايجابي لتوعية المعلمين بدور الشبكة عبر مديريات التعليم بالمحافظات في مجال اكتساب خبرات تعليمية جديدة والتعرف علي أفكار وأساليب مبتكرة للتعليم والحصول علي خطط الدروس والبحوث، ومواد التعليم ونماذج من المحتوي الرقمي التي تشملها الشبكة مجانا هذا بجانب استخدام التدريبات المتاحة علي الشبكة واستخدام البريد الالكتروني، ومساحات تخزين الملفات.
في النهاية نؤكد أن الشبكة تعبر عن رغبة جادة وصداقة من جانب القائمين عليها لتحسين ظروف العمل المحيطة بالمعلم الذي يبحث عن تطوير إمكانه ومهارته الشخصية بما يتواكب مع التطورات المتسارعة في مجال انتشار الثقافة الرقمية علي المستوي العالمي وخاصة في مجال التعليم والتدريب.