تجربة عقد المنتدي الاقتصادي العالمي دافوس في مصر يجب ألا تمر علينا مرور الكرام فهو أول حدث مهم في مصر بعد حادثة الفشل المصري في استضافة كأس العالم والتي أثارت موجة من الاحباط جعلت البعض يظنون انه ليس في استطاعة مصر أن تنافس في مجال استضافة الأحداث الدولية وفي هذا التحقيق حاولنا ان نستشف مع الخبراء والمحللين مستقبل "بيزنس" سياحة المؤتمرات والمعارض والأحداث الدولية في مصر بعد دافوس وحول ما إذا كان النجاح في استضافة هذا المنتدي سيضع مصر دوليا في مكانة متقدمة في هذا المجال وكيفية استغلال هذه المكانة كما ناقشناهم أيضا حول مدي نجاح التجارب السابقة في تنظيم المؤتمرات والاحداث الدولية ومنها كأس الأمم الافريقية واهم المعوقات التنظيمية التي تواجه المستثمرين في هذا المجال في مصر. ونجاحنا في تنظيم دافوس شرم الشيخ يفتح الشهية لإمكانية تنظيم العديد من المؤتمرات وهذا بالطبع سينعكس علي سمعة مصر ويشجع علي جذب المزيد من الاستثمار. بداية لا يختلف المحللون حول النجاح التنظيمي لمنتدي دافوس إلا ان سامح منتصر نائب رئيس شركة راية لتطوير الاعمال -احدي الشركات المشاركة في تنظيم المنتدي- يقول ان عنصر الأمان والذي كان له دور رئيسي في انجاح المؤتمر كان يفتقد للمرونة الكافية التي تجعله غير مقيد لحركة الحضور بالمؤتمر وينبه الي ان استقرار الوضع الأمني في مصر ومرونة الخدمات الأمنية سيلعبان دورا محوريا في تنشيط سياحة المؤتمرات بعد السمعة الطيبة التي تحققت من تنظيم مصر لمنتدي دافوس شرم الشيخ. ويتفق معه ايمن الطرانيسي مدير إدارة المؤتمرات وسياحة الحوافز بشركة توماس كوك حيث يعتبر ان التجربة السابقة لمنتدي دافوس في مصر والتي كانت في عام 1996 لم تحدث اثرا في تنشيط سياحة المؤتمرات بمصر بسبب البلبلة الأمنية التي حدثت بسبب الأعمال الإرهابية التي كانت موجودة وقتئذ والتي وقعت بعد حادثة الاقصر إلا ان دافوس هذه المرة يأتي في ظل ظروف اكثر استقرارا ويضيف الطرانيسي ان الشركات المروجة للمؤتمرات ستضع في مقدمة عروضها تنويها عن ان مصر نظمت هذا الحدث الضخم وهو ما يعطي انطباعا عن ثقل مصر في هذا المجال الا ان هذا ليس هو العامل الوحيد الذي سيجذب المؤتمرات المهمة في مصر فالشركات العالمية لا تعتمد علي السمعة فقط وانما تقوم بزيارة البلد واستكشاف امكانياتها التنظيمية -والكلام لأيمن- وستظل المشكلات التنظيمية المصرية عائقا أمام هذه الدفعة المنتظرة. مشكلات في الفنادق والمواصلات ويعدد ايمن الطرانيسي هذه المشكلات موضحا ان من ابرزها مشكلات المواصلات فمصر تأخرت كثيرا في تقديم خدمة تاكسي العاصمة اضافة الي ان الدول المتقدمة في سياحة المؤتمرات لا تكتفي بتاكسي العاصمة وانما تعتمد علي مترو الانفاق كعامل مساعد ومترو الانفاق المصري بوضعه الحالي لا يسمح بلعب هذا الدور اضافة الي ان زحام المواصلات في مصر وهو ان كان وضعا طبيعيا في اي عاصمة في العالم الا انه زحام غير منظم علي عكس بلد مثل دبي التي بها سيولة مروية عالية رغم الزحام وذلك جعلها اكثر جذبا في هذا المجال عن مصر بالرغم من ان اسعار خدماتها السياحية اعلي من القاهرة بنسبة كبيرة ويضيف الطرانيسي ان الموارد البشرية بالفنادق مازالت ليست علي المستوي المطلوب بالرغم من ان اغلب الفنادق الآن هي فروع لفنادق عالمية الا ان الموظفين بها يتلقون برامجهم التدريبية من مصريين ايضا اضافة الي ان هناك تذبذبا كبيرا في اسعار الفنادق من حيث الانخفاض والارتفاع كما ان الفنادق تعطي للوكالات السياحية في الخارج اسعارا منخفضة عن التي تقدمها للشركات المروجة للمؤتمرات في مصر وهو ما يعوق تطور أدائنا. ويؤيد دان موريسي مدير شركة اي ايه بي لتنظيم المؤتمرات وهي شركة بريطانية لها فرع في مصر الرأي السابق حيث يقول انه علي الرغم من ارتفاع مستوي الفنادق في مصر الا ان بعض الموظفين بها لا يقومون بعملهم حتي بالاكرامية الا ان السمة العامة لاغلب الفنادق في مصر انها متميزة في استضافة السياح وليس زوار المؤتمرات فزائر المؤتمر يختلف عن السائح العادي فهو قد لا يقضي في مصر سوي يومين أو يوم ونصف ومرتبط بميعاد طائرة وذهاب وعودة من المؤتمر لذا فالانضباط مهم جدا بالنسبة له ولا يستطيع ان ينتظر لأي سبب مثل السائح.