وسط كل ما دار في البورصة المصرية يوم الثلاثاء الماضي، حيث كانت السوق في أمس الحاجة الي الي من يهدأ من روع المستثمرين صغارا وكبارا افراد ومؤسسات وصناديق وحتي الاجانب، خرجت وزارة الاستثمار باعلان حول توقيع عقد مع مؤسسة ميريل لينش العالمية لطرح حصة من شركة الشرق الاوسط لتكرير البترول" ميدور"ورغم ان الاعلان لم يوضح ما اذا كان هذا الطرح سيتم من خلال الاكتتاب في البورصة او من خلال مستثمر استراتيجي او حتي من خلال اسواق خارجية، كما لم يحدد موعدا لهذا الطرح، الا ان خبراء ومحللون بالبورصة المصرية رأوا انه جاء ليزيد من محنة السوق في أصعب اوقاتها علي الاطلاق علي مدار السنوات الاخيرة، حيث كانت قاعات التداول مرتعا ومجالا خصبا للشائعات، واشاروا الي ان السوق لم يكن ليتحمل مثل هذا الاعلان في هذا الوقت بالذات لافتين الي ان البعض فسر هبوط السوق بملعومات مسبقة لدي البعض بهذا الطرح مما دفعهم لتسييل محافظهم استعدادا لمارثون جديد من الاكتتابات كما حدث في سيناريو المصرية للاتصالات. محسن محمود واوضح خبراء ومحللون بالبورصة انه رغم اختلاف المعلومات حول موعد الطرح وقيمته واسلوبه وتفاصيله وحتي عن الشركة التي تنتمي لقطاع البترول، الا انه جاء في وقت قد يضر بالسوق وهنا لسنا في حاجة الي التذكير بالوضع في السوق من حالة نفسية للمستثمرين او خسائر او حالة من فقدان الثقة ليأتي هذا الاعلان وكان لسان حال خبراء السوق يقول " الضرب في الميت حرام". البورصة المصرية بكل تأكيد جيدة والوضع الاقتصادي لمصر في افضل من يكون خلال العقود الماضية واداء الشركات في تحسن غير مسبوق الا ان حالة من فقدان الثقة بدأت تنتاب شرائح من المستثمرين وهو الامر الذي يحتاج الي تدخل حكومي لعلاج هذه الحالة ، ولا اعلم ما اذا كان هذا العلاج يتمثل في طرح ميدور ام لا، خاصة بعد تجربة مصر للالومنيوم التي لم تكتمل بعد ويبدوا انها قد نسيت لدي رغم أن طرحها كان في ظروف افضل من الحالية وفي حال فشل طرح ميدور فإن وقع ذلك علي برنامج الخصخصة سيكون اشد وقعا. الشائعات ومع الاعلان عن الطرح بدأت الشائعات تترد منها ما يقول ان الطرح سيكون في نوفمبر المقبل واخري تقول ان الطرح سيتم فقط في الخارج واقاويل اخري تؤكد ان الطرح في السوق المحلية خلال اسبوعين، ولا احد يعرف شيئا. يقول ياسر سعد رئيس مجلس ادارة شركة الاقصر لتداول الاوراق المالية ان طرح ميدور يحمل في طياته احتمالين اساسين اولهما نجاح الحكومة في الترويج المسبق والجيد للطرح مع ضمان التغطية المرتفعة وذلك عبر مستثمرين عرب واجانب المفترض انهم ينتظروا هذا الطرح. واضاف ان الاحتمال الاخر يتمثل في عدم دراسة جيدة للموقف في ظل الطروف الحالية لاوضاع السوق المصرية والاسواق العربية والاسواق في غالبية دول العالم، مما كان يجعل علي الحكومة ضرورة التريث قبل الاعلان. واشار الي ان الرؤية ايضا تكاد تكون غير واضحة بالنسبة للطرح وشروطه والتقييم والسعر وغيرها من امور الطرح وهناك مخاوف من سرعة الطرح في وقت قصير لا يعطي الفرصة للسوق. واوضح ان المستثمرين العرب رفعوا تقييمات شركات البترول التي تم طرحها في السابق وهي سيدي كرير واموك ممع رفع اسعارها عن الاسعار التي طرحت بها، وكانت ظروف الاسواق العربية مختلفة عن الان حيث كانت تزخر بسيولة ضخمة وكان المستثمرون العرب في ذلك الوقت محققين ارباح قياسية ومكاسب كبيرة بعكس الوضع الان. ولفت الي ان الاكتتابات السابقة نجحت من خلال المستثمرين العرب خاصة انها كانت طروحات ضخمة، ومع طرح ميدور فإنه سيكون علي الحكومة المصرية طرح سعر مغري او بمعني اكثر وضوحا متدني وهو امر بالتأكيد الي خلق مشكلة جديدة ولمصحلة من هذا من الاساس.التوعية واوضح رئيس مجلس ادارة شركة الاقصر لتداول الاوراق المالية ان السوق ينقصه حاليا توعية المستثمرين حتي يتعافي ويتماسك وليس طرح ميدور مشيرا الي ان القول بان طرح ميدور قد يساهم في اعادة التوزان الي البورصة او استعادة نشاطها هو امر صعب في الفترة الحالية في ظل الظروف الحالية التي قد يزيد فيها الطرح من مشكلة ومحنة السوق. وقال انه في ظل الرؤية الحالية للسوق ومستقبلها علي المدي القصير فيجب وضع حدود للتصريحات التي تخرج يوميا منذ فترة وتؤكد ان السوق يعد فرصا ذهبية للشراء وهو ما يدفع صغار المستثمرين والافراد للشراء وفي النهاية يكونوا هم الوحيديون الذين يخسروا في بورصتنا، خاصة انه من الواضح ان كيانات كبري في السوق محلية واجنبية وعربية تخرج من السوق، وهنا يجب تدخل حكومي فوري لمنع ذلك " فرفقا بصغار المستثمرين"