لم يمض وقت طويل علي يوم الثلاثاء الاسود في البورصة المصرية، فقد هبطت اسعار الاسهم في الأيام الأخيرة حتي وصلت إلي نفس المعدلات التي حدثت في المرة الاولي.. وهناك اقاويل كثيرة تتردد عن حالات من التلاعب الصارخ في تعاملات البورصة.. هناك مكاتب سمسرة تقدم نصائح غير صحيحة للعملاء وهناك حمي للبيع والتخلص من الاسهم بين صغار المستثمرين.. وهناك مضاربات غريبة علي اسهم محددة والملاحظ في كل الحالات ان الخسائر دائما تقع في جانب المستثمرين الصغار فهل هناك علاقات غير طبيعية بين حيتان البورصة ومكاتب السمسرة وكلاهما يستفيد من هذا التلاعب ان هبوط البورصة في الايام الاخيرة ليس له مبررات سياسية او اقتصادية.. كانت المظاهرات في الشارع المصري قد هدأت كثيرا.. وكان مؤتمر دافوس في شرم الشيخ شهادة دولية تحتاجها مصر في هذا الوقت وكانت كل المؤشرات تؤكد ان هناك قدرا كبيرا من الاستقرار يمكن ان يؤدي الي انعاش البورصة ولكن حدث غير ذلك تماما..لقد انخفضت اسعار الاسهم وشهدت البورصة عمليات بيع كبيرة اذا سألت عن اسباب ذلك كله لا تجد اجابة ولكن الشكوك كلها تدور حول كبار المضاربين وبعض شركات السمسرة وبعض الشركات الكبري التي لعبت كثيرا وغيرت في اسعار اسهمها ما بين التقسيم واسعار الشراء.. ولا شك ان واجب المسئولين في البورصة ان يوفروا اكبر قدر من المعلومات للمستثمر خاصة هؤلاء الصغار الذين لا تساندهم بنوك كبري او شركات تقدم لهم الملاحظات السليمة عن حالة السوق واسعار الاسهم وبجانب هذا ينبغي ان يتابع هؤلاء المسئولون نشاط مكاتب السمسرة ويعاقبون المتلاعبين منهم.. ان هناك خسائر كبيرة لحقت بأصحاب الاسهم في الايام القليلة الماضية وهذه الخسائرتحتاج الي وقفة حتي لا تتعرض البورصة المصرية الي ظروف اصعب امام مجموعة من المغامرين لا يعنيهم الا المزيد من الارباح حتي ولو افسدوا اللعبة كلها.