اختلفت آراء مسئولي البنوك فيما يتعلق بتمويل قطاع الصناعات الجلدية ففي حين رفض فريق منهم هذا الأمر تماما بحجة أن هذا القطاع استثماراته قليلة ويحتاج إلي بنوك متخصصة رأي فريق آخر أنه قطاع ثري ويمثل صناعة مصرية قديمة ولها شهرتها عالميا ولابد من رعايته من قبل البنوك بتوفير التمويل اللازم لتحديثه وتطويره. وقالوا إن عملاءه يتميزون بالانتظام في سداد القروض التي يحصلون عليها، ولم تحدث به إلا حالات قليلة متعثرة. في البداية يقول بيومي عليوة مدير عام فروع المصرف العربي الدولي للعمليات المصرفية إن المصرف لا يمول هذا القطاع لسبب بسيط هو أنه لم يأت عميل واحد يطلب ذلك كما أن السياسة التي يتبعها البنك وهي التعامل مع الكيانات الضخمة والابتعاد عن مشكلات العملاء الصغار خاصة بعد اتجاه البنوك الكبري للتعامل مع المشاريع الضخمة بالسوق بالاضافة إلي أن هذه المشروعات الصغري تعاني من مشكلة اندماج الملكية مع الإدارة. ويضيف عليوة أننا لو نظرنا إلي المشروعات الصغيرة والمتوسطة في دول الصين واليابان نجدها في نمو مستمر نظرا لأنها تعتمد علي بنوك متخصصة كما نجد أن هذه البنوك تمول الصناعات المغذية لتلك المشروعات سواء لأجهزة أو سيارات أو ماكينات أو غير ذلك. أما بالنسبة لصناعة الجلود ودباغتها في مصر فهي كيانات صغيرة ولا يمكن أن تمول إلا من بنوك متخصصة تهتم بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة. ويتفق مع الرأي السابق يحيي نور مدير عام فروع بنك الشركة العربية المصرفية الدولية ويقول: لا توجد صناعة في العالم لا تمول ولكن حتي تحصل علي هذا التمويل فلابد أن يكون المشروع ناجحا ودراسته الائتمانية جيدة ومعروف تدفقاته النقدية والبنك لا يتعامل مع قطاع الجلود ليس لأسباب بعينها وإنما هو لا يتعامل مع المشروعات الصناعية الصغيرة بشكل عام ومنها الجلود والمدابغ. ويشير نور إلي أن هذا القطاع يحتاج إلي بنوك متخصصة لتمويله بحيث يكون لديها دراية كافية عن هذا القطاع. وقال مدير عام فروع بنك الشركة المصرفية الدولية: إنه إذا تقدم له عميل جيد وذو ائتمانية جيدة يتم دراستها ويقوم البنك بالتمويل بناء علي نتائج هذه الدراسة. منتجات جيدة ويختلف مع المصادر السابقة جمال شعبان مساعد الرئيس التنفيذي لبنك فيصل الاسلامي المصري لقطاع الاستثمار قائلا إن قطاع الجلود والدباغة قطاع عام ولديه منتجات جيدة تحقق عائدا سريعا من خلال عمليات الصناعة والتصدير وأضاف أن عملية التمويل لأي قطاع تعتمد علي كفاءة هذه الصناعة ومدي الخبرة المتوافرة فيها فالمشروع الجيد الذي يحقق عائدا لا يرفض أي بنك تمويله. ويضيف شعبان أن بنك فيصل لديه شركة تابعة له تعمل في مجال صناعة الأحذية وهي شركة (ستنادرز) والبنك يمول هذه الشركة بنسبة 100% بالاضافة إلي أنه يمول بعض الصناع والمنتجين في صناعة الجلود والدباغة وذلك من خلال فروع البنك المختلفة. ويري شعبان أن البنك لا يرفض أي عميل مادام جيدا ولديه الدراسات الائتمانية الجيدة وأي بنك لا يأخذ أي موقف ضد أي عميل مهما كانت صناعته ونشاطه ولا يرفض إلا العميل سيئ السمعة والمشروع الذي لا تتوافر مقومات نجاحه. ومن جانبه يشير حمدي عفيفي مساعد المدير العام لإدارة المتابعة والاحصاء بالمصرف الاسلامي الدولي للاستثمار والتنمية إلي أن قطاع الجلود والدباغة من أهم القطاعات الصناعية في مصر ويوجد لديه معدلات ربحية عالية وهذا القطاع قطاع واعد ويصدر أفضل أنواع الجلود المصرية المطلوبة عالميا وهذا القطاع يتم تدعيمه من جهات كثيرة بالدولة منها اتحاد الصناعات ومركز تحديث الصناعة باقامة مراكز تكنولوجية متطورة لخدمة الصناعة وتدريب العمالة. وبسؤاله هل العملاء في هذا القطاع لدي البنك تعثروا في السداد أم لا قال حمدي عفيفي: هذا القطاع يتميز بأن حالات التعثر به محدودة. عملاء منتظمون وحول قيام المصرف بتمويل هذا القطاع يقول عفيفي: بالفعل المصرف يمول هذا القطاع من خلال 5 عملاء منتظمين في السداد وتوسعوا وحققوا أرباحا وقاموا بالتصدير. ويؤكد عفيفي مجددا أن قطاع الدباغة والجلود قطاع قديم ويحتاج لمزيد من الدعاية وللاهتمام من البنوك ومن المسئولين بالغرف والاتحادات الصناعية وهو قطاع واعد ويحتاج إلي مرافق ووسائل للنقل والآلات والمعدات وبما يساعد في الإنتاج والتصنيع من أجل المنافسة القوية بين الاسواق العالمية.