كشف السفير نبيل فهمي سفير مصر في واشنطن عن وجود نقاش مصري أمريكي حول مستقبل المساعدات الأمريكية وكيفية ضمان الاستفادة منها بالشكل الأمثل. وقال فهمي في تصريحات صحفية ان مصر تطالب باعادة النظر في برنامج المساعدات لتوظيفه بشكل أفضل يخدم الأولويات الاقتصادية في مجالات مثل رفع الكفاءة التجارية والتدريب وبناء المؤسسات في حين تهدف الولاياتالمتحدة إلي توجيه المعونة إلي برامج ونشاطات لها مردود علي صورة أمريكا في الشارع المصري، مثل توجيهها للمناطق الشعبية وتقديم المساعدات للمجتمع المدني بشكل أوسع. ووصف فهمي هذا الاختلاف في الرؤي علي انه "حوار" ولا يعني سوء العلاقات حيث ان هناك مجالات تتفق عليها مثل توجيه المعونة للتعليم أو لدعم النظام القضائي وبناء المواطن المصري وهناك مجالات نختلف عليها. وقال فهمي ان الحكومة المصرية من جانبها تدرس الآن الوضع بعد عام 2008 حيث يصل خفض المعونة الاقتصادية إلي 50% (بدأ الخفض بنسبة 5% سنويا من عام 1998 لتصل المعونة الاقتصادية بحلول عام 2008 إلي 415 مليون دولار سنويا). وأكد فهمي أنه علي الرغم من ظهور بعض الآراء داخل الكونجرس تطالب بخفض المساعدات العسكرية إلا أن تلك الأصوات لم تجد طريقها إلي النجاح حيث لم يتم المساس بالمعونة العسكرية حتي الآن، (تحصل مصر علي معونة أمريكية منذ عام 1979 قيمتها 2.1 مليار دولار منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية والباقي عسكرية). وحول المساعدات الاضافية التي خصصها الكونجرس لمصر في أعتاب غزو العراق، قال فهمي إن مصر حصلت علي الشق النقدي منها المرتبط بالاصلاح المالي (وقيمته 300 مليون دولار) في حين حصلت علي 500 مليون دولار ضمانات قروض في سبتمبر الماضي ويبقي لها 5.1 مليار دولار أخري من الضمانات يمكن استخدامها في سبتمبر القادم، الا أن مصر لم تتقدم حتي الآن لطلبها. وحول قرار الإدارة الأمريكية الأخيرة بتأجيل اتخاذ قرار حول التفاوض مع مصر علي اتفاق تجارة حرة لأسباب سياسية، قال ان الادارة لم تفرض شروطا لبدء التفاوض، وانما وصنعت مجموعة من المعايير الاقتصادية والتجارية منذ فترة ونجحت الحكومة المصرية في تحقيق معظمها، الا ان الجانب الأمريكي قال بعد وصولنا إلي نهاية طريق الاعداد الفني ان المناخ السياسي في الولاياتالمتحدة خاصة بعد صدور الحكم ضد أيمن نور رئيس حزب الغد لا يسمح ببدء التفاوض، واضاف فهمي "موقفنا في ذلك كان واضحا فالمفاوضات التجارية هي مفاوضات شاقة وجادة وتشمل الدخول في تفاصيل كثيرة، ولا مجال لادخال أي اعتبارات غير تجارية في الأمر"، مشيرا إلي أن الموقف الأمريكي لم يؤثر علي العلاقات بين البلدين بل علي الرأي العام بينهما واصفا الموقف الأمريكي بقصر النظر! والجدير بالذكر ان الولاياتالمتحدة أعلنت منذ أيام عن بدء التفاوض مع ماليزيا كما انها تجري مفاوضات حاليا مع كوريا الجنوبية حول اتفاق تجارة حرة. وحول الملف السياسي وصف فهمي الملاحظات الأمريكية علي السياسة الداخلية المصرية علي انها مجرد اختلاف في وجهات النظر وليس خلافاً بين البلدين فالجانب الأمريكي يريد تحقيق الاصلاح السياسي بمعدلات اسرع من المعدلات الحالية، وينظر لها من زاوية النماذج الغربية: الانتخابات، الصناديق الشفافة ومراكز استطلاع الرأي، في حين ينظر الجانب المصري إلي الاصلاح علي انه قضية مجتمعية تشمل انتقالا أكبر إلي اللامركزية وتحتاج لبعض الوقت وبناء المؤسسات وقال فهمي ان ذلك يعد اختلافا حول المعدلات ولا يصل إلي درجة الخلاف، فهو في النهاية شأن مصري ولا يملي علينا أحد شروطاً. من الجدير بالذكر ان الادارة الأمريكية قد أعلنت تأجيل بدء التفاوض مع مصر حول اتفاق تجارة حرة في أعقاب الحكم بحبس أيمن نور 5 سنوات، كما أعلنت الادارة الأمريكية مؤخرا عن قلقها ازاء عدد من السياسات المصرية في مقدمتها تأجيل انتخابات المحليات ، الموقف من القضاة، واستمرار حبس أيمن نور.