الليلة.. جماهير الكرة علي موعد مع وجبة كروية دسمة هي الأفضل بعد بطولة افريقيا.. الليلة الاختبار الحقيقي لهذه الجماهير التي كانت علامة مميزة والسبب الحقيقي للنجاح الذي تحقق والذي وضع امم افريقيا التي استضفناها علي قمة البطولات التي أقيمت. في السابعة مساء اليوم يلتقي قطببي الكرة المصرية الأهلي والزمالك باستاد القاهرة في مباراتهما المؤجلة بينهما من الاسبوع الحادي عشر.. بسبب اشتراك الاهلي في كأس العالم للأندية.. وهي الاخيرة التي يستضيفها الاستاد قبل اغلاق أبوابه من جديد لاستكمال أعمال التطوير. هي قمة لأنها تجمع بين قطبي الكرة في مصر.. هي قمة لأنها مواجهة بين نجوم المنتخب الذين قدموا أفضل عروضهم وتوجوا أبطالاً لإفريقيا.. لكن كلاً منهم يرتدي فانلة فريقه هي قمة لأنها بين المتصدرين "الزمالك الأول والأهلي الثاني". المباراة ستكون بإدارة وتحكيم يوناني بقيادة كيروسن وبقيادة فنية برتغالية بحتة وهي المرة الثالثة التي يقود القمة فيها مدربان من البرتغال بعد أن فتحت أبوابها علي المدربين البرتغاليين في السنوات الاربع الاخيرة التي اعتادت أن تشد مترايسها للفصل بين جماهير الناديين. توحيد الجماهير وقد اطلق النادي الاهلي دعوته إلي تخفيف الفصل بين الجماهير بل وتسهيل اختلاطها بعضها ببعض في هذه القمة، لتكون تاريخية بمعني الكلمة، لأن ذلك إذا حدث، فسوف تموت العصبية بين الناديين إلي غير رجعة، خاصة ان الاجواء مهيأة جداً بعد ظهور جمهور الكرة المصرية في ثوبه الجديد خلال الأمم الافريقية، وكان بالفعل جمهوراً رياضياً بعيداً كل البعد عن العصبية البغيضة التي تسببت من قبل في افساد أكثر من مباراة بين الناديين. كالمواجهة الثانية كانت "القمة" المصرية الأولي بالقيادة البرتغالية يوم 28 اغسطس عام 2003 في مباراة السوبر المصري، ويومها فاز الاهلي بقايدة أوليفيرا 3/1 بضربات الترجيح علي الزمالك بقيادة فينجادا. وبنفس المدربين رد فينجادا اعتباره وفاز علي أوليفيرا في الدوري 2/1 يوم 15 مايو عام 2004. المهم أن هذا "الديربي" سوف يشد الجمهور المصري الجديد الذي ولد في البطولة الافريقية الاخيرة، وعبر عن وجوده "نسبياً" في مباراة السوبر الافريقي.. ولكن اليوم سيكون الاختبار الحقيقي لهذا الجمهور، ومعرفة إذا كان سوف يستمر في الحياة والتواجد في المدرجات وفرص اسلوبه الراقي، أم أنه سيعود إلي قواعده خلف شاشات التليفزيون في المنازل، ويترك المدرجات فريسة للمتعصبين ولقوات الأمن بها حيث القمة 96. وفي الاتجاه الآخر.. بعيداً عن حال الجماهير والتعصب، فإن هذه المباراة بالذات تكتسب أهمية كبيرة لكل من الاهلي والزمالك، فهي بمثابة "نصف بطولة" بالنسبة للأهلي، وبداية المنافسة علي بطولة بالنسبة للزمالك.. ففوز الاهلي يعني تخلصه من ملاحقة الزمالك، والابتعاد بصدارة بعيداً ليحتفظ ببطولة الدوري، وفوز الزمالك يضيق كل الفوارق، ويدخل به اجواء المنافسة علي البطولة بعد غياب تام عن هذه المنافسة من الموسم الماضي.. لذلك فإن القمة "96" غير عادية، حتي لو قال جوزيه وكاجودا غير ذلك. استعدادات فورية الفريقان دخلا في استعدادات فورية، بعد أقل من نصف يوم من أداء مباراتيهما في الاسبوع السادس عشر من مسابقة الدوري، حيث فاز الزمالك علي المقاولون 1/صفر بهدف اينو، وتعادل الاهلي لزول مرة منذ الموسم الماضي مع المحلة 2/2 وبضربتي جزاء احرزهما أبوتريكة.. وكانت بداية العودة إلي التدريبات بمحاضره من جوزيه وكاجودا، وكأنهما منتفعين مع بعضهما البعض، لشرح سلبيات مباراتي المقاولون والمحلة.. فالفريقان الكبيران كانا دون المستوي في المباراتين والاخطاء كثيرة في الدفاع والوسط والهجوم. وبالأمس اختتمت التدريبات الفعلية في الملعب، كل في معسكره المغلق، حيث تدرب الاهلي صباحاً بدون حضور جماهيري، وكذلك فعل الزمالك عندما تدرب في المساء بملعب استاد القاهرة، الذي سمح له فقط بالتدريب مرة واحدة لأنه لم يتدرب عليه هذا الموسم، بينما لم يسمح للأهلي الذي سبقه للتدريب عليه قبل مباراة السوبر.