محمد نصر الحويطي ومني البديوي: مع الاعلان عن ظهور انفلونزا الطيور في مصر ظهرت حالة من الهلع بين المواطنين تبعها نوع من البلبلة في الشارع المصري خاصة أنه قد سبقها بوقت قصير كارثة العبارة والتي طرحت تساؤلات عديدة حول هل نفتقد وجود خبرة كافية لمواجهة الأزمات الكبيرة أم أن لدينا إدارة فعلا للأزمات وإذا كانت موجودة فلماذا تخفت أحيانا أمام بعض الأزمات وكيف تعاملت الدول المختلفة مع الأزمات التي مرت بها وكيف خرجت منها بأقل الخسائر الاقتصادية كل هذا دعانا إلي فتح ملف إدارة الأزمات في مصر وكيفية التعامل معها بأسلوب اقتصادي؟ بداية يقول محمد أبو العينين عضو مجلس الشعب ورئيس لجنة الصناعة والطاقة اننا بالفعل استفدنا من الازمات السابقة والدليل علي ذلك اننا قمنا بالتعامل مع ازمة انفلونزا الطيور الحالية علي وجه صحيح ففي جميع الأزمات السابقة كانت هناك عمليات تعتيم من أجهزة الاعلام المصرية علي الحقائق خاصة أزمة العبارة الغارقة بدية الشهر الحالي والتي لم يتم الافصاح عن أية معلومات بشأنها مشيرا إلي أن الأزمة الأخيرة المتعلقة بانفلونزا الطيور شهدت مبادرة من الجهات الاعلامية المصرية بالاعلان عن ظهور المرض وكيفية التصدي له والمناطق التي انتشر بها وهذا يعني أننا استفدنا من الأزمات السابقة وبدأنا نخطو خطوات جادة نحو تخفيف آثار تلك الأزمات. ويضيف أبو العينين أن الجهات المعنية قد سارعت بالتحرك لمواجهة تلك الأزمة علي جميع الجوانب سواء الصحية منها أو البيئية أو الاعلامية أيضا كما أنه حاليا تتم دراسة كيفية تعويض المتضررين من هذا الوباء من أصحاب مشروعات تربية الدواجن والطيور والمزارع والمشروعات المتعلقة بهذا المجال سواء بالقطاع الخاص أو العام خاصة أن الخسائر الاقتصادية التي لحقت بالعاملين في هذا القطاع لا يستهان بها وبالتالي فإن الدولة سوف تقوم بمساندتهم جميعا ومساعدتهم علي تغيير أنشطتهم حتي تنتهي الأزمة. وحول التغطية للأزمات يقول أبو العينين إن الاعلام المصري قد راعي أهمية ابراز وتوضيح كيفية تعامل المواطنين مع الحالات المصابة وكيفية دفن الحالات النافقة الموجودة لديهم وتوضيح كل الاساليب العلمية التي تساعد علي التخلص من الطيور النافقة بشكل لا يتسبب في أي اضرار في زيادة انتشار المرض. أما بالنسبة لتعامل مص بشكل عام مع أزمة انفلونزا الطيور وهل جاء ذلك كما يحدث في جميع دول العالم يقول أبو العينين اننا تصدينا بالفعل للأزمة كباقي الدول الأخري إن لم يكن أفضل وهذا يتضح من خلال الإجراءات الوقائية التي نشرتها الجهات المسئولة في كل محافظات مصر ونواحيها حتي التي لم يظهر بها المرض ولكن الاختلاف الوحيد الذي يمكن أن نقول عليها أنه سلبي في مصر هو مجموعة العادات والتقاليد والموروثات التي تقف حائلا أمام عمليات التوعية والتي قد تساهم بشكل مباشر في تفاقم الوضع وانتشار المرض مشيرا إلي أنه علي الرغم من ذلك فإن كل الجهات الحكومية تفرض العديد من الغرامات علي المخالفين تأكيدا منها علي أهمية استيعاب الموقف. وفيما يتعلق بكيفية إدارة الأزمات بشكل عام في مصر يؤكد عضو مجلس الشعب أن الجهات المصرية والمسئولين عادة ما يتعاملون مع الأمور بحنكة وتصرف حكيم إلا أن هناك اخطاء لا يمكننا تحميلها للجهات الرسمية والحكومية كما حدث في حادث العبارة المصرية المنكوبة فالعبء الأكبر يقع علي عاتق الشركة صاحبة العبارة وجهات أخري خارجية لم يكن للحكومة المصرية دور بها خاصة وأن العبارة كانت قادمة من السعودية لمصر وليس العكس مما يعني أن المسئولية لا تعود بشكل مباشر علي الجهات المصرية. ومن جانبه يقول الدكتور سمير رضوان المدير التنفيذي لمنتدي البحوث الاقتصادية للدول العربية وايران وتركيا إن تعامل مصر مع أزمة انفلونزا الطيور كان مختلفاً تماما عن تعاملها مع أية أزمة سابقة حيث تعاملت مصر مع هذه الأزمة بقدر بكير من الحرص والتدقيق وتشابهت إلي حد كبير مع الدول المتقدمة في تعاملها مع ظهور فيروس انفلونزا الطيور ان لم يكن تفوقت عليها إلا أن بعض الأزمات الأخري والتي منيت بها مصر وآخرها المتعلقة بغرق العبارة السلام 98 لم تتمكن مصر وللأسف الشديد من التعامل معها علي الرغم من أنه قد سبقها غرق أكثر من حالة شبيهة مما يؤكد أن الجهات المسئولة في مصر لا تستفيد من الخبرات السابقة إلا بعد أن تحدث الكارثة مما يكرر وقوع المأساة. ويضيف سمير رضوان أن زلزال 1992 لم تقم وسائل الاعلام المصرية بالاعلان عنه وانتظرنا القنوات الفضائية الأخري حتي أن بعض القنوات المصرية نفت أن هناك كارثة مما يؤكد أن سياسة إدارة الأزمات لاتزال تفتقر إلي مزيد من الدقة التي قد تتسبب في كوارث فادحة كل عام أو اثنين.