احتلت صناعة الإنسان الاَلي "الروبوت" المركز الخامس في العالم مؤخرا من حيث الجودة والدقة، خاصة في مجالات صناعة السيارات وأشباه الموصلات وبناء السفن. وتشارك كوريا حاليا بنحو 3% من الإنتاج العالمي للروبوت، وهو ما يكفي لبناء مجتمع جديد يستفيد بشدة من أجهزة "الروبوت". وتتمثل الفائدة الكبري للصناعة الكورية في وجود استثمارات عالمية ضخمة في كوريا الجنوبية، معظمها في الأجل القصير، لذا فإن السرعة في الصناعة تحتاج للإنسان الاَلي وبالتحديد في الصناعات التقنية. ومهما يكن من احتياجات الصناعة للإنسان الاَلي فإن المجتمع الكوري نفسه بدأ يستفيد من هذه الأجهزة المتقدمة حتي في المنازل إذ أصبح الإنسان الاَلي يقوم بدور "ربة المنزل"، فهو يطهو الطعام ويقوم بنظافة وترتيب المنزل وإيقاظ الأطفال في مواعيد الذهاب للمدرسة. وحسب الاحصاءات الحكومية فإن الجيل الجديد من "الروبوت" في كوريا الجنوبية سيحقق دخلا خلال العام الجاري يتوقع أن يصل إلي 20 ألف دولار للفرد الواحد، أي أن نصيب الفرد من الدخل القومي الناتج من خدمات الإنسان الاَلي سيصل إلي المبلغ المذكور. وبدأ الروبوت بالفعل ينتشر بسرعة داخل كوريا الجنوبية في عدة قطاعات حيوية مثل الاتصالات وشبكات البث التليفزيوني. وتصنف أجهزة الروبوت إلي أجهزة تستخدم في الألعاب وأجهزة التنظيف وترتيب المنازل، والأجهزة التي تقوم بدور الإنسان أي التي تشارك في العمل لدي الصناعات التقنية والالكترونية، وهناك أجهزة روبوت لتوفير المعلومات. وفي كوريا ينجذب الناس بصورة أكبر لشراء روبوت تنظيف وترتيب المنزل، وفي المركز الثاني تأتي أجهزة روبوت المعلومات التي تلقي إقبالا من الناس لشرائها واستخدامها في المنازل والمكاتب. وتشير الدراسات التي أجراها معهد "ميتسوبيشي" الياباني لأبحاث التكنولوجيا إلي أن استخدامات الروبوت في العالم تتنوع ما بين الاستخدامات الصناعية واستخدامها في صناعة الرقائق والاستخدامات المنزلية وبعض الأغراض الخاصة، ويتوقع أن يصل استخدام هذه الأجهزة إلي ما تقدر قيمته بنحو 253 مليون دولار عام 2010 وإلي 1.4 مليار دولار عام ،2020 و2 مليار دولار عام 2025. ويتوقع أيضا أن تتجه الاستخدامات الجديدة للروبوت إلي المشاركة في الرفاهية الاجتماعية ودعم التعليم والمساهمة بقوة في الأغراض المنزلية وأعمال المنزل. ومن الطريف أيضا استخدام الروبوت في اليابان للتسلية حيث يغني ويرقص في الشوارع ويقوم بدور البائع في المتاجر، كما يقوم بدور المرشد في المتاحف الوطنية، علاوة علي التركيز علي صناعة السيارات التي يعمل فيها الروبوت بقوة دون تقصير ولو لمدة ثانية واحدة، وحفاظا علي المواعيد فهو يطلق صفارات إنذار لمن يقف في طريقه أثناء العمل، كما يعاود العمل وفق نظام "التناوب". ويؤكد الخبراء الكوريون أن الروبوت سيدفع الصناعة للأمام ويزيد من الرفاهية الاجتماعية في نفس الوقت.