[email protected] تحدثنا أمس عن أهمية مفهوم التعليم الالكتروني لتحديث وتطوير العملية التعليمية والخروج من دائرة المفهوم الضيق للتعليم من كونه عملية تلقين وحفظ إلي دائرة الإبداع وتنمية الابتكار لدي الطلبة علي جميع المستويات ولاسيما التعليم قبل الجامعي. ومؤخرا أعلن الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم أثناء مشاركته في المؤتمر الوزاري السادس للدول الأعضاء في مبادرة E-9 لتوفير التعليم للجميع في الدول الأكثر ازدحاماً بالسكان في العالم أننا قطعنا شوطا كبيرا في إتاحة التعليم حيث بلغ معدل الالتحاق بالمدارس علي مستوي الجمهورية ما يزيد علي 90% وهو ما يتواكب مع مقولة إن التعليم حق إنساني لجميع المواطنين. ولا شك أن هذا المؤشر يكشف عن نجاح كمي ملحوظ في مكافحة ظاهرة تسرب الأطفال من التعليم إلا انه يحتاج إلي ضرورة البحث في كيفية تعظيم أثر هذا النجاح بما يؤدي إلي بناء قاعدة عملية وطنية تساهم بقوة في تطوير ثرواتنا من رأس المال البشري ونتصور أن هذا يمكن تحقيقه من خلال التركيز علي مفهوم جودة العملية التعليمية واتباع الأساليب العلمية العالمية لبناء طالب المستقبل واستثارة كل إمكانياته الذهنية للتعامل مع التعليم كخطوة أولية للوصول إلي مراحل متقدمة من الإبداع والابتكار وليس كما يحدث لدينا حاليا من انتهاء علاقة الطالب بالمواد الدراسية بمجرد تسليم ورقة الإجابة علي أسئلة امتحان نهاية العام! ولعل ما يؤكد أهمية التركيز علي جودة عملية التعليم وهو نجاح العديد من دول جنوب شرق أسيا: تايوان ماليزيا كوريا الجنوبية الهند والصين في تطوير وتحسين عملية التعليم لتنمية المهارات الفردية لدي طلابها بما يتماشي مع روح عصر تكنولوجيا المعلومات الذي نحياه وهو ما أدي إلي وصول المستوي العلمي للطلبة في تلك البلدان إلي مستوي عالمي ن لم يفق فهو يتساوي مع نظرائهم في الدول المتقدمة ومن ثمة حدوث نوع من المنافسة بين الجامعات في أوروبا والولايات المتحدة لقبول هؤلاء الطلبة باعتبارهم نواة أساسية لتطوير عملية البحث العلمي رفيع المستوي. نعتقد أننا في حاجة إلي رؤية جديدة لإعادة بناء الإنسان والطالب المصري يتعلم من خلالها مجموعة من القيم السليمة التي تؤهله لبناء مجتمع تكون فيه الأولوية للعمل الجاد والإتقان والابتكار والبعد عن القيم السلبية التي ترسبت في عقلية غالبية الطلبة كالفهلوة والغش.. اننا في حاجة ماسة إلي ترسيخ ثقافة الإبداع والاختراع لدي طلابنا بدلا من ثقافة الاستهلاك والاستسهال للحصول علي كل ما نريده من الخارج مما جعل تأثيرنا علي المستوي العالمي معدوماً تقريبا. في النهاية نؤكد أن الاعتماد علي الأدوات التكنولوجية المتاحة والأخذ بمنظومة التعليم الالكتروني بات أمرا ضروريا لا يمكن الاستغناء عنه إذا كنا نتحدث بجدية عن تطوير وتحسين خدمات التعليم وصنع مستقبل أفضل لشبابنا وهو ما يتطلب بالتأكيد التوسع في استخدام الكمبيوتر والانترنت والمناهج الرقمية في جميع مدارسنا بصورة كبيرة حتي يمكننا تحقيق قفزات نوعية كبيرة وملموسة علي المدي القصير وحتي لا تتزايد الفجوة المعرفية بين طلابنا وقرنائهم في الدول المتقدمة تعليميا. للحديث بقية...