أقراص

برامج التدريب... وسوق العمل

khaled@gn4me.com
مع تسليمنا بأهمية برامج إعداد وتأهيل الموارد البشرية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإلكترونيات وزيادة القاعدة المحلية من تلك الكفاءات إلا انه يظل هناك سؤال مهم ألا وهو كيف سيتم توفير وظائف لهذه الكوادر بعد تأهيلها بالشكل المناسب؟ إذ يوجد لدينا سنويا ما لا يقل عن 5 آلاف خريج يتم تدريبهم علي مستوي عال في مجال التقنيات الحديثة.
إلا أن غالبية هؤلاء الخريحين يفاجأ بعدم توافر فرص العمل المناسبة لهم وفقا لما تمت دراسته في تلك البرامج التدريبية وفي هذا الوقت تكون مشكلة الخريج مضاعفة بعد أن قام بتأهيل قدراته الذاتية وفقا لاحتياجات سوق العمل إلا أن اغلب هؤلاء الخريجين لا يجد فرصة العمل المناسبة وهنا يجب أن يكون هناك نوع من التنسيق بين عملية إعداد هؤلاء الخريجين واستيعاب سوق العمل لهم.
وبالطبع لا نقصد أن يكون هناك تفكير في إلغاء أو تخفيض أعداد المقبولين في تلك البرامج التدريبية المتخصصة بل علي العكس فالمطلوب هو زيادة هذه البرامج وتنوعها إذا كنا نريد تحقيق تنمية تكنولوجية حقيقية حيث إن توافر الكوادر البشرية المؤهلة تكنولوجيا يعد أحد أهم المقاييس العالمية للتنمية.
ونتصور أن برنامج تأهيل وتوظيف الشباب حديثي التخرج من الجامعات المصرية في مجال الصناعة الذي أطلقه مؤخرا مركز تحديث الصناعة IMC بالتعاون مع جمعية جيل المستقبل يمكن أن يقدم النموذج العملي لتعظيم الاستفادة من عمليات تأهيل الكوادر البشرية وفي نفس الوقت تسمح لهم بإيجاد فرص عمل مناسبة في مختلف مؤسسات الأعمال بالقطاع الصناعي حيث يعتمد البرنامج علي قيام كل مؤسسة صناعية باختيار شابين حديثي التخرج لتوظيفهم ويتولي البرنامج تأهيلهم لمدة عام وفقا لاحتياجات الشركة تصدير خدمة عملاء ومبيعات محاسبة إلكترونية ضمان الجودة موارد بشرية وهذه البرامج مدعومة من قبل إدارة البرنامج، لتطوير أداء الخريج بما يتناسب مع طبيعة عمله ويخضع خريج البرنامج بعد التوظيف لدي الشركة لجميع اللوائح والقوانين المنظمة للعمل داخل الشركات كما تقوم إدارة البرنامج بمتابعة كل خريج تم إلحاقه بالعمل للتأكد من فاعلية أدائه.
ولضمان جدية المؤسسات المشاركة في البرنامج تدفع مبلغ 2550 جنيهاً لكل للفرد تمثل نسبة 15% من اجمالي التكلفة الفعلية للفرد الواحد لمركز تحديث الصناعة تحت حساب برنامج تأهيل وتوظيف شباب الخريجين كما تتضمن شروط برنامج إكتساب المهارات الأساسية أن يكون المتقدم مصريا ويلتزم بالتفرغ التام لمدة أربعة عشر أسبوعاً وألا يتعدي سن المتقدم ستة وعشرين عاماً عند التقديم وأن يكون من خريجي إحدي الجامعات المصرية أو المعاهد العليا وأن يجتاز اختباراً لتحديد المستوي في اللغة الإنجليزية والقدرات المختلفة وتبلغ ساعات التدريب ثماني ساعات يومياً
في النهاية نطالب جميع البرامج التدريبية الأخري التي تشرف عليها العديد من الجهات لاسيما الحكومية أن يكون هناك تركيز في نفس الوقت بالعمل علي التوازي مع العملية التدريبية في زيادة فرص استيعاب هؤلاء الخريجين والاستفادة من مهاراتهم وذلك من خلال فتح قنوات عمل جديدة لعل أهمها التوسع في مجال إقامة الحضانات التكنولوجية بجانب تنظيم برامج أكثر تخصصا بحيث يكون هناك طالبا في الأسواق العالمية علي تلك الكفاءات كذلك من الممكن الاستفادة من هؤلاء الخريجين في شتي الجهات الحكومية التي ترغب في ميكنة نظم العمل بها كمدربين مثلا في معامل الكمبيوتر التي تقيمها وزارة التربية والتعليم أو إنشاء شركة تتولي تسويق هؤلاء الخريجين سواء علي المستوي المحلي أو الاقليمي.
للحديث بقية...