اغرب ما شاهدته هنا في الولاياتالمتحدة وفي مدينة جراند رابدز العاصمة الثانية لولاية ميتشجن الامريكية هو جناح مخصص لادوات النظافة بداية من المكنسة المصنوعة من الليف الي جردل مسح الغسيل الي اول غسالة خشبية تقوم بتقليب الملابس فيها بعصا صغيرة من اجل ازالة الاوساخ ونهاية الي اول مكواه عادية سألتهم هل يعرفون مكواه الرجل التي كان يعمل عليها شعبان عبد الرحيم فاندهشوا من سؤالي وقرروا ان يسألوا عن تلك المكواه التي تستخدم في مصر ولا اعرف انا شخصيا لها تاريخا ولكنها كانت تستخدم قديما في كواء الملابس البلدية. وجدت ضمن المعروضات في هذا المتحف اول مكنسة كهربية في القرن العشرين وهم فخورون بامتلاكها تماما كفخرهم بوجود سيارة صنعت معظم اجزاؤها من الخشب، العجلات خشبية محاطة بمطاط مصبوب والكراسي خشبية وعجلة القيادة ايضا من الخشب الفاخر والسبب في حالة الفخر هذه ان المدينةالامريكية جراند رابدز مشهورة بصناعة الاخشاب. نظرت الي معروضات هذا المتحف وتعجبت من بساطة الفكرة وكيف تروج احدي كبريات شركات صناعة المكانس لهذا المتحف وترجو الاجيال الشابة ان يرسلوا لها مقترحاتهم من اجل تطوير المكانس الكهربية او وسائل تطوير صناعة المكانس المعاصرة. ومن اعجب ما يضمه متحف مدينة جراند رابدز الامريكية هو معرض للساعات القديمة ومعرض اخر لملابس العسكريين الذين حاربوا بداية من الحرب الاهلية الامريكية ونهاية لحرب فيتنام وعندما سألتهم عن ملابس حرب الخليج الاولي كانوا ينظرون لي بتعجب ويقولون نحن نعاني من وجود بعض الجنود الذين حاربوا هناك وتعرضوا الي اليورانيوم المنضب وانجبوا اطفالا مشوهين هكذا صارت منطقة الشرق الاوسط رمزا للتطرف وآحداث خسائر بشرية حية وهي الاطفال المشوهين ولم ينتبه احد الي ان هذا كله نابع من المعايير المزدوجة الامريكية. وطبعا يشتعل التليفزيون في المحطات المحلية بانباء عن فوز منظمة حماس في الانتخابات الفلسطينية ويستدعون افلاما عن التفجيرات التي قامت بها حماس عبر السنوات ولا احد يذيع ولو صورة واحدة عن عمليات الاغتيال التي قامت بها اسرائيل ضد الفلسطينيين. سألتني المشرفة علي متحف ادوات النظافة عن احلامي بالنسبة لتلك الادوات جبتها اتمني العثور علي مكنسة تزيل عن الضمير السياسي الامريكي اوحال المعايير المزدوجة ضحكت ولم تعلق بكلمة واحدة.