تناولنا عدة أساليب وطرق - أونماذج - في مجال اختيار المشروعات ولكل أسلوب أوطريقة محدداته وضوابطه في هذا الصدد غير أن الاساليب التي تعتمد علي إعطاء أوزان نسبية أو درجات ترجيح لعناصر التقييم التي يتم من خلالها المفاضلة بين المشروعات كانت محل اهتمام خاص نظرا لأنها تحقق أمرين أساسيين هما الواقعية والمرونة ذلك أن تطبيق أية قواعد أو معايير قد يختلف من بيئة الي أخري بل من وقت إلي آخر كما أن هذا التطبيق يحتاج إلي المرونة ليأخذ في الاعتبار ما قد يستجد من عناصر واعتبارات في الجوانب المختلفة لعملية إختيار المشروعات . . . وفي جميع الأحوال فإن اساليب الاختيار مهما تعددت وتباينت فإنها تعتمد علي البيانات والمعلومات فضلا عن كونها تتأثر بالنظم التي يتخذ القرار في ظلها . . . وتحتاج تلك العبارة إلي المناقشة والتوضيح . . . أولا : البيانات والمعلومات قد تكون كمية ( أي عددية ) أو غير كمية ( أي وصفية ) والقياسات التي تتم في إطارها قد تكون موضوعية أو شخصية . . . ويفهم التمييز بين الكمي والكيفي ( أو الوصفي ) أحيانا كثيرة بطريقة غير صحيحة فيكون الكمي علميا وغير الكمي غير علميا . . . و هذا خطأ يجب الا نقع فيه ذلك أن الكمي يمكن أن يقاس عدديا بالأرقام أو الأوزان وكذلك الوصفي أو الكيفي يمكن أن توضع له مقاييس عددية فنستطيع أن نقيس الكمية quantaty والجودة quality عدديا والأمر في الحالتين يعتبر علميا بل ولازما وضروريا . . . كما يفهم أيضا الموضوعي objective والشخصي subjective بطريقة غير صحيحة فيكون الموضوعي هو الحقيقي ومرادفا للحقيقة fact والشخصي مرادفا للرأي opinion والحقيقة هي الصواب والرأي هو الخطأ . . . وهذا غير صحيح بالمرة بل إنه خطر يجب ألا ننزلق إليه فالقياس الموضوعي قد لا يكون دقيقا بالضرورة والقياس الشخصي قد لا يكون غير دقيق بالضرورة والأمران معا مطلوبان . ثانيا : تكون المقاييس المستخدمة في أساليب وأدوات أو طرق إختيار المشروعات موضوعية أو شخصية وتكون كمية أو كيفية وهذا ممكن بل ومطلوب ولكنها يجب أن تكون في جميع الأحوال عددية وموثوقا بها وصحيحة . . .فماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أن المقاييس سواء كانت شخصية أو موضوعية وسواء كانت كمية أوكيفية كلها مطلوبة ولازمة كما أنها علمية وصحيحة ولكن ذلك لا بد أن يكون مصحوبا بأن تكون هذه المقاييس عددية أي تترجم إلي أرقام وأن تكون موثوقا بها أو يمكن الاعتماد عليها RELIABLE وأن تكون صحيحة VALID . ثالثا : أن تجنب المقاييس لأنها شخصية أو كيفية هو خطأ يجب ألا يقع فيه متخذ القرار لأن الشخصي أو الكيفي لا يعني أنه غير علمي أو أنه منحاز بالضرورة أو أنه غير صحيح . . . وعلينا أيضا أن نحذر من أية مقاييس كمية أو موضوعية لمجرد أنها رقمية أو عددية فقد لا يكون موثوقا بها أو يمكن الاعتماد عليها . ومن القواعد الحكيمة في هذا الصدد ما ذكره بعض أهل الاختصاص في هذا الصدد من أن المدخلات السيئة - حتي ولو كانت كمية أو موضوعية - تؤدي إلي مخرجات أكثر سوءا . وهكذا يمكن أن نري أن عملية اتخاذ القرارات بشأن اختيار المشروعات تتطلب تكامل الأدوات والأساليب المستخدمة في هذا الصدد ومعرفة ضوابطها ومحدداتها ورؤية متخذ القرار بشأن الأهداف التي يسعي إلي تحقيقها . .