تختلف أوضاع البورصة المصرية في الوقت الحالي عن اي ظروف في سنوات سابقة، وهناك العديد من المؤشرات التي تجعل حركتها خلال العام الفترات المقبلة مختلفة أيضا عن أداءها في السنوات السابقة، ولعل أهم ميزة تتسم بها سوق الأوراق المالية المصرية في الوقت الراهن هي السيولة الضخمة والتي نجحت في القفز بأحجام التداول أعلي من ملياري جنيه يوميا مقابل 300 او 400 مليون في نفس الفترة من العام الماضي ، كما أظهرت البورصة ان الأفراد لا يزال لهم الكلمة الأعلي في التعاملات وهو ما ظهر جليا في تعاملات الأيام الأربعة الماضية، وأصبحوا فعليا هم قادة السوق حيث بدأ تراجع السوق يوم الخميس الماضي باسهم الأفراد وعادت السوق الي أداءها القوي وغيرت اتجاهها سريعا نحو الصعود بعد يومين فقط من التصحيح بفضل أيضا قوة الافراد يقودهم المستثمرين العرب مما انعكس علي الأسهم التي يتركزون فيها، ورغم ان الأسهم الكبري لم تنطلق بعد /باستثناء هيرميس/ والبداية القوية لحديد عز منذ عدة جلسات الا ان دور هذه الأسهم في تحريك مؤشرات السوق لا يزال محدودا منذ عدة شهور، وهو ما قد يؤكد ان الأسهم الصغيرة واسهم قطاعات الصف الثاني المتمثلة في الإسكان والعقارات وبداية ظهور الأدوية بمشاركة الغزل والنسيج والمطاحن ربا ربما تستمر لفترة اخري في قيادة التعاملات معلنة تأجيل حركة التصحيح بالبورصة الي إشعار أخر. الأسهم الصغيرة ورغم توقعات خبراء ومحللو السوق بان تشهد تعاملات البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة عودة للاسهم الكبري في قيادة التعاملات بعد النشاط الملحوظ الذي بدأت تشهده اعتبارا من الأسبوع الماضي والتوقعات بهدوء وجني ارباح علي الاسهم الصغيرة التي سجلت ارتفاعات قياسية علي مدار الاسابيع الماضية الا ان صبر الافراد علي الشراء ربما لم يدم طويلا مما جعل هذه الاسهم تعود مرة اخري لاستكمال رحلتها الصعودية. خبراء السوق اكدوا أن التراجع الذي شهدته الاسهم الصغيرة بنهاية جلسة يوم الخميس الماضي يبدوا طبيعيا ولم يكن يدعو للقلق خاصة أن الاسهم التي تراجعت أسعارها تضاعفت أسعارها دون أن تشهد اي عمليات تصحيح. يشير عادل عبد الفتاح رئيس مجلس ادارة الشركة المصرية الامريكية لتداول الاوراق المالية أن تعاملات البورصة المصرية شهدت يوم الخميس الماضي عملية تبادل للمراكز في قيادة السوق من الاسهم الصغيرة وبعض الاسهم النشطة الي الاسهم الكبري في قطاعات مثل الاتصالات والتشييد والبناء. وأوضح أنه لا يوجد أسهم تظل ترتفع بشكل مستمر حيث أنه من الطبيعي أن تشهد من وقت لاخر عمليات تصحيح وتجميع حتي تتكمن من مواصلة مسيرتها الصعودية مرة أخري. ولفت الي أن هناك العديد من الاسهم لم تشهد تحركا قويا منذ العام الماضي في قطاعات الاتصالات والحديد والغزل والنسيج وهو ما يزيد من فرص عودتها لقيادة تعاملات السوق في الفترة المقبلة علي رأسها اوراسكوم تليكوم والنساجون الشرقيون وحديد والدخيلة. ورأي عبد الفتاح أن تراجع بعض أسهم السوق خاصة في قطاع الاسهم الصغيرة والاسكان لا يعتبر تحولا في اتجاه السوق، مؤكدا أن البورصة المصرية لا يزال اتجاهها العام نحو الصعود علي المدي المتوسط وطويل الاجل والنشاط الانتقائي علي المدي القصير. وأشار الي أن مؤشر البورصة الرئيسي نجح في تجاوز نقطة مقاومة قوية عند 7000 نقطة كمؤشر قوي علي قدرة السوق علي مواصلة الصعود في الفترة المقبلة، موضحا انه يجب النظر الي السوق نظرة كلية وليس علي صعيد اسهم محددة حتي وأن استمرت بعض الاسهم في الهبوط التصحيحي خلال الجلسات القليلة المقبلة. انباء ايجابية وقال رئيس مجلس ادارة الشركة المصرية الامريكية لتداول الاوراق المالية ان قطاعات عديدة من السوق تزخر حاليا بالعديد من الانباء الايجابية مثل قطاع الاتصالات الذي تترقب اسهمه تقسيم سهم اوراسكوم تلكيوم وانعقاد جميعة فودافون وهو الامر الامر الذي قد يعطي دفعة لاسهم القطاع ككل. وتوقع أن يعود نشاط سهم الشركة المصرية للاتصالات ويدخل في نطاق الاسهم القائدة في السوق بعد فترة التجميع الطويلة التي شهدها السهم ونجح خلالها في تكوين شكل جيد بالبورصة. وأضاف أن قطاعي البنوك والاسمنت ربما يشهدان تعاملات هادئة ومستقرة يصاحبها عملية صعود نسبية علي صعيد أسهم الاسمنت، مشيرا الي أن اسهم القطاع المصرفي ربما تتاثر بسعر تنفيذ صفقة بيع البنك المصري الامريكي. وأوضح رئيس مجلس ادارة الشركة المصرية الامريكية لتداول الاوراق المالية أن اسهم الشركات الصغيرة ترتبط ارتباطا كليا بقطاعاتها والانباء المتعلقة بشركاتها مثل الكابلات والقناة للتوكيلات الملاحية والنيل لحليج الاقطان.