توقع خبراء ومحللون اقتصاديون أن تنجح البورصة المصرية في مواصلة صعودها خلال تعاملات الفترة المقبلة مدعومة بالعديد من الأنباء والأحداث الإيجابية أبرزها العودة الملحوظة للثقة من قبل المستثمرين ما انعكس علي أحجام التداول, فضلا عن تسجيل سوق الأسهم الأمريكية أعلي مستوياتها منذ بداية العام نهاية أسبوعهاالماضي, فيما تظل أنباء مجموعة( طلعت مصطفي) محركا رئيسيا لمؤشرات السوق. وقال الخبراء' إن الفترة المقبلة ستزخر بالعديد من الأنباء والأحداث والتي تميل أغلبها نحو الإيجابية سواء علي صعيد الشركات أو الاقتصاد', لافتين إلي أن اقتراب موعد تسويات الربع الثالث ربما لا يشكل ضغطا علي السوق هذه المرة. وأضافوا' أن مؤشرات البورصة المصرية أكدت قدرتها علي مواصلة الصعود, حتي وإن مرت في بعض الأوقات بعمليات جني أرباح وقتية فهي لن تؤثر علي الاتجاه العام الصعودي, ليستهدف المؤشر الرئيسي مستوي7200 نقطة مقابل نحو6720 نقطة يوم الخميس الماضي'. ويقول ياسر الجيار محلل أسواق المال' إن أداء البورصة المصرية خلال الأسابيع الماضية والتحسن التدريجي علي صعيد أحجام التداول ومؤشرات الأسهم, خلق مستويات دعم قوية للسوق من شأنها أن تعزز فرص استكمال الصعود في الفترة المقبلة. وأضاف' أن عملية التبادل السريع للمراكز المالية بين المستثمرين قلص من الضغوط البيعية بالسوق', مرجحا استمرار صعود السوق, خاصة أن المؤشرات تعطي حاليا إشارات لبدء دورة صعودية قوية جديدة. وكان المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية( إيجي إكس30) قد سجل ارتفاعات بنسبة2,9% في الأسبوع الماضي, فيما قفز مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة( إيجي إكس70) بنحو6,87%. ورأي ياسر الجيار محلل أسواق المال أن أسعار الأسهم بالبورصة المصرية لا تزال متدنية عند مستويات تقل كثيرا عن قيمها العادلة, بل وعن قيمها الاسمية في العديد من الحالات, مشيرا إلي أنه في حال النظر إلي المستويات الحالية للأسعار نجد أنها لا تزال بعيدة جدا عن المستويات التي هبطت منها عقب أزمة الاقتصاد العالمي في الربع الأخير من2008. وأشار إلي أن غالبية البورصات العالمية عوضت كثيرا من خسائرها هذا العام, بعكس البورصة المصرية التي فاتها كثيرا الاستفادة من الارتفاعات التي سجلتها الأسواق العالمية نظرا لظروف أزمة الثقة التي عانت منها في الشهور الأولي من العام. وتوقع الجيار أن تشهد البورصة المصرية ارتفاعات قوية علي صعيد قطاعات السوق المختلفة سواء أسهم الشركات الكبري أو أسهم المضاربات والشركات الصغيرة والمتوسطة بعد الأداء الجيد لها في الأسبوع الماضي. ولفت إلي أن قطاعات الغزل والنسيج والمقاولات والعقارات بالإضافة إلي العديد من أسهم المضاربات قد تشهد نشاطا قويا تعززها الأنباء الإيجابية داخل تلك القطاعات سواء فيما يتعلق بالتوزيعات النقدية أو التوسعات. ويري زياد عبدالغفار خبير أسواق المال أن الارتفاعات القياسية التي سجلتها سوق الأسهم الأمريكية يوم الجمعة الماضي من شأنها أن تعطي دفعة قوية للبورصة المصرية في الأيام المقبلة. وقال' إن أية عمليات جني أرباح قد تشهدها البورصة المصرية في منتصف هذا الأسبوع, لن تؤثر علي الاتجاه العام للسوق الصعودي, خاصة بعد نجاح مؤشر السوق الرئيسي في تجاوز مستوي6600 نقطة الذي كان يمثل نقطة مقاومة رئيسية'. وقال محمد عبدالقوي محلل أسواق المال إن الثقة التي بدأت تظهر علي سلوك المستثمرين الأفراد بالبورصة المصرية وسط توقعات باستمرارها في الفترة المقبلة, ستنعكس إيجابيا علي أداء مؤشرات السوق, معتبرا أن عودة تلك الثقة يعد أبرز عوامل قوة السوق وأهم في كثير من الأحيان من الأنباء الإيجابية. واعتبر أن استراتيجية إدارة البورصة الجديدة مع السوق- التي تختلف عن الإدارة السابقة التي كانت تتعمد تضييق الخناق علي المضاربين- نجحت في إعادة المستثمرين إلي قاعات التداول وبدأ الكثيرون في إعادة محافظهم إلي البورصة مرة أخري بعدما كانوا قد سحبوها من السوق. وطالب محمد عبدالقوي بعدم الانسياق وراء التحليلات الفنية العشوائية التي انتشرت في عدد من الصحف والفضائيات والتي من شأنها التأثير سلبا علي أداء السوق خاصة أنها تصدر من محللين غير معتمدين أو من يدعون حصولهم علي شهادات من مصادر غير معلومة. ونصح عبدالقوي صغار المستثمرين والأفراد بضرورة الاعتماد علي تحليلات فنية معتمدة من محللين ومراكز أبحاث حسنة السمعة, خاصة أن البورصة المصرية في حاجة ماسة حاليا لتكاتف الأيدي لتجاوز المرحلة الحالية بعد فترة طويلة من المعاناة من شح السيولة هبطت بمعدلات أحجام التداول إلي أدني مستوياتها في7 سنوات.