بدأت مصانع السيارات الصينية من انتاج شركة جيلي أوتوموبيل هولدينجز تغزو اسواق العالم علي استحياء، وقفزت مبيعات الشركة في عام 2005 بنسبة 24% عما كانت عليه في عام 2004 لتصبح 120 الف سيارة سنويا.. ويقول لي شوفو - 42 عاما - رئيس مجلس ادارة جيلي أوتو موبيل انهم يخططون لغزو السوق الامريكي والاسواق الاوروبية بعد ان امكنهم في عام 2004 تصدير 5 آلاف سيارة الي اسواق الشرق الاوسط وافريقيا وامريكا اللاتينية. وتقول مجلة "بيزنس ويك" ان شركة جيلي اوتوموبيل تتطور بسرعة هذه الايام فمن المعروف ان الشركة تأسست اصلا عام 1986 لصناعة مكونات الثلاجات ثم بدأت عام 1994 في صناعة الدراجات البخارية وفي عام 1998 صنعت سيارتها الاولي هاوكينج بموتور سعة الف سي. سي. ومنذ عامين تم تسجيل شركة جيلي في بورصة هونج كونج وبالمناسبة فان كلمة جيلي بالصينية معناها "الحظ" باللغة العربية. وفي الوقت الراهن اصبحت جيلي تنتج 10 موديلات من السيارات تتراوح اسعارها ما بين 3700 و17 الف دولار للوحدة.. وقد بلغت ايرادات الشركة في العام الماضي 304 ملايين دولار وينتظر ان تصل هذا العام الي 516 مليون دولار اما الارباح فقد زادت في العام الماضي علي 25 مليون دولار. والحقيقة ان جيلي تركز علي الشريحة الدنيا من المشترين حيث يشتري سياراتها عادة اناس تحت سن 35 عاما لا يكسب الواحد منهم سوي 12 الف دولار في العام ولذلك فان تهاود السعر يكون عاملا مهما بالنسبة لهم.. وهناك صينيون كثيرون يدخلون الان في هذه الشريحة من المستهلكين الذين تناسبهم تماما سيارات جيلي ذات السعر الاقتصادي. وتعتقد جيلي انه صار في مقدورها تكرار هذا النجاح مع السيارات غالية الثمن ولذلك فقد اعلنت في يونية الماضي عزمها علي انتاج سيارة بموتور سعة 3 آلاف سي. سي. من طراز سيدان الفاخر وتأمل ان تبدأ انتاجها وطرحها في الاسواق في غضون عام 2007، ويؤكد لي شوفو رغبته في طرح موديلين جديدين او ثلاثة سنويا طوال عدة سنوات قادمة. ولتحقيق هذه الاهداف تحتاج جيلي الي زيادة طاقتها الانتاجية فالشركة لديها الان 4 مصانع في شرق الصين ولكنها مصانع بدائية نوعا ما وتخطط جيلي لانشاء مصنعين جديدين اكثر تطورا احدهما في اقليم هونان جنوب غرب الصين والثاني في اقليم جانسو في اقصي غرب البلاد.. ويأمل لي شوفو ان تزيد طاقة انتاج جيلي بهذين المصنعين لتصبح 200 الف سيارة سنويا.. كما يأمل الرجل في اقامة مصنع جديد ثالث في شمال شرق الصين ويعتقد لي شوفو وهو بالمناسبة كان مزارعا للارز قبل ان يتحول الي الصناعة عموما وصناعة السيارات بشكل خاص ان علي جيلي غزو الريف اولا بسياراتها ثم بعد ذلك التوسع في اسواق المدن الكبيرة ذات الطابع التنافسي. ويتعين ان نذكر ان الهدف الحقيقي لشركة جيلي هو التصدير.. وحاليا تصدر الشركة سيارتها هاوكينج وغيرها من الطرز الي 30 بلدا معظمها في الشرق الاوسط وامريكا اللاتينية وتستعد جيلي لمضاعفة صادراتها هذا العام لتصبح 10 آلاف سيارة.. وفي مايو الماضي تعاقدت جيلي علي صنع 30 الف سيارة في ماليزيا بهدف تصديرها الي بلدان جنوب شرق آسيا ولكنها قد تضطر الي تسويق هذه السيارات داخل ماليزيا بأمر من وزير التجارة الماليزي الذي قرر في نوفمبر الماضي منع تصديرها للخارج.. ويتجه لي شوفو الي زيادة طاقة انتاج جيلي في عام 2010 لتصبح 750 الف سيارة سنويا يصدر نصفها الي الاسواق الخارجية. والامر المؤكد ان نجاح جيلي في سباقها التنافسي مع الشركات الكورية واليابانية يفرض عليها انتاج سيارات اكثر جودة.. ولتحقيق هذا الهدف الصعب اقامت جيلي مركزا للابحاث والتطوير في مدينة تايزهو الساحلية في فبراير 2005 اصبح فيه الان 400 باحث.. وتجدر الاشارة الي ان جيلي تخصص 6.2% من قيمة مبيعاتها للابحاث والتطوير سنويا في حين ان المتوسط العام في صناعة السيارات لا يتجاوز ال5% سنويا وتستعين جيلي بخبراء من كوريا الجنوبية لمساعدتها وارشاد خطواتها في هذا المجال.. وعلي الرغم من صعوبة الاهداف التي يسعي لي شوفو الي تحقيقها سواء بشأن ترقية الجودة او زيادة الصادرات فان جيلي من الشركات الصينية الصاعدة التي ينظر اليها كثيرون بترقب وامل.