إذا أردت أن تعرف إمكانيات سيارة فاسأل سائق تاكسي فهو الشخص الذي يعرف إمكانيات السيارات وكثرة تجواله الكيلومترات التي تقطعها سيارة التاكسي في ظروف وأجواء مختلفة هي الاختيار الحقيقي لامكانيات وقدرات أي ماركة تريد أن تثبت وجودها في السوق فكما تشهد الشركات منافسة ضارية علي طرح موديلات جديدة لا يخلو سوق توريد سيارات التاكسي في العالم من صراعات مصنعي السيارات ويبدو أن الصين لا تخطط فقط لغزو سوق السيارات العالمي بإنتاج 14 مليون سيارة فقد قامت شركة جيلي الصينية التي يمتلكها «لي شوفو» بالاستحواذ علي أسهم شركة «مانجانيز برونز» البريطانية بالكامل التي تصنع تاكسي لندن الأسود الشهير الذي يعد إحدي العلامات المميزة للعاصمة لندن بشكله العتيق وتصميمه المميز فعلي ما يبدو أن التنين الصيني يريد أن يبسط نفوذه لينافس الأوروبيين في عقر دارهم فالشركة الصينية بدأت في 2006 شراكة مع شركة «مانجانيز برونز» البريطانية لإنتاج أجزاء جيلي علي جميع أسهم «مانجانيز برونز» بما يتيح أن يضع تاكسي لندن الشهير بالكامل بمكونات صينية في الصين ليسير في شوارع لندن وبدا أن البريطانيين في طريقهم لفقد عرشهم كمنتج للسيارات وذلك بعد استحواذ شركة «تاتا» الهندية علي الشركتين البريطانيتين «جاجوار» «ولاندروفر» عام 2008 . ولم يسلم من المنافسة سوي سيارات مرسيدس بينز رمز صناعة السيارات الألمانية التي تواجه منافسة عنيفة من السيارات الصينية في جميع الأسواق العالمية في مجال التاكسي وفي مصر فإنه علي مدي السنوات الأربع الماضية احتدت المنافسة بين الشركات المصنعة للسيارات ووكلاء السيارات وذلك بعد الإعلان عن أضخم مشروعين لتحديث أسطول سيارات التاكسي والذي كانت تزيد أعماره علي 20 سنة وأصبح متهالكاً المشروع الأول تبنته محافظة القاهرة من خلال مشروع تاكسي العاصمة الأصفر. الذي بدأ عام 2006 والمشروع الثاني الذي تبنته وزارة المالية بالتعاون مع عدة بنوك وبدأ تنفيذه الفعلي بداية عام 2009 وكلا المشروعين له مميزات وتواجهه بعض العقبات. اللواء إكرام محمود سلطان الرئيس التنفيذي لمشروع تاكسي العاصمة بمحافظة القاهرة يقول إن المشروع بدأ تنفيذه مارس عام 2006 وضعنا له مواصفات محددة بداية من اللون الأصفر إلي نوعيات السيارات التي يجب أن تكون مكيفة وسعة السيارات 1600 سي سي واشترطنا أن تكون تعمل بالغاز واستهدفنا إدخال 1500 سيارة لتعمل في المشروع علي مدي ثلاث سنوات وذلك من خلال الثلاث شركات التي تم قبول مشاركتها بعد استيفائها الشروط الفنية بضرورة أن تكون السيارات التي تعمل من نفس موديل السنة التي تعمل فيها لكي تكون حديثة وأخبرنا الشركات أن هذه السيارات لم تستمر في العمل أكثر من خمس سنوات ليتم بعد ذلك استبدال موديلات حديثة بها. ويشير سلطان إلي أن المشروع كان يمشي بخطي ثابتة حتي ظهر تاكسي «المالية» الأبيض بداية عام 2009 الأمر الذي جعل فيه منافسة واثر علي معدلات دخول الشركات وجعل الكثير من السائقين يهربون للعمل في التاكسي الجديد وقلت معدلات دخول سيارات جديدة في الخدمة وأصبحت فقط 866 سيارة رغم أن المستهدف 1500 سيارة وهناك عدة أنواع من السيارات تعمل في المشروع وجميعها تعمل بالغاز الطبيعي وهي الفيرنا وهيونداي وشيفرولية اوبترا واستيشن وفولكس فاجن واكد أن تاكسي العاصمة ما يجعله مميزًا هو لونه الأصفر ولم نقصر الاستخدام علي نوع معين من موديلات السيارات المستخدمة لكي لا نقع تحت ضغط احتكار الشركات المنتجة. وأضاف اكرام أن التاكسي الأصفر سيستمر ولن يختفي رغم بعض المعوقات التي واجهته لأننا أوجدنا تسهيلات للشركات وسمحنا لهم باستخدام إعلانات يفوق دخلها الشهري 600 جنيه للتاكسي الواحد وأننا في مارس 2011 سوف نقوم بطرح المشروع مرة أخري ومن المنتظر دخول سيارات جديدة من شركات أخري ليصل عدد السيارات إلي 2000 سيارة بترخيص جديد. فيما يستهدف مشروع تاكسي المالية استبدال التاكسي بما يقرب من 83 ألف سيارة قديمة مر علي صنعها أكثر من 20 سنة وذلك من خلال توفير سيارة جديدة يتم تقسيط ثمنها مع إمكانية الاستفادة من عائدات الإعلانات التي تقوم الشركات بتوريدها مباشرة إلي البنوك مما يساهم في تخفيض القسط الشهري الأول الذي تم بالفعل تسليم 16 ألف سيارة منها تعمل في شوارع القاهرة وهناك نية حاليا ليمتد العمل بالمشروع في الإسكندرية والغربية والبحيرة الشرقية وجميع مناطق الوجه البحري وهناك قوائم انتظار من السائقين بعد نجاح المشروع سنقوم بتسليمهم بعد انهاء إجراءات البنوك إن هناك اعفاءات جمركية تقدر بنحو 1.4 مليار جنيه تقدمها المالية للمشروع علي السيارات. ورغم أن هناك سيارات صينية في مشروع تاكسي ومنها سيارات BYD التي تنتجها مجموعة الأمل لإنتاج السيارات من مكون مصري، بنسبة 45% إلا أن هناك سيارات صينية أخري حرمت من المشاركة في المشروع لأنها مستوردة بالكامل من الصين ومنها سيارات بربليانس وFRV اللتان توزعهما مجموعة البافاريا وإن الموديل الأخير FRV لا يتناسب مع طبيعة المشروع حيث إن سعتها 2000 سي سي وتستهلك بنزيناً أكثر ولكن علي ما يبدو فإن الشركات الصينية الأخري خارج السوق المصرية تحاول المشاركة في كعكة مشروع التاكسي الذي سيستمر لسنوات مقبلة. وهناك شركات صينية أخري، تحاول الدخول للسوق المصرية منها سيارات شيري وجيلي وشينالي وجميعها تري في السوق المصري فرصة للانطلاق للسوق الافريقية وفي النهاية تبقي المنافسة للاصلح ولمن يقدم للسوق المصرية تاكسي يليق بالقاهرة في ظل الاصرار علي نسيان التاكسي المصري الأسود واستبدال الأبيض أو الأصفر. ويقول عفت عبد العاطي رئيس شعبة السيارات بالغرفة التجارية بالقاهرة : وفر الملايين بتخفيضه للملوثات وما كان يترتب عليها من تأثير علي الصحة بالاضافة إلي أن مشروع ساهم في خروج مصانع . وأوضح عدد من السائقين أن هناك مشكلات تواجههم فمنذ شهور قاموا بالتقدم للحصول علي السيارة وظنوا أنهم سيتسلمونها قريبًا ولم يعرفوا أن العمرات لسياراتهم التي أصبحت متوقفة لا تعمل وأصبحوا الآن بعد أن كانوا ملاك سيارات يعملون ورديات لا تكفي حاجتهم بالاضافة إلا أن هناك مشكلات تتعلق باجبارنا علي شراء نوعيات معينة من السيارات، واختفت سيارات شاهين ملكة التاكسي التي كانت تضعها شركة النصر للسيارات والتي تم تصفيتها بالإضافة إلي شائعات تتردد بأنها سوف يتم صرف مبلغ 500 جنيه لنا ثمنا لتخريد التاكسي فهل معقول أن يصبح ثمن تاكسي 500 جنيه؟ وما ذنبنا أن الحكومة فشلت حتي الآن في إيجاد شركة تقوم بتخريد التاكسي.