يشهد الاقتصاد المصري سابقة هي الاولي من نوعها ونعني بها اتجاه عدد كبير جدا من الافراد وصولا إلي محدودي الدخل إلي سحب مدخراتهم من البنوك وان كانت بسيطة والاتجاه بها إلي البورصة للاكتتاب في اسهم الشركة المصرية للاتصالات وذلك لتحقيق اكبر عائد ممكن في ظل انخفاض اسعار الفائدة الممنوحة من البنوك. ويري البعض ان هذه الاموال المسحوبة من البنوك قد تؤثر بشكل كبير علي حجم السيولة المتوافرة لدي البنوك مما يدفع عددا منها إلي رفع اسعار الفائدة مرة اخري لاستقطاب الاموال مرة اخري في حين يري آخرون غير ذلك. فمن جانبه يري احمد مرتضي مدير عام ادارة الفروع ببنك مصر ان اتجاه بعض عملاء البنوك من مؤسسات وافراد لسحب اموالهم من البنوك وضخها في البورصة للاكتتاب في هذه الاسهم او غيرها لن يؤثر علي حجم السيولة الفائضة المتوافرة لديها. واضاف ان حجم الاموال التي قد يتم سحبها من البنوك لهذا الغرض قد لا يوازي حجم السيولة الكبيرة المتوافرة في بعض البنوك العامة مشير إلي ان ذلك لن يؤثر بالخفض لاسعار الفائدة علي الودائع. واشار إلي ان الاموال التي سوف تضخ في البورصة للاكتتاب في اسهم الشركة المصرية للاتصالات سوف تودع في البنوك مرة اخري. ولفت احمد مرتضي الانتباه إلي ان بعض البنوك قد تكون من المؤسسات التي سوف تتجه لضخ نسبة من السيولة المتوفرة لديها في هذا الطرح الضخم لتشغيلها وتحقيق اكبر فائدة مرجوة بما لدي البنوك من كفاءات وخبرات قادرة علي رصد والتقاط المشروعات والاستثمارات الجيدة والآمنة واشار محمد طه مدير عام البنك المصري الأمريكي إلي ان الاموال التي قد يتم سحبها من البنوك واعادة ضخها في اكتتاب اسهم المصرية للاتصالات لن تدفع البنوك إلي رفع اسعار الفائدة نتيجة لانخفاض السيولة المتوافرة لديها كما يعتقد البعض. وأوضح ان ذلك قد يؤثر بصورة وقتية لا تزال عن اسبوع نظرا لان هذ الاموال سوف تذهب إلي شركة مصر للمقاصة ومن ثم تعود مرة اخري إلي السوق بعد اسبوع. واضاف انه وان كانت هناك اموال يتم سحبها من البنوك إلا أنه يصعب تأثيرها علي حجم السيولة الكبيرة المتوافرة لدي معظم البنوك. واستطرد محمد طه قائلا ان هذه الاموال لم يتم سحبها من البنوك لاستثمارها في البورصة بشكل عام وانما لضخها في اسهم شركة الاتصالات فقط وهي عملية محددة ومن ثم فسوف تودع مرة اخري لدي البنوك بصرف النظر عن مالكيها وسواء كانت تخص عملاء او شركات او حتي المصرية للاتصالات باعتبارها احد عملاء البنوك المصرية ايداعا او اقتراضا. وعلي جانب آخر يري شريف يوسف وهبة مدير عام بنك مصر إيران فرع المهندسين ان سحب نسبة كبيرة من السيولة من البنوك لن يؤثر علي البنوك وانما سوف تؤثر علي البورصة المصرية بالانتعاش خلال الفترة الحالية نظرا للاقبال علي الاكتتاب في اسهم المصرية للاتصالات والتي كان ينتظرها الكثيرون بداية من الافراد إلي المؤسسات الكبيرة وهو ما اضطر العديد من المتعاملين في البورصة إلي بيع اسهمهم في شركات أخري والانضمام إلي شراء هذه الاسهم. واضاف أنه قد يسحب بعض العملاء مدخراتهم من البنوك لضخها في البورصة ولن يؤثر ذلك علي حجم السيولة المتواجدة لدي البنوك بينما قد لا يسحب البعض الآخر ودائعهم او سنداتهم من البنوك وانما يقترضون بضمانها للاكتتاب في الاسهم وهو ما يساهم في انعاش الائتمان لدي البنوك. واضاف شريف وهبة ان هذه الاموال التي استردها العملاء من البنوك انما هي لفترة زمنية لن تستغرق اسبوعا ويعاد ضخها مرة أخري في البنوك من خلال شركة مصر للمقاصة او الشركة المصرية للاتصالات وهي فترة محدودة لا تؤثر علي اتجاهات سعر الفائدة هبوطا او صعودا.