رغم التزايد في عدد البنوك العاملة في مصر سواء الوطنية او الاستثمارية وانتشار فروعها في انحاء البلاد لاتزال هناك نسبة لا بأس بها من المصريين لا تتعامل مع هذه البنوك. وتتفاوت اسباب ذلك الاحجام فهناك قدر من التخوف وعدم الثقة في هذه البنوك وقد يرجع السبب الي معتقدات دينية سائدة لدي البعض تحرم التعامل مع البنوك. وهناك مجموعة من الاسباب تتعلق بالبنوك ذاتها منها اشتراط البنوك حدا ادني للايداعات لا يتناسب مع اصحاب الدخول المتوسطة بالاضافة الي غياب الوعي لدي هذه الفئات بكيفية التعامل مع هذه البنوك تتجه لضعف ما يعرف بالنوعية المصرفية.. في التحقيق التالي بعض المقترحات التي قدمها خبراء البنوك والعاملون بها لتوسيع قاعدة المتعاملين مع البنوك في مصر.. يقول ممدوح هيكل مدير فرع الفيروز بالبنك الاهلي المصري ان من اهم العوامل التي لابد ان تنظر اليها جميع البنوك في مصر بنظرة صائبة هي عملية ل"لتوعية المصرفية" لانه اذا كانت هناك شريحة من المجتمع تتعامل مع البنوك فهي تعتبر ضئيلة اذا ما تم مقارنتها باخري لا تتعامل ويرجع السبب الرئيسي في ذلك الي نقص الوعي المصرفي لديهم لذا فلابد ان تتوحد البنوك ككتلة واحدة في القيام بهذه العملية والتي يمكن تنفيذها باستخدام وسائل مختلفة ومن اهمها وسائل الاعلام كذلك يمكن القيام بها عن طريق توزيع نشرات تتضمن كل ما يخص العمل المصرفي علي المؤسسات والهيئات الحكومية أو الخاصة ومن اكثر الوسائل واهمها التوعية بالعمل المصرفي فعلي سبيل المثال هناك الكثير علي الرغم من انهم يتعاملون مع البنوك كمكان للادخار ليس لديهم الوعي بكيفية استخدام الفيزاكارت وهنا تأتي مهمة التوعية المصرفية. وأشار هيكل الي انه من بين العوامل التي لابد ان توضع في الاعتبار لتوسيع قاعدة عملاء البنوك في مصر هو تقديم بطاقات الائتمان بسعر التكلفة الفعلية لها كما انه لكي يرفع البنك من نسبة العملاء المترددين عليه الا يضع قيمة محددة لفتح حساب به خاصة انه مازال هناك الكثير من البنوك التي لا تقوم بفتح حساب اقل من 30 الف جنيه فلابد لهذه البنوك ان تتيح مكانا بها للمدخر الصغير خاصة مع وجود اعتقاد سائد لدي شريحة معينة من البنوك ان مستوي الخدمة يتناسب عكسيا مع عدد العملاء المترددين عليهم فلابد ان نغير هذا الفكر الخاطئ لانه كلما زاد عدد العملاء كان هناك توسع وتحسن في اداء الخدمة مع زيادة عدد الشبابيك. واضاف مدير فرع الفيروز ان هناك عاملا آخر يمكن استخدامه لجذب انتباه الشرائح التي لا تتعامل مع البنوك نهائيا وهو تقديم البنك مسابقات بجوائز مختلفة وجديدة مثل "شهادة الملايين" وعندما تقبل هذه الشريحة علي البنك للاشتراك في هذه المسابقات سوف تلفت انظارها من خلال الخدمات المتنوعة التي يقدمها البنك لعملائه ومن ثم يتولد لديها الرغبة في التعامل معه مستقبليا. ويذكر احمد ابراهيم احمد رئيس قسم الائتمان ببنك قناة السويس للمعاملات الاسلامية ان تقديم البنك لبطاقات الائتمان بضمان دخل العميل فقط سوف يزيد بالطبع من اقبال هذا العميل علي بنك من عدمه ويتم ذلك بوجود نوع من الاتفاق بين البنك والهيئة أو المؤسسة التي يعمل بها هذا العميل حتي تقوم هذه الجهة بابلاغ البنك بأي وضع جديد لهذا العميل كتركه للعمل علي سبيل المثال من هنا يستطيع البنك ان يقوم باتخاذ الاجراءات اللازمة. ومن العوامل التي يمكن ان تزيد من قاعدة عملاء البنوك هو امداد البنك بالبرامج المصممة سلفا علي اجهزة الحاسب والتي يمكن من خلالها تقديم الخدمات بشكل اكثر سرعة وتنوعا سواء في فتح حساب او الحصول علي احد القروض او غير ذلك بحيث عندما نقوم بادخال البيانات الخاصة بالعميل كاسمه وسنه وعمله وكل ما يتعلق به من بيانات تمكنا من التعامل معه. واشار رئيس قسم الائتمان الي انه لكي توسع البنوك من دائرة التعامل معها فلابد ان تتوسع في تعاقدها مع المتاجر والمحال الاستهلاكية بان يتم الدفع عن طريق ماكينات نقاط البيع (P.O.S) فعندما يجد الافراد انهم يستطيعون ان يتعاملوا مع هذه المتاجر بالبطاقات الائتمانية فسوف يلجأون الي البنوك المختلفة للحصول عليها لانها تعتبر افضل من الدفع النقدي. وتشير نهلة عذب مسئولة بطاقات الائتمان بسيتي بنك الي انه مازال بالفعل العديد من شرائح المجتمع التي لا تتعامل نهائيا مع البنوك علي الرغم من اننا نعيش عصر تكنولوجيا المعلومات ويرجع ذلك لوجود تخوف من البنوك من احتمال اغلاقها او لا تكون محل ثقة هذه الشريحة خاصة ان 50% من هذه الفئة ذات دخل متوسط فتعتبر ان التعامل مع البنك نوع من المخاطرة التي لا داع لها.