الرئيس جورج بوش يتخبط في تصرفاته وتصريفه لشئون الحكم وكأنه سكير في غيبوبة.. رغم أنه قاطع الخمر منذ سنين! مقبل هو علي انتخابات تجديد نصفي للكونجرس يناير المقبل.. وهو توقيت سييء يجمع فيه الشعب الأمريكي علي عدم الثقة في الرئيس ونظامه.. ويصفون أيامه بأنها: "فترة انحطاط Twilight في أمريكا"! وأخبار البيت الأبيض تتضارب وتتلعثم.. يقولون إنه سوف يستغني عن خدمات كارل روف ويعين رئيسا جديدا لهيئة موظفي البيت الأبيض.. ومتحدثا صحفيا.. ووزير خزانة يغني عليه بالمليارات.. وربما وزير دفاع يلبس حذاء دونالد رمسفيلد ويمسك بسلاحه!. ومن بقي من رجال الرئيس تحت ظلال ثقته مشغولون الآن بوضع تشريع ضريبي جديد، ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ من ألا يستعيد بوش شيئا من سحره قبل أن يلقي خطاب "حالة الاتحاد" في مستهل العام الجديد! وتسيطر الهواجس علي رموز الحزب الجمهوري الحاكم من احتمال فقدان الأغلبية في الكونجرس بمجلسيه في انتخابات التجديد النصفي.. والفشل في العثور علي مرشح للرئاسة يصلب عود الحزب في مواجهة المرشح الديموقراطي في انتخابات سنة 2008! انكشف المستور وبان.. معلومات المخابرات التي بني عليها بوش والمحافظون الصهاينة حربهم ضد العراق ثبت أنها استخبارات ملفقة جاء في تقرير اللجنة الحزبية المشتركة برئاسة القاضي لورنس سيلبرمان، التي بحثت قدرات المخابرات الأمريكية فيما يخص أسلحة الدمار الشامل المدعاة لدي العراق، أنها كانت..: "فادحة الخطأ - dead wrong - في كل أحكامها التي قادت إلي حرب العراق!.. ووصف تقرير اللجنة ما جري بأنه: "سقطة مخابراتية عظيمة! وكشف روبن رافل منسق الخارجية الأمريكية للشأن العراقي أن توقيت الغزو كان مسوقا بضغط سياسي واضح إلا أن تقرير اللجنة نفي وجود أي دليل علي أن مسئولي البيت الأبيض أو غيرهم من رجال الإدارة مارس ضغطا علي المحللين بأجهزة المخابرات لكي يلفقوا في تقاريرهم.. لأسباب سياسة! وازاء الضجة التي أثارها التقرير، والاصداء الرنانة التي رددها رموز الحزب الديمقراطي وقف جورج بوش في يوم المحاربين القدماء الاسبوع الماضي يشن هجوما مضادا علي نقاده.. قال مسفسطاً يستنهض الهمم: "علي الديموقراطيين أن يطمئنوا القوات الأمريكية في العراق بأن الأمة وراءهم تحمي ظهورهم.. بدلا من احياء جدل انقسامي حول أصول الحرب"! وواصل بوش مرافعته أمام الجنود في مستودع عسكري بشمال ولاية بنسلفانيا..: "إنه من المشروع تماما أن ينتقدوا قراري أو سلوكي في الحرب.. لكن أن يعيدوا كتابة قصة الحرب وكيف بدأت.. أمر عار من المسئولية"! إنه يدمر رئاسته لأمريكا! هذا المنطق الطنان للرئيس بوش جاء انعكاسا لاهتمام المسئولين بالبيت الأبيض بانهيار الثقة الشعبية في شخص شاغل المكتب البيضاوي، بسبب هواجس عدم شرعية الحرب التي تنحر في صدقيته واعتباره! انبري للرد عليه السناتور ادوارد كيندي.. لكلماته: "حان الوقت للرئيس بوش لكي يستعيد ثقة الشعب الأمريكي في قيادته، ويثبت براءته من أقذار تلك الحرب.. لكنه لم يفعل... فقط زاد البيت الأبيض تلطيخا وتلويثا.. وضاعف من قوة تدمير رئاسته لأمريكا"! وبدت جبهة الديموقراطيين أكثر ثباتا في مواجهة حملة بوش الفارغة.. وعلي حد وصف صحيفة لوس انجيليس تايمز: "لم ينزعج أحد"! وانبري السناتور جون كيري مرشح الرئاسة السابق يرد علي بوش..:" لقد ضلل الأمة وهو يقودها إلي حرب كاذبة الخطر.. ومد الحقيقة بعيدا عن الادراك الصحيح"!.. وزاد كيري: "عندما أعطيت صوتي في مجلس الشيوخ لرئيس الولاياتالمتحدة لكي يستخدم القوة إن لزم الأمر لنزع سلاح صدام حسين.. كان ذلك بسبب اعتقاد موهوم بأن صدام يمتلك ترسانة مميتة من أسلحة الدمار الشامل، وهو خطر عظيم علي المجتمع الأمريكي.. ثم تبين أن بوش زرع هذه الكذبة المصطنعة في أذهان الجميع"! واختتم كيري تصريحه المكتوب: "إنه يوم خطير علي أمننا القومي عندما تبيعنا الحكومة وهما.. علي أنه حقيقة"! تقارير عديدة توالت من كبار المسئولين السابقين بالادارة الأمريكية تنتقد كذب معلومات المخابرات التي سبقت حرب العراق.. وكيف وظفها بوش ومستشاروه في شن تلك الحرب! وفي مسح للرأي أجرته الواشنطن بوست وشبكة (ABC)، أجاب 55% أنهم يعتقدون أن الادارة الأمريكية تعمدت تضليل الرأي العام حول أسباب الحرب.. بينما قال 45% إنهم يعتقدون أن الحكومة أبلغت الرأي العام ما اعتقدت بالفعل أنه صحيح! وفي مسح آخر أجرته الاسوشيتد برس، أجاب 57% أنهم لا يعتقدون أن الادارة الأمريكية تتمتع بمستوي أخلاقي رفيع.. بينما أجابت نفس النسبة بأن بوش شخصيا رجل غير أمين (nothonest)! الغريب أن بوش في خطابه عرج بدون مناسبة علي سوريا.. أنذرها، وزاد مجلس الأمن استعداء عليها.. بدا لي كالأبله لا يكتفي بحفرة موقفه العسكري المتردي في العراق.. وأنه يبحث عن حفرة أخري أعمق!