7 أشهر كاملة قبل"الانتخابات المقبلة".. التجديد النصفي للكونجرس الامريكي، الذي يرجح ان يخسره الحزب الجمهوري الحاكم.. انقلاب.. به يسترد الديمقراطيون سيطرتهم علي مجلسي الشيوخ والنواب.. ويحاصرون بوش داخل مكتبه البيضاوي، بقية عمره الرئاسي، رئيسا مقطوع الذراعين! الاستعداد للانتخابات الفاصلة يسابق الزمن، ويضطرم بسخونة واندفاع من الحزبيين المتصارعين، وكأن يوم الانتخاب - الثلاثاء 7 فبراير - قد حان قبل الأوان! البادي للعيان أن رؤوس مرشحي الحزب الجمهوري تعلوها بطحات كثيرة وجراح تنزف: الفضائح الاخلاقية، وهي كثر.. قانون المواطن الذي يهدد أمن الامريكيين ويتجسس عليهم دون اذن قضائي.. فشل الادارة الامريكية في الحد من الانفاق العام، وعجزها الفاضح عن مواجهة اعصار كاترينا.. وقبل ذلك كله: رئيس لا يتمتع بالشعبية، يقود حربا لا تتمتع بأي قدر من الرضا والوفاق.. وسوف تكون حرب العراق موضع اختراق ينسف اهم القضايا التي يتغني بها الجمهوريون: أمن الولايات المتحدة! بينما يداعب الامل واحلام اليقظة رموز الحزب الحاكم.. يرون ان انتخابات نوفمبر المقبل سوف تكون نصرا مضافا الي ما حققوه في انتخابات عامي 2002 و2004 به يتم تثبيت اغلبية الحزب في الكونجرس لاجيال تجيء! الا ان احلام النهار تتبخر علي نار توقع قوي ساد اخيرا فكر خبراء الانتخابات الامريكية: يجمع الاستراتيجيون من الحزبين علي ان الانتخابات لو اجريت غدا، فانه من المحتمل ان يخسر الجمهوريون 15 مقعدا في مجلس النواب تسلبهم الاغلبية في المجلس، مثلما يخسرون الاغلبية في مجلس الشيوخ بفارق مقعد او مقعدين! ويشهد شاهد من أهلهم.. نيوت جنجريتش الرئيس الجمهوري السابق لمجلس النواب، والعقل المدبر لتثوير انتخابات 1994 التي جاءت بالجمهوريين الي سدة الحكم.. يقول الرجل بنبرة يعتصرها الاسي: "لقد اساء الجمهوريون ادارتهم لشئون الحكم.. للحق الذي أتيح للديمقراطيين الآن ان يختزلوا شعارهم في الانتخابات المقبلة الي كلمتين (hadenough).. والترجمة في كلمة: كفاية! اخطر ولايات امريكا علي الخريطة الانتخابية: بنسلفانيا.. دبوس انتخابي احمر، خاصة بالنسبة لمرشحي مجلس الشيوخ.. وبالنسبة لمجلس النواب هناك 5 مرشحين جمهوريين تتأرجح فرصهم مثل بندول الساعة نجاحا او رسوبا.. علي ان اعضاء الحزب الجمهوري في الولاية مازالوا علي مودتهم مع الرئيس بوش.. الاسبوع الماضي، في مدينة بيتسبرج، حضر بوش حفل عشاء لجمع تبرعات للمرشح الجمهوري لمجلس الشيوخ ريك سانتورم.. زحام.. زحام.. رغم ان العشاء طبق واحد ثمنه 1000 دولار! وفي سباق جمع التبرعات ينافس الديمقراطيون بثراء وسخاء.. يشيد بذلك تشارلز سومر عضو مجلس الشيوخ عن نيويورك ورئيس حملة الديمقراطيين الانتخابية.. يقول بعبارة واثقة: "في الانتخابات الماضية، كان شعارنا الا نفقد مقعدا واحدا.. هذه المرة في يقيني ان الامور ان حلقت في نصابها، سوف نفوز بمجلس الشيوخ"! ننتقد بقسوة.. ونحرق! الامل الوحيد الذي يتعلق الجمهوريون بحباله هو: "الزمن.. الشهور ال7 الباقية قبل نهار الانتخاب.. وهي حبلي باحداث قد تفاجئ الجميع: القبض علي اسامة بن لادن، مثال تطورات ايجابية سارة توحد صفوف طوائف العراق المتطاحنة، مثال اخر.. هذه الاخبار السارة وغيرها يمكن ان يرق لها مزاج الشعب الامريكي ويرجح كفة الجمهوريين.. وكما يقول نيوت جنجريتش: "الشعب يتوقع من الاغلبية الحاكمة ان تنجز.. فقد استأجرهم ليمارسوا الحكم بكفاءة.. وليس لكي يقنعوا الشعب بانهم علي صواب"! توم رينولدز رئيس الحملة الانتخابية للحزب الجمهوري بمجلس النواب، يضيف للصورة لمسة اخري: "المشهد الانتخابي يشي بالوعد في الدوائر الانتخابية دائرة بدائرة، اكثر وضوحا منه علي المستوي القومي"!.. ويضيف رينولدز: "نحن اكثر تمويلا.. فقط علينا ان نكون اكثر هجوما: ننتقد بقسوة.. ونحرق - (slash and burn)"!. ويرحب الديمقراطيون ب"المحرقة الانتخابية".. يقول زام ايمانويل المساعد السابق لكلينتون في البيت الابيض، ورئيس الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي بمجلس النواب: "ان ارادوها حملة سلبية حول الفضائح، لا القضايا.. سيجدون من ينازلهم في الساحة الانتخابية.. وقد ذاقوا مرارة حملتنا حول ثقافة الفساد في الحزب الجمهوري.. وخرق عيونهم الشعار الذي نرفعه الان ضد: الجمهوري العاجز الخطير"(Republican dongerously imcempetent)!! يثير بالغ الدهشة "خط الدفاع" الذي يلتزم به الجمهوريون، وهم يحرصون علي ابراز خلافاتهم مع الرئيس بوش واختلاف رؤاهم.. وقد اعلنوا ذلك الصدام علي نطاق واسع بالنسبة لمشروع ادارة دبي لبعض الموانئ الامريكية.. تهكموا علي المشروع، وتمسكوا بالرفض المطلق!