في محاولة للحفاظ علي استثمارات تتعدي 2 مليار جنيه تم ضخها في صناعة الألبان خلال الفترة الماضية أصدرت جمعية تطوير صناعة الألبان بياناً حذرت فيه من خطورة انتشار ظاهرة الباعة الجائلين علي المصانع الشرعية. وأكد صناع الألبان أن هناك نسبة تصل إلي نحو 85% من الألبان تتداول بطريقة خاطئة خارج المصانع الرسمية وتنافسها منافسة غير متكافئة. وأوضح الصناع أنه يوجد بالقاهرة وحدها أكثر من 12 ألف بائع متجول يمارسون تلك المهنة دون أية مراقبة من وزارة الصحة وأضاف الصناع أن تلك الفئة تقوم بإضافة مادة الفورمالين إلي اللبن بهدف حفظ اللبن لفترة أكبر مؤكدين أن هذه المادة تسبب أمراض السرطان والفشل الكلوي. وشددت الجمعية والصناع علي ضرورة تطبيق التجربة الهندية والتي نجحت نجاحاً منقطع النظير في مواجهة هذه الظاهرة واستطاعت بتجربتها الجديدة إدخال نحو 7 ملايين لتر سنوياً إلي الطرق الرسمية في الصناعة والحفاظ علي صحة المستهلك عن طريق إنشاء هيئة تعاونية تقوم بجمع الألبان وتعقيمها ثم تدخل في الصناعة في مرحلة تالية عن طريق المصانع الرسمية. يقول عمر الدماطي رئيس مجلس إدارة جمعية تطوير صناعة الألبان، ونائب رئيس جمعية مستثمري 6 أكتوبر إن الاستثمار في مجال صناعة الألبان أصبح يواجه العديد من المشكلات والمعوقات التي تتوالي يوماً بعد يوم والتي تتمثل في زيادة أسعار الألبان بالنسبة للمصانع الرسمية فضلاً عن ارتفاع تكاليف المعالجات التي تتم عليه وعمليات التعبئة والتغليف الأمر الذي يهدد بإغلاق المصانع التي تعمل في صناعة الألبان وتستخدم فقط نحو 15% أما الباقي فيذهب إلي طرق التوزيع العشوائية. ويضيف أن الهند نجحت في القضاء علي هذه الظاهرة عن طريق تكاتف الجهود وأصبحت هناك هيئة تعاونية تسيطر علي إنتاج وتعقيم وتنقية وتوزيع كل لتر من اللبن الذي ينتج في الهند وأعطت جرعة منشطة للغاية للقطاع الزراعي والاقتصاد الهندي ككل، وترتب علي ذلك الوصول إلي أسعار معقولة للغاية بالنسبة للمنتج والمستهلك بجودة صحية عالية وقضت تقريباً علي ظاهرة بيع اللبن "السائب" في شوارع شبه القارة الهندية. ويشير رئيس الجمعية إلي أن تطبيق تلك التجربة بمصر يحتاج إلي تمويل لشراء مبردات للحفاظ علي جودة اللبن مشيراً إلي أن ذلك يمكن توفيره عن طريق الجهات التمويلية في هذه الإطار منها بنوك التنمية والائتمان الزراعي حيث إن هذا النشاط نشاط أصيل ضمن الاهتمام بمقومات النشاط الزراعي والحيواني معاً وبالتالي لابد أن تكون هناك مبادرات من قبل المسئولين لتعميق التجربة بعد أن يتم تجربتها في منطقة معينة لمدة محدودة بعد ثبات نجاحها بهدف الوصول إلي حلول عملية مدروسة لا يترتب عليها أية مشكلات أخري. ويؤكد كل هذه الأمور هدفها الأول والأخير الحفاظ علي أمن وسلامة وصحة المستهلك من تناول اللبن السائب المغشوش بالمواد الكيماوية المختلفة التي تسبب أمراضاً مستعصية له نتيجة تناوله عن طريق الباعة السريحة. إغلاق المصانع ويقول المهندس صفوان ثابت رئيس مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية إن المنافسة الشرسة التي تواجهها مصانع الألبان نتيجة انتشار ظاهرة الباعة "السريحة" أدت إلي إغلاق ما يتراوح ما بين 10 و15 مصنعاً تعمل في هذه الصناعة الأمر الذي ترتب عليه تشريد عمالة تصل إلي نحو 30 ألف عامل. ويوضح أن المصانع الرسمية توافيها نحو 24 جهة رقابية وتشرف عليها أما الباعة السريحة فلا رقيب عليهم لذلك تفننوا في جميع أشكال الغش وأصبح المنتج الذي يوزعونه لا يلتزم بأي شروط صحية أو مواصفة قياسية تراعي حماية المستهلك لذلك ارتفعت معدلات الفشل الكلوي والسرطان. ويضيف أن القاهرة بهها نحو 12 ألف بائع متجول يمارسون مهنة توزيع اللبن دون رقابة لذلك أطالب الدولة في جميع الجهات الرقابية وغيرها أن تأخذ بأيدي هذه الفئة وترتقي بهم عن طريق إنشاء معامل صغيرة لهم يتم عن طريقها بسترة اللبن وبالتالي نكون وضعنا حلاً وسطاً وهو الحفاظ علي مصدر دخل لهذه الفئة من ناحية والقضاء علي ممارسات الغش التي تتم ممارستها علي اللبن وتؤدي إلي ارتفاع فاتورة الأمراض علي موازنة الدولة خاصة أن هذه الممارسات تؤثر مباشرة علي صحة الأجيال القادمة. ويشير رئيس الغرفة إلي أنه لا توجد دولة في العالم تسمح بتداول اللبن غير المبستر سوي مصر لذلك فان هناك جزءاً كبيراً من المشكلة يقع علي توعية المستهلك بالأضرار التي تلحق به. وينوه إلي أن هناك جزءاً كبيراً يقع علي هيئة سلامة الغذاء لأنها الجهة الوحيدة التي من حقها الحفاظ علي الاستثمارات القائمة وحمايتها وكذلك توعية المستهلك.. خاصة أننا ندخل الألفية الثالثة بموروث ثقافي تجاه اللبن كسلعة مهمة.. مشيراً إلي أن الألبان المعبأة والتي يتم معاملتها من خلال المصانع القائمة خالية تماماً من أية إضافات فضلاً عن مصدرها المعروف والمراقب من قبل الجهات الرقابية ووزارة الصحة.