بدأت فعاليات مهرجان السياحة والتسوق وبدأ عامه الثامن وهو لا يزال يحبو في عالم المهرجانات. لم يكتسب بعد الصفة الشعبية أو التجارية وإن كان قد خطا خطواته الأولي في المجال السياحي.. ولا أعرف سببا لعدم انتشار هذا المهرجان الذي تدعمه جهات حكومية متمثلة في وزارة السياحة ووزارة التجارة واتحاد الصناعات المصرية والذي يملك في عضويته كل صناع الصناعة في مصر.. والنجاح المحدود لهذا المهرجان تمثل في إقبال المحافظات السياحية والمحافظات التي ترغب بشدة في الدخول في قائمة المدن السياحية. أن دور المهرجانات هو دعم الاقتصاد القومي وانعاش حركة التجارة ولذلك من الأعاجيب ألا تري بشكل محدد وايجابي دور المدن الصناعية مثل "مدينة السادات" ومدينة العاشر من رمضان ومنطقة حلوان ولو بعمل أسواق تباع فيها منتجات المصانع للمستهلكين بأسعار مناسبة منها الترويج والتجارة.. أيضا ينقص هذا المهرجان الالتحام بين الشعب والسياح من كل جانب وهذا هو الهدف الاساسي بل والسبب الرئيسي لنجاح أي مهرجان.. فلا تزال الحفلات تقدم في الفنادق وبأسعار لا يستطيع المصري الاقتراب منها أو حتي الحلم بأن يدخلها. سمعت وزير الصناعة رشيد محمد رشيد يقول في البرنامج الحي - حالة حوار - للصحفي اللامع عمرو عبدالسميع أن من الأخطار التي كنا نقع فيها أننا نسوق البضاعة الراكدة لدينا.. والصح هو أن ننتج ما نستطيع تسويقه والمقصود هنا هو جودة صنع المنتج حتي يمكن تسويقه وهذا هو مربط الفرس، فنحن نغرق الاسواق ببضاعة لا تصلح للتسويق من جهة، إضافة إلي غلاء أسعارها من جهة أخري. وقد يكون أحد الاسباب التي غطت علي مهرجان السياحة والتسوق الأحداث الدامية في شرم الشيخ مما أفقدنا الرغبة في الاحساس بالمهرجان.. وإذا كان المهرجان لم يحقق الغرض منه علي مدار 8 سنوات فيجب أن يجعلنا هذا نعيد التفكير وهل هو مجد تجاريا وهل من الضرورة ربط السياحة بالتجارة؟ وإذا كان ضروري فما هي أو القصور؟ فلا تزال المحلات خاوية الوفاض ولم يثمر تهافت المدن المصرية علي الانضمام للمهرجان حيث لم تتحرك السياحة نحو هذه المدن مثل الفيوم والاسماعيلية والمنيا والشرقية ولم تزد الحركة السياحية لأن هذه المدن ببساطة لم تقدم ما يحث السائح علي زيارتها فمثلا مدينة مثل أكس أو بروفنس وهي مقاطعة في جنوبفرنسا تعمل مهرجانات عن حلوي النوجا ويأتيها السياح من كل أنحاء العالم لحضور المهرجان وزيارة المصانع والشراء والتجارة في نفس الوقت. ماذا قدمت هذه المدن السياحية؟ وما الخصوصية التي لديها والتي تجذب السائح ليزورها؟ منذ عشر سنوات والمحافظون يكافحون لدخول محافظاتهم البرنامج السياحي المصري، وفي كل المؤتمرات والمحافل يحضر المحافظون السابقون والحاليون ومتسابقون في شرح ما سوف يفعلونه وإلي اليوم لم تتحرك السياحة إلي هذه المدن لأنها ببساطة لم تفعل شيئا مما تقوله، ولا تزال هذه المدن تعاني من نقص حاد في الفنادق والخدمات الفندقية. لابد من الاهتمام بالفعاليات الترفيهية مثل الحفلات والاستعراضات ومظاهر الزينة علي أن يتم التنظيم والاعلان المبكر عنها وادراجها ضمن عروض متكاملة يتم تسويقها في المنطقة العربية بمعرفة شركات السياحة العاملة هناك حتي يتسني إخراج دورة جديدة ومتميزة للمهرجان العام القادم تتناسب وما يحققه قطاع السياحة من تطور ونمو علي صعيد الحركة لوافدة وبما يساهم في تحقيق الرواج التجاري في الأسواق.