تحقيق - ريم عبدالمعز: دخلت العديد من البنوك العالمية في منافسة لشراء بنوك مصرية أو حصص مؤثرة بها وأحدث مثال علي ذلك منافسة بنك سوسيتيه جنرال بنك بي ان بي باريبا الفرنسيين علي صفقة شراء حصة المال العام في بنك مصر الدولي وهناك منافسة مرتقبة لشراء بنوك كبري علي رأسها المصري الأمريكي والاسكندرية. والسؤال ما الذي يدفع البنوك الأجنبية للتوسع في نشاطها في مصر؟ ولماذا زادت استثماراتها في الأونة الاخيرة وما هي الأسباب التي تجذب المستثمرين للدخول إلي السوق المصري؟ طرحنا هذه الأسئلة علي عدد من الخبراء. وعن أسباب زيادة فروع البنوك الأجنبية في مصر واتجاهها نحو زيادة الاستثمار فيها تقول مها السيد مدير قطاع الخدمات المصرفية للافراد بالبنك العربي ان قرار البنك المركزي بزيادة رأس المال الي 500 مليون جنيه يعد سببا رئيس وراء زيادة استثمارات البنوك الأجنبية في مصر حيث يهدف هذا القرار إلي تقليص عدد البنوك من 56 بنكاً إلي 22 بنك سعياً للحصول علي كيانات مصرفية عملاقة قادرة علي المنافسة. ونظراً الوجود بنوك ضعيفة غير قادرة علي زيادة رأس مالها فان عمليات طرح بعضها للبيع ولذلك عمليات الدمج والاستحواذ علي البنوك الضعيفة بدأت تنتشر وهو ما يعتبر فرصة كبيرة للبنوك الأجنبية ولشراء هذه البنوك لأنها طريقة أسهل وأسرع من انشاء فرع جديد داخل مصر، لأن شراء بنك قائم بالفعل من شأنه أن يجعل هناك سرعة في الدخول للسوق المصري اكثر من انحاء فرع جديد والذي يأخذ وقتاً أطول. وأضافت مها ان مصر بها العديد من المميزات التي تجذب المستثمرين إليها فهي مازالت تحتاج إلي انشاء بنوك جديدة حيث ان عدد البنوك الموجود بها مازال محدودا، بالاضافة إلي كثرة عدد السكان الذي يبشر بوجود قاعدة واسعة من العملاء وهنا تجب الاشارة الي ان عدد السكان ليس هو المعيار الوحيد الذي علي أساسه تحدد كثرة أو قلة العملاء وانما لابد ان يتوافر في هذا الكم من السكان صفات معينة مثل التعليم والثقافة والدخل واقبالهم علي التعامل مع البنوك وكل هذه الصفات متوافرة في مصر وتقول مها إن البنوك الأجنبية لا تكتفي بشراء بنك واحد وانما تسعي لشراء أكثر من بنك فمثلا البنك المصري الأمريكي معروض للبيع الآن رغم انه قام منذ اسبوعين بشراء أمريكان اكسبريس ولذا فان من يشتري المصري الأمريكي فكأنه قام بشراء بنكين معا وهذا يمثل مكسب كبيراً. أضافت مدير قطاع الخدمات المصرفية للأفراد بالبنك العربي ان مناخ الاستثمار في مصر خصب جداً بجانب وجود استقرار اقتصادي ومالي فضلا عن محاولات الاصلاح الاقتصادي والهيكلة المصرفية وهذا ما يحصل هناك تهافتاً من المؤسسات المالية لشراء البنوك المصرية الضعيفة بهدف توسيع قاعدة العملاء ومما تتميز به البنوك الأجنبية عن نظيراتها المصرية تقول مها ان البنوك الأجنبية تمتاز بزيادة الخبرة وتهدف إلي نقل هذه الخبرة لمصر من خلال إدخال know how ,high technology بالاضافة إلي تقديمها لبعض المنتجات غير المنتشرة في مصر مثل المنتجات الخاصة بالأفراد ومنتجات قطاع التجزئة، وذكرت انه علي الرغم من ان خدمة vidit card موجودة في البنوك الاجنبية منذ 25 عاما ودخلت مصر منذ 15 عاما الا انه مازالت هناك بعض البنوك المصرية لا تمتلك هذه الخدمة وعدم انتشار هذه الخدمات في مصر يوسع الفرصة امام البنوك الأجنبية للدخول إلي السوق المصري. وقالت مها إن البنوك الأجنبية لا يفرض عليها أية قيود وتسري عليها القواعد المطبقة علي البنوك المصرية والتي يحددها البنك المركزي. وعن المخاطر التي تواجه البنوك الأجنبية عند دخولها للسوق المصري قالت مها انه لا توجد أية مخاطر حيث ان المستثمر قبل دخوله مصر يقوم بتحديد فريق من الخبراء لدراسة البنك من جميع الجوانب المالية ومن ناحية التسهيلات وقبل حضوره إلي مصر يكون قد قام بدراسة لكل ما يتعلق بالبنك وبالتالي لا يواجه أي مخاطر وعن أن البنوك الاجنبية تقوم بدور ليس كبيرا لأن عدد فروعها أقل من البنوك الوطنية تقول مها ان البنوك الاجنبية تتمتع بفرصتها كاملة في مصر وإذا كانت هناك مشكلة في قلة فروعها مقارنة بالبنوك الوطنية فإن الحل في زيادة هذه الفروع خاصة في ظل اتجاه البنوك الوطنية إلي البيع فمثلا بنك الاسكندرية له 190 فرعا وهو معروض للبيع وتري مها ان هذه هي نقطة البداية ومن المتوقع ان تباع بنوك وطنية أخري في الفترة المقبلة، واضافت ان البنوك الوطنية لا تؤثر علي البنوك الاجنبية بسبب اختلاف العملاء وعدد الفروع فالبنوك الوطنية لها فروع في كل المحافظات بعكس البنوك الأجنبية لذلك فان البنوك الأجنبية لا تتأثر بوجودها. وعن تأثير البنوك الأجنبية علي المصرية قالت انه لا يوجد أي تأثير فلا يوجد وجه للمقارنة بين النوعين فعدد الفروع الاجنبية قليل وكذلك عدد العملاء وعدد سنوات التواجد في مصر بالمقارنة بالبنوك الوطنية واذا كانت البنوك الاجنبية تتميز بار