يتزايد الاهتمام في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا من جانب المصرفيين ومديري الصناديق ومستشاري البيزنس والمحاسبين والمحامين بالإمكانيات الهائلة التي يتيحها السوق المالي الإسلامي. وكانت المنظمة الدولية للجان الأوراق المالية قد ذكرت في تقرير حديث لها إنه منذ منتصف العام الماضي شمل السوق المالي الإسلامي 265 بنكاً بأصول تزيد علي 262 مليار دولار واستثمارات تزيد علي 400 مليار دولار. وقال تقرير المنظمة إن الصرافة والتأمينات والأسواق المالية الإسلامية بالرغم من أنها مازالت تمثل جزءاً صغيراً من سوق الصرف العالمي ظلت تنمو بنسبة ما بين 10% و20% سنويا لمدة 10 سنوات وإنه خلال السنوات العشر القادمة سوف تتحول نصف مدخرات المسلمين البالغ عددهم 1.03 مليار شخص في العالم إلي البنوك الاسلامية. وفضلا عن ذلك فإن كبار المصرفيين والمحللين يرون أن تطور البنوك الإسلامية قد زاد كثيراً خلال الفترة الأخيرة حيث يتجه المزيد من المسلمين إلي إيداع أموالهم في الاستثمارات الإسلامية. ويقول ديفيد فيكاري المستشار المصرفي والخبير في المالية الإسلامية في كوالالمبور إن تطوراً حقيقياً كبيراً قد تم خلال الاثني عشر شهراً الماضية بحيث أصبحنا نري أن سوق المال الإسلامي أصبح تياراً رئيسياً في العالم بعد أن كنا نقول إنها رافد مهم، يري فيكاري أنه إذا استمر معدل النمو بهذا الشكل فإن 20% من الأصول في العالم ستتحول إلي المنتجات الملتزمة بالشريعة الإسلامية خلال 15 عاماً أو 20 عاماً. ويرجع المصرفيون والمحللون هذا النمو الكبير إلي عدد من العوامل منها الارتفاع التاريخي في أسعار البترول الذي جعل الشرق الأوسط "يغرق" في المال بالإضافة إلي الاختيارات الأوسع للمنتجات المالية المتاحة حالياً التي تلتزم بالشريعة والوعي الأكبر بالالتزام الديني بين المستثمرين المسلمين الأثرياء. ويقول نج نام سين المدير التنفيذي لإدارة تنمية المركز المالي للبنك المركزي في سنغافورة لقد وجدنا أن نسبة كبيرة من نمو الثروة الإسلامية تأتي من الشرق الأوسط من أموال البترول بالإضافة إلي الثروة في هذه المنطقة وتتوقع المزيد من النمو والطلب علي المالية الإسلامية كبديل للمالية التقليدية. ويري المراقبون أن الشريعة تتحكم في كل مظاهر حياة المسلمين بما في ذلك الشئون المالية وتحرم كل النشاطات التجارية بما في ذلك انتاج وبيع الخمور والسجائر والاستثمار في كازينوهات القمار والفنادق التي تباع فيها الخمور. ومن الأحكام الأساسية في المالية الإسلامية تحريم دفع فائدة علي القروض والودائع وتتجنب البنوك لذلك دفع فوائد وتقتسم الأرباح والخسائر مع المودعين كشريك في الأسهم. وتقول انترناشيونال هيرالدتريبيون إن نمو المنتجات المالية الجديدة ينتشر في العالم كله وأن البنوك العالمية الرئيسية ومنها سيتي جروب وHSBC وستاندارد تشارترد وBNP باريباس ودويتش بنك أصبح لديها كلها وحدات إسلامية، وأن ما بدأ في الستينيات كترتيب خاص للشرق الأوسط انطلق وانتشر حتي أصبح ظاهرة مصرفية عالمية وأصبح لجميع صناديق التحوط وغيرها ولكل منتج مالي عادي تقريباً مقابل إسلامي. ويقول مديرو العمليات المالية الإسلامية في دويتش بنك ومقرها لندن انهم سوف يبدأون خلال الأشهر الستة القادمة طرح حوالي 50 منتجاً مالياً جديداً بعد أن طوعوا ممارساتهم لتتلاءم مع مقتضيات الشريعة الإسلامية. كما قررت هيئة ديلوات للبيزنس والاستشارات المالية في نيويورك اقتحام هذا المجال من البيزنس عالمياً منذ فبراير وهي تنوي تقديم كل شيء من المشورة في إعداد الصفقات الملتزمة بالشريعة إلي المحاسبات الملتزمة بالشريعة أيضاً.