للرئاسة البسطويسي: «اخترنا القري والأحياء الشعبية لأننا فقراء ندافع عن فقراء وكادحين» 48 ساعة شاقة بدأت من أمام مقر التجمع الرئيسي في ميدان طلعت حرب بوسط القاهرة عبر الطريق الزراعي الذي أصبح ضيقا للغاية ومليئا بالمطبات الصناعية والطبيعية، والازدحام الهائل للسيارات من كل الأنواع تتسابق بوحشية وبلا أدني قواعد للمرور وللأمان، وصولا إلي المحطة الأولي في «برج المنوفية» الشهير حيث تقابل فريق الحملة الانتخابية القادم من القاهرة مع بعض قيادات الحزب في المنوفية، وترحيب كبير بالمستشار هشام البسطاويسي. بعد ساعة تقريبا من النضال في شوارع المنوفية التي اختفت من علي جوانبها الأراضي الزراعية بفعل البناء عليها بالطوب الأحمر، وصلنا إلي قرية «الماي» إذ أعد عضو الحزب في «الماي» محمد الصعيدي وجبة فطير مشلتت فاخرة مدعمة بالجبن والمش والعسل، وهو ما هدد بقية اليوم الملئ باللقاءات وبمؤتمر انتخابي، ولكن اللقاءات بدأت بسرعة في ممر كبير أسفل المنزل اصطفت علي جانبيه عشرات المقاعد حيث تجمع عدد كبير من أبناء القرية وكبار رجالات في حوار مع المستشار البسطويسي وأعضاء الحزب حول الأوضاع الراهنة والسباق الرئاسي. في مطرانية المنوفية من قرية «الماي» توجهنا في قافلة ضمت عددا كبيرا من السيارات إلي مدينة شبين الكوم عاصمة المنوفية، وصوت أحمد رجب وهشام شرابي في سيارة الإذاعة لا يتوقف بالشعارات الحماسية، إلي أن توقفنا أمام مطرانية الكنيسة الأرثوذكسية حيث استقبلتنا قيادات الكنيسة «الأنبا بولا» وعدد من القيادات الكنسية في المجالات المدنية الثقافية والسياسية، ودار حوار مهم إلي أن وصل نيافة الأنبا بنيامين أسقف كنائس المنوفية والغربية ووادي النطرون، ودار حوار لأكثر من ساعة تركز حول الأحوال «الطائفية» ومخاوف توظيف الدين في السياسة وخداع الجماهير، وسط تأكيدات الأنبا بنيامين علي ضرورة الحفاظ علي الجسد الوطني للمصريين الذين عاشوا آلاف السنين معا بلا مشاكل تذكر، إلي أن تصاعدت الدعايات الدينية التي تهدد بتقسيم المواطنين أبناء الوطن الواحد. المستشار البسطاويسي أكد أهمية إصدار قانون يعاقب كل من يقوم بأي ممارسات تمييز ديني أو طائفي، مشيرا إلي مخطط لتقسيم مصر إلي 4 أجزاء وداعيا إلي اليقظة في مواجهة تلك المخططات وفيما اعتبر الأنبا بنيامين أن زيارة البسطويسي للمطرانية «تاريخية» مؤكدا أهمية حماية الوطن والمواطنين دون أي تمييز، مشيدا بحزب التجمع وقياداته في المحافظة التي تعمل دائما علي التواصل مع الجميع في كل المناسبات لتحقيق تلك الأهداف، أكد البسطويسي وأعضاء التجمع علي عدم اليأس وعلي ضرورة خروج الجميع للمشاركة في الانتخابات وعدم الركون للسلبية، فيما يحشد الآخرون قواهم، وبوداع عاطفي من قيادات الكنيسة بدأت رحلة العودة إلي «الماي» استعدادا للمؤتمر السياسي الكبير. في جرن ضخم أقيم سرادق كبير، امتلأ بالحضور من أبناء القرية للاستماع إلي المستشار البسطاويسي أول مرشح للرئاسة يزور القرية والمحافظة كلها. علي المنصة جلس محمد الصعيدي وهيثم شرابي وأحمد نصار وتحدثوا جميعا عن أسباب ترشيح التجمع للبسطويسي، وإلي شرح أحوال الفلاحين عن القرية والقري المجاورة وإلي استمرار تجاهل الحكومات المتتالية لهم. الأمين العام للتجمع سيد عبدالعال وقد غلبته الحماسة والحشود الجماهيرية والاستقبال الهائل فألقي كلمة مشتعلة قال فيها «إن التجمع حزب الفقراء العمال والفلاحين والموظفين والطلبة، حزب الأغلبية الشعبية المناضلة اختار أن يعقد مؤتمراته في الأماكن الجماهيرية الحقيقية، فكانت اللقاءات السابقة في عشوائيات دار السلام ومصر القديمة وبولاق وامبابة والوراق، واليوم في قرية «الماي» إحدي قري المنوفية المكافحة حتي يحدث التواصل الحقيقي بين مرشح التجمع للرئاسة والجماهير ولكي يحدث حوار بين الجانبين لإثراء الحملة. البسطويسي استكمل الأجواء الحماسية بخطاب حماسي هو الآخر قائلا: اخترنا بالفعل كما قال زميلي سيد عبدالعال أن نخاطب الجماهير الكبيرة صاحبة أكبر مشاكل في كل المجالات لنقول لهم تكلموا أكثر وليرتفع صوتكم بعد الثورة لتدافعوا عن مصالحكم ونحن معكم، مصالحكم وحقوقكم في حياة كريمة، مياه نظيفة للبيوت، علاج حقيقي وإعادة للوحدات الصحية بإمكانيات متطورة، طرق تحفظ حياة الملايين من أبناء القري ووسائل مواصلات آدمية.. أجور عادلة تلائم ارتفاع الأسعار.. وأضاف «أن كل المرشحين يقدمون نفس الوعود ولكننا الأقرب إلي الحقيقة لأننا ننتمي إلي حزب الجماهير الكادحة وتاريخها كله يشهد علي ذلك، فنحن لم نوظف متاعب الجماهير من أجل الحصول علي أصواتهم، وإنما للدفاع عن حقوقهم عكس الذين يوظفون الدين لخداع الناس». ولمدة ساعة أخري امتد حوار مع عدد من أبناء القرية حول مختلف القضايا تحدثوا بجرأة عن أحوالهم وعن أحوال البلد والموقف من الإخوان والتيار الإسلامي، وأكد البسطويسي أنه مع التوافق مع مرشحي الثورة الآخرين وهو الآن توافق سياسي بعد أن فشلت جهود التوافق الانتخابي وأكد أنه سيعمل مع فريق رئاسي يضم أربعة نواب من التيارات الأربعة الأساسية «الإسلامية، الليبرالية، اليسارية، القومية» والتي تكون القرارات بالتشاور وبالأغلبية بينهم حتي يتم وضع نهاية لحكم الفرد.