استعار عنوان هذا المقال فقرة من أغنية جميلة للفنان الراحل محمد قنديل، للرد علي كل الذين يريدون تدمير زراعة القصب في مصر تحت دعاوي وتبريرات مختلفة. وآخر محاولات إهدار هذه الزراعة الرئيسية في مصر، هي تراجع الهيئات الحكومية المسئولة في شهر ديسمبر 2011 - أي بعد ثورة 25 يناير الباسلة - عن وعودها برفع سعر القنطار إلي 500 جنيه - وفقا للزيادة الكبيرة في تكاليف الزراعة - وتحديدها لسعر 325 جنيها فقط، «ومن يريد التوريد بهذا السعر أهلا به ومن يرفض فنحن نستعد لشراء كميات كبيرة من السكر من الخارج» وفقا لتصريح أحد السادة المسئولين لجريدة «الأهالي» في 12/12/2011!! كنا نتفهم - ونقاوم - هذه السياسة في ظل حكم التبعية والفساد المخلوع الذي وصل فيه الأمر أن يطالب السيد مدير العمليات الزراعية بالبنك الدولي في أكتوبر 1994 بضرورة تخفيض المساحات المنزرعة بالقصب وفقا - كما صرح وفضح - لاتفاق وزارة الزراعة «المصرية»! مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية «إيفاد». .. ولكن كيف يمكن أن نتفهم أن يتم ذلك «التطفيش» للفلاحين من زراعة القصب اليوم وبعد الثورة؟ القصب يا سادة ليس فقط الذي يتيح إنتاج أكثر من 65% من حجم احتياجاتنا الاستهلاكية من السكر، ولكنه أيضا: هو المحصول الرئيسي في محافظات أسوان والأقصر وقنا وسوهاج والمنيا حيث تبلغ المساحة المنزرعة به ما بين 350 - 400 ألف فدان هي مصدر عمل ورزق وحياة أكثر من مليون فلاح. تقوم علي زراعته صناعة السكر المصرية التاريخية العملاقة، منها ثمانية مصانع عامة كبري تبلغ أصولها الثابتة أكثر من 6 مليارات جنيه واستثماراتها السنوية حوالي 5.3 مليار جنيه. ترتبط بصناعة السكر من القصب وتقوم عليها العديد من الصناعات المهمة التي تنتج سلعا ضرورية للمستهلك مثل الكيماويات - الكحول - المعدات الخشبية - الورق - الخل - العسل الأسود - خميرة الخبز - العطور - المولاس - العلف - الوقود.. إلخ. توفر صناعة السكر من القصب والصناعات الأخري القائمة عليها أكثر من نصف مليون فرصة عمل دائمة للعمال والمهندسين والفنيين والإداريين - بخلاف العمالة الموسمية - يشكلون مع أسرهم حوالي 5.2 مليون مواطن مصري. .. هذه هي زراعة القصب التي تحاولون - تحت دعاوي متهافتة - تدميرها.