علمت اليوم بعد عودتي من الخارج أن مجلة «أدب ونقد» توقفت عن الصدور لعجز مالي. وهذا أمر اعتقد أنه يجب أن لا يسمح به كل كتاب وأدباء وفناني مصر. فتوقف مجلة مستنيرة هو ردة إلي الوراء. وأندهش من هذا الخبر بخاصة الآن ومصر تمر بثورة شعبية تهدف إلي تقدمها وليس إلي مزيد من التخلف. لذلك أري أنه يجب أن يدعم كل من يريدون تقدم مصر عودة هذه المجلة للصدور وممارسة دورها التنويري الذي تابعته منذ صدور أول عدد من هذه المجلة. ويجب أن تبدأ علي الفور حملة تبرعات شعبية لدعم المجلة ماديا. وأن يخصص حزب التجمع حسابا مصرفيا لتلقي هذا الدعم. وعلينا جميعا المشاركة فيه مهما كانت قيمة كل مشاركة.. لذلك أنتظر أن تعلن جريدة «الأهالي» التي أتابع قراءتها أيضا منذ صدور عددها الأول عن رقم هذا الحساب ومكانه. وأعلن بداية عن تبرعي الشخصي المتواضع بمبلغ خمسمائة جنيه شهريا لمدة ثلاثة شهور. وأن يستمر الإعلان عن التبرع بكل الوسائل الممكنة حتي نضمن إعادة صدور المجلة.. ولكم ولجميع الزميلات والزملاء من العاملين في المجلة محبتي وتقدير. سمير غريب هذه هي الرسالة التي وصلتنا من الصديق العزيز والزميل القديم سمير غريب، مدير الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، والكاتب والمؤرخ التشكيلي المعروف، والتي يساند فيها مجلة «أدب ونقد» في أزمتها المالية الراهنة التي تهددها بالتوقف عن الصدور الشهري، ويعلن فيها عن تبرعه الذي يصفه - تواضعا منه- بأنه رمزي، وقد نفذنا اقتراحه - واقتراح الكثيرين- بفتح حساب للتبرعات باسم «أدب ونقد». و«أدب ونقد» تشكر لسمير غريب مبادرته المحبة الكريمة، وهي المبادرة التي تجسد شخصية سمير غريب ودوره الداعم للثقافة الجادة دائما، فهكذا كان يفعل حينما كان مسئولا عن صندوق التنمية الثقافية قبل سنوات قليلة.. ونحن في «أدب ونقد» نتعشم أن يحذو حذو سمير غريب المثقفون القادرون والمحبون لاستمرار مجلة ثقافية جادة في الصدور الشهري. وننتهز هذه المناسبة لكي نشكر كذلك المثقفين الذين كتبوا في صحفهم متضامنين مع «أدب ونقد» داعين إلي إقالتها من عثرتها المالية، ونخص بالامتنان كلا من الكاتب المستنير د. خالد منتصر، والناقد السينمائي الكبير سمير فريد، والشاعرة المميزة غادة نبيل، ونقيب الصحفيين الأسبق جلال عارف، والكاتبة الناقدة عبلة الرويني وغيرهم. كما نحيي مبادرة هيئة قصور الثقافة، ورئيسها الشاعر سعد عبد الرحمن، الذي سارع بإصدار قرار بشراء 300 نسخة من «أدب ونقد» شهريا، وهي مبادرة متوقعة من شاعر يدير الهيئة ويعاونه في العمل شعراء وأدباء شباب مبدعون مثل محمد أبو المجد وغيره.. بمثل هذه المبادرات والصيحات المتضامنة والاستجابات التي نتوقعها من محبي «أدب ونقد» ومحبي الثقافة الجادة، نثق أننا سنقوم من العثرة. لنواصل أداء دورنا شهريا، بل وتحسين هذا الأداء في المرحلة القادمة. حلمي سالم