بدأت في بنوم بنه محاكمة تاريخية لنظام الخمير الحمر الذي خلّف مليوني قتيل، لكن غياب واحدة من المتهمين الاربعة بعد اعلان اصابتها بالجنون في آخر لحظة، يساهم في تقليص آمال الضحايا في معرفة الحقيقة. وبعد اكثر من ثلاثين عاما علي الوقائع يمثل المنظر الايديولوجي في نظام الخمير الحمر نون تشيا ووزير الخارجية يانغ ساري، ورئيس "كمبوديا الديمقراطية" خيو سمفان امام محكمة في بنوم بنه تشرف عليها الاممالمتحدة، لمسئوليتهم عن الفظاعات المرتكبة باسم نظرية ماركسية مجنونة. وقد قتل مليونا شخص منهكين بالمجاعة والمرض او التعذيب والاعدامات بين 1975 و1979. ولن تحضر وزيرة الشئون الاجتماعية سابقا يانغ ثيريث، المصابة بالجنون، واعلن القضاة انه لا يمكن محاكمتها. كما امر القضاة ايضا باطلاق سراحها، الامر الذي طعن فيه المدعون فورا . وعلي رغم غياب "السيدة الاولي" للخمير الحمر، يعتبر افتتاح محاكمة طال ارتقابها لأكبر مسئولي نظام بول بوت الذي توفي عام 1998 من دون اي مضايقة، لحظة تاريخية في بلاد تأمل في التوصل اخيرا الي طي صفحة قاتمة في تاريخها. وسيحضر مئات الكومبوديين الجلسات التي سينقلها التليفزيون. وقال شوم ميي (80 سنة) احد الناجين من تلك الفترة: "نريد احقاق العدالة"، مضيفا ان "الضحايا تريد ان يبوح المتهمون بالحقيقة، للتاريخ". لكن توقعاتهم قد تخيب حيث ان المتهمين الثلاثة الذين تناهز اعمارهم الثمانين، والملاحقين بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة، يرفضون التهم الموجهة اليهم.