في بيان شديد اللهجة، حذرت حركة (نحن هنا) الأدبية مرشحي مجلسي الشعب والشوري، وكل من يقف في صفوف الادب والفن والثقافة بأنواعها من أصحاب الأقلام الشريفة، باتخاذ موقف العداء المباشر إن لم يتقدم المرشح لناخبيه ببرامج منطقية يبين فيها رؤيته، وما يمكن أن يقدمه لمستقبل "الثقافة" في مصر في (مجالات الآداب والفنون والعلوم)، وستتخذ الحركة ذات الموقف إن لم يسع المرشحون إلي الالتقاء بالمثقفين، غير المعزولين عن الشعب، في مواقعهم علي تعدد مستوياتها من النجع والقرية حتي العاصمة، ومن أدني رابطة أو جمعية أو نادٍ حتي اتحاد كتاب مصر كان قد دعا عبد المنعم الشحات المتحدث باسم الدعوة السلفية بالإسكندرية إلي تغطية وجوه "التماثيل الفرعونية" بالشمع مشيرا لأنها تشبه الأصنام التي كانت موجودة بمكة في العصر القديم. وفي يوم جمعة "قندهار" 29 يوليو، رفض شباب التيارات الإسلامية الاغاني بميدان التحرير لانها حرام علي حد وصفهم للأغاني. وعن التصوير فوجئ فريق عمل المسلسل الدرامي باب النهار، أثناء تحضيرهم لتصوير بعض المشاهد داخل مستشفي أكتوبر العام بنائب مدير المستشفي بمنعهم من التصوير بدعوي أن تصوير الأعمال الدرامية "حرام شرعا" وفشلوا في إقناعه بتصوير المشاهد!. مما يعني ان هذا الحدث ما هو إلا مقدمة وبداية لما يخطط له أصحاب التيارات السلفية تجاه كل ما له علاقه بالثقافة والفنون في هذا الوطن.. وكيف ل"مصر" قلعة الفنون في العالم بداية من النحت والتصوير والتمثيل والرسم والعلوم تصل لهذه الدرجة من الانحطاط والتحريم للفنون الجميلة كما تعلمناها، وكيف لاجهزة الرقابة الفنية والثقافية الصمود امام تصريحات ذوي التيارات المتطرفة البعيدة كل البعد عن الثقافة المصرية الراقية؟ اذن كيف لحركة "نحن هنا" الادبية التصدي لهذا التيار والفكر المتطرف؟ استراتيجية ثقافية وحول بداية ونشأت حركة نحن هنا، يتحدث الاديب قاسم مسعد عليوة مقرر عام الحركة قائلا: ان الحركة نشأت حينما استشعر المثقفون ان هم من اشعلوا فتيل الثورة عن طريق الادباء الذين عملوا علي رصد عوامل تُرهص بقيام الثورة ومن ثم المشاركة الفعلية بالثورة، وتضم الحركة ادباء ومبدعين ونُقاد، وتم اول تدشين للحركة بالاسماعيلية ثم الاسكندرية ومؤخرا بالدقهلية. واضاف عليوة انه باستثناء تغيير بعض الشخصيات بمواقع قيادية بوزارة الثقافة، لكن شباب المبدعين والنقاد مازالوا مهمشين وبعيدين عن مركز اتخاذ وصناعة القرار الثقافي. وسميت ب"حركة" لإضفاء نوع من المرونة في التعامل بين الاعضاء بشكل منظم. خاصة ان الحركة شعبية ليست سلطوية تحارب الفساد والتعصب، بالاضافة لاستقلالية الادباء في حرية الانضمام للحركات والمؤسسات للانشطة الثقافية بشرط الحفاظ علي استقلاله داخل هذه المؤسسات ومقاومة احتوائه من بعض التيارات ليصبح لقمة سائغة لبعض التيارات المجتمعية او الحزبية او الاهلية. واكد عليوة ان الحركة ضاغطة علي السلطة السياسية باعتبار ان الثقافة جزء من التشكيل المجتمعي مثل السياسة والاقتصاد.. ومن ثم لابد وضع استراتيجية ثقافية سليمة يشارك فيها الادباء والمثقفون والفنانون. موقف المرشحين والثقافة وحول مدي اهتمام اعضاء البرلمان علي مدار العقود الماضية ب"الثقافة"، قال مقرر عام حركة "نحن هنا" ان الثقافة لم تكن لها اهتمامات او ممارسات، علي الرغم من ان هذه الكيانات السياسية والحزبية لابد ان تكون للثقافة اولوية واهمية علي برامجهم. وشدد عليوة علي ان دور الحركة لمواجهة التيارات التي تدعو لتحريم الفن والثقافة وغيرها من ألوان الفنون والعلوم فعلينا أن نسأل هؤلاء المرشحين أين الثقافة من دعواتكم الانتخابية وبرامجكم بالمجلس القادم؟ خاصة وجميع المرشحين وضعوا علي اولوياتهم قضايا البطالة والعلاوة والخدمات.. الا انهم ينسون ان كل تلك الموضوعات مرتبطة اولا بالاحتكام الثقافي بالاساس. ومن هنا حذر قاسم عليوة المرشحين بمجلسي الشعب والشوري لان المثقفين سيقفون لهم بالمرصاد لمتابعة برامجهم وحركاتهم ووضع الثقافة في برامجهم الانتخابية حتي يتم الاحتكام بين مرشح وآخر. آليات الحركة وحول العمل علي التنسيق بين المرشحين والحركة لوضع الثقافة ضمن اولويات برامجهم، قال قاسم عليوة ان آليات الحركة في ذلك منها ما هو عن طريق بيانات ودراسات حول تحركات المرشحين، حيث تعتمد الحركة علي طاقات الشباب والعمل بدون مركزية في التخطيط لمراقبة تحرك المرشحين. وطالب قاسم عليوة التشكيليين والموسيقيين وجميع المثقفين كلا في مجاله النوعي بعمل حركات مماثلة ومن ثم توحيد هذه الحركات. وقال الشاعر محمود الشامي منسق عام للحركة، انه ليس بين الحركة ووزارة الثقافة اي نوع من التنسيق في اي اطر لذلك لابد من التواصل مع كل مؤسسات الدولة باعتبارها اجهزة معنية بالابداع والمبدعين لانهم جزء من هذا النسيج المصري بكل تكويناته وليسوا في معزل عن الجهاز الرسمي لمصر بل هناك مناقشات ومحاورات ولو استدعي الامر سنتصدي لاي ممارسات غير مسئولة ولدينا وسائلنا في ملاحقة كل محاولة لتدني الذوق العام او تنحية الفكر او تهميش المبدعين لكن لكل حادث حديث. لان تجاهل المرشحين للثقافة هو تكريس ومواصلة للشكل التقليدي القديم وكاننا امام نفس سيناريوهات الخطاب الإنشائي الكلاسيكي الذي لا يتناسب والحالة الثورية المصرية. الاهداف وعن الاهداف الاساسية للحركة اشار منسق عام للحركة، اولا الاتصال الأدبي مع الجمهور العام بالخروج إليه في أماكن تجمعه، ومناهضة تيارات التسطيح والتجهيل والجمود والتعصب والردة داخل الساحة الأدبية المصرية، مقاومة الفساد الذي استشري في الحقل الأدبي وملاحقة المفسدين بكل الطرق المشروعة، ومقاومة هذه المحاولات أياً كانت أساليبها ومستوياتها ومصادرها، مع فتح آفاق إبداعية ونقدية جديدة تنطلق من واقع الثورة المتحرر، والارتقاء بالأوضاع الصحية والاجتماعية للأدباء، وتفعيل صندوق الرعاية التابع لوزارة الثقافة المنشأ بالقانون رقم 126 لسنة 1964. بما يكفل المحافظة علي كرامة الأدباء، والتفاعل مع الحالة السياسية وما يقتضيه من اصدار بيانات تحدث عن تصور الادباء فيما يتعلق بالواقع العام. دور أجهزة الدولة وحول موقف الحركة من التيارات التي ظهرت في اعقاب الثورة، ونادت بتحريم الفنون، بالاضافة لافكارها المتطرفة تجاه جميع اشكال الفن الاخري خاصة ان هذه التيارات من المتوقع سيطرتها علي نسبة من مقاعد البرلمان القادم، قال محمود الشامي: ان نتيجة البرلمان سيحكمها الصندوق في النهاية وان الحالة في مصر تحكمها ثقافة المواطن المصري العادي ومرجعيته الشرقية خاصة انه قابل للتعامل مع كل الانماط المختلفة من خطابات، خاصة انه تم اتهام المصريين في السابق بانهم يتعاطون مع كل الفنون الهابطة، الا ان الحقيقة العكس. واضاف الشامي ان المتهم هنا ليس المواطن وانما "المُوجه" اي المعنيين من المثقفين والاعلاميين، وطالب الشامي بضرورة إيجاد دور للجهاز الرسمي للدولة من وزارة الثقافة والاعلام ووزارة الشباب والفنانين وكل المعنيين بالثقافة في مصر للقيام بالعملية التثقيفية والتعاطي بمرونة مع الجماهير بكل النواحي، لانه لايصح فصيل بعينه ان يقود الاتجاه الثقافي وحده وطبقا لمعتقداته فهو غير مسموح به اطلاقاً. واذا تخاذلنا نحن سنجد موقفا مختلفا تماما من المواطن نفسه.