ملاحظات علي القوائم المفترض أن يدور النقاش بين الأحزاب المتحالفة في الانتخابات البرلمانية القادمة حول مدي قوة ونفوذ وتأثير وشعبية كل مرشح يتقدم به حزب من الأحزاب. ولكن.. حدث في حالات عديدة.. أننا شهدنا جدلا وتشاحنا بين أحزاب متحالفة حول عمليات ترتيب القوائم دون أن يكون المعيار- الذي سبق ذكره- حاضرا أو ماثلا في الأذهان. والمفترض أيضا أن يرحب أي حزب متحالف مع أحزاب أخري إذا وجد مرشحا قادرا علي كسب ثقة الناخبين والفوز حتي لو كان ينتمي الي حزب آخر في إطار هذا التحالف أو لم يستعرض مزاياه من قبيل التواضع. ولكن.. ذلك لم يحدث في حالات كثيرة. والنتيجة انه لوحظ أن علي رأس بعض القوائم شخصيات ليس لها تاريخ سياسي وليست لها شعبية تذكر. وكان الدافع علي الصراع علي موقع رأس القائمة هو مجرد أن من يريد ترشيح نفسه ينتمي إلي حزب يتمتع بمركز مالي قوي. هنا تغيب الاعتبارات السياسية تماما، ويتحول الأمر إلي سباق علي اقتناص المراكز المتقدمة في أكبر عدد من القوائم، بصرف النظر عن قدرة المرشح علي إقناع غالبية الناخبين ببرنامج التحالف السياسي الذي ينتمي إليه. وهذا هو السبب في حدوث خلافات بين عدة أحزاب تستعد للمعركة الانتخابية. وفي أسوأ الحالات، تم إبعاد شخصيات لها وزنها السياسي والانتخابي عن قوائم المرشحين، لأنهم لم يجدوا من يخوض معركة لوضع اسمائهم سواء في رأس القوائم أو في قاعها. وكل ذلك دليل علي أن البعض لم يدرك مغزي وقيمة النظام الانتخابي القائم علي أساس القائمة النسبية، وتصور البعض أن أي مرشح يهبط علي ناخبيه من المجهول قادر علي الفوز مادام علي رأس القائمة! ووسط ذلك كله تمت تنحية قضايا حيوية لم تلتفت إليها بعض القوي السياسية: سقف الانفاق المالي في الانتخابات، الذي أصبح بعيدا عن متناول الكثيرين (حكاية نصف مليون جنيه لهذا السقف!) - تجريم الرشاوي الانتخابية والبلطجة والشعارات الدينية والتحريض الطائفي واستغلال دور العبادة للدعاية الانتخابية.. والتعريف الدقيق للعامل والفلاح ، إلخ ودعونا نراقب ما يجري، لأن الفصول لم تكتمل بعد.