توهم البعض- جهلا أو تجاهلا- أن الفلاحين المصريين لا تشغلهم قضية «تصحيح المسار» وأنهم غير معنيين إلا بأوضاعهم الذاتية المعيشية، ونسي - أو تناسي- هذا البعض، أن فلاحي مصر- علي مر التاريخ - كانوا دائما- رغم ظروفهم الحياتية والإنتاجية المتدنية - هم إحدي القوي الرئيسية ، ليس فقط لثورات مصر ولكن أيضا في تصحيح المسار لكل منها. - ألم يكونوا هم القوة الأساسية لمحاولة تصحيح المسار للثورة العرابية التي هزمت بفعل خيانة بعض كبارالملاك الزراعيين، بحمايتهم لشاعر الثورة وخطيبها ولسانها «عبد الله النديم» وتوفير إمكانات تواصل نضاله الثوري، وقدموا- في سبيل ذلك- العديد من الشهداء كالفلاح الغرباوي «يوسف أبو ريا» الذي هتف وهو تحت حبل مشنقة المحتلين بحياة الثورة والشعب والوطن؟ - ألم يكونوا - أثناء ثورة 1919- هم أبطال التصاعد بالفعل الثوري من المظاهرات والاضرابات إلي قطع خطوط السكك الحديدية في كل أنحاء مصر، بل إقامة «جمهوريات» مستقلة كما حدث- بالتعاون مع ابنائهم المثقفين- في زفتي وبعض المواقع في الدلتا والصعيد ، مقدمين- في سبيل تعميق الثورة وانتصارها- آلاف الشهداء؟ - ألم يكونوا هم أول من ناضل لحماية مستهدفات ثورة 23 يوليو من محاولات إهدار القوي الرجعية لها، مضحين- من أجل ذلك- بأرواح ودماء شهدائهم الأبطال كصلاح حسين والدسوقي أحمد علي وعبد الحميد عنتر؟ - ألم يتواصل نضالهم وتضحياتهم- منذ سبعينيات القرن العشرين- في مواجهة نظام التبعية والفساد، حماية لكل قيم «الثورة المصرية»- منذ بدء التاريخ- ومكتسباتها.. انسانا وأرضا ونيلا؟ .. وسيستمر دور فلاحي مصر- مع باقي قواها الوطنية- في حماية وتصحيح مسار ثورة 25 يناير النبيلة وتخليد بطولات شهدائها ومناضليها.