وزير التعليم: المراجعات النهائية المجانية تستهدف التخفيف عن كاهل أولياء الأمور    الأوقاف: افتتاح 12 ألف مسجد في عهد السيسي بتكلفة 18 مليار جنيه    الأوقاف توزع 56 طن سلع غذائية من صكوك الإطعام في 11 محافظة    مصر تشهد ارتفاعا ملحوظا فى أعداد السيارات الكهربائية    البرلمان العراقي يتجه لجولة ثالثة من التصويت على انتخاب رئيسه    الأمم المتحدة: 800 ألف فلسطيني أجبروا على النزوح من رفح جنوب غزة    رسالة قوية من الترجي لجماهيره قبل مواجهة الأهلي    توخيل يختمها ب خسارة مع بايرن ميونيخ ... ليلة وداع ماركو رويس.. بوروسيا دورتموند يستعد ل ريال مدريد برباعية أمام دارمشتات ... نجم منتخب مصر يسجل فى تعادل فرانكفورت مع لايبزيج    تجديد حبس الأب المتهم بقتل ابنته وتقطيعها لأشلاء في الجيزة    مصرع شاب وإصابة آخر في حادث مروري بالفيوم    السكك الحديد تعلن تشغيل قطارات إضافية بمناسبة عيد الأضحى المبارك    جامعة دمنهور تحتفل باليوم العالمي للمتاحف    فصائل فلسطينية تعلن استدراج قوة للاحتلال.. وقتل 5 جنود وإصابة آخرين    أعراض الذبحة الصدرية عند الرجال والنساء، وما هي طرق علاجها؟    لافروف: روسيا منفتحة على الحوار مع الغرب بشأن الاستقرار الاستراتيجي    19 صورة لاكتشاف نهر بجوار الهرم الأكبر.. كيف بنى المصريون القدماء حضارتهم    عزة مصطفى: عادل إمام شخصية وطنية.. وكل الشرائح العمرية تحب أعماله    الوالدان يستحقان معاملة خاصة.. الأزهر يناقش حقوق كبار السن بملتقى المرأة الأسبوعي    متحدث فتح: نتنياهو لا يريد حلا.. وكل من يقف جانب الاحتلال سيلوث يده بدماء الأبرياء    «الصحة» توجه نصائح هامة لمرضى الجيوب الأنفية للحماية من التقلبات الجوية    «معلومات الوزراء» يعلن أجندة وبرنامج عمل مؤتمره العلمي السنوي بالتعاون مع جامعة القاهرة    حصاد تريزيجيه مع طرابزون قبل مواجهة إسطنبول باشاك شهير فى الدوري التركي    مذكرة قواعد اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي 2024.. لا يخرج عنها الامتحان    المعارضة الإسرائيلية: على جانتس الاستقالة اليوم    وزير التعليم: لدينا 46 ألفًا و994 طفلًا من ذوي الهمم.. و159 ألفًا و825 بمدارس الدمج    بالخطوات.. طريقة الحصول على نتيجة الشهادة الابتدائية 2024    خالد المولهي: جميع الفرق الإفريقية تخشى الأهلي داخل أو خارج أرضه (خاص)    برج الثور.. حظك اليوم السبت 18 مايو: عبر عن أفكارك    كوكا يقود تشكيل ألانيا أمام سامسون سبور في الدوري التركي    رسميًا.. إشبيلية يعلن رحيل مدربه بنهاية الموسم    أخبار مصر.. غدا طقس شديد الحرارة ورياح والعظمى بالقاهرة 38 درجة    العلاج على نفقة الدولة.. صحة دمياط تقدم الدعم الطبي ل 1797 مواطن    معلومات عن متحور كورونا الجديد FLiRT .. انتشر أواخر الربيع فما أعراضه؟    هل مواقيت الحج والعمرة ثابتة بالنص أم بالاجتهاد؟ فتوى البحوث الإسلامية تجيب    حزب الله يعلن استهداف تجمعا لجنود الاحتلال بثكنة راميم    «التمريض» تطلب من وزير المالية إعادة النظر في الدعم المقدم للفرق التمريضية    حبس المتهم بسرقة مبالغ مالية من داخل مسكن في الشيخ زايد    حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. علي جمعة يوضح    مصرع طفلة دهستها سيارة "لودر" في المرج    عاشور: دعم مستمر من القيادة السياسية لبنك المعرفة المصري    مسؤولو التطوير المؤسسي بهيئة المجتمعات العمرانية يزورون مدينة العلمين الجديدة    8 تعليمات مهمة من «النقل» لقائدي القطارات على خطوط السكة الحديد    مصر تنافس على لقب بطولة CIB العالم للإسكواش ب3 لاعبين في المباراة النهائية    السفيرة سها جندي تترأس أول اجتماعات اللجنة العليا للهجرة    محافظة القاهرة تنظم رحلة ل120 من ذوي القدرات الخاصة والطلبة المتفوقين لزيارة المناطق السياحية    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر    «الصحة»: وضع خطط عادلة لتوزيع المُكلفين الجدد من الهيئات التمريضية    انطلاق امتحانات نهاية العام 2024 ب«أعمال الإسكندرية».. وعميد الكلية يتفقد اللجان (صور)    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    محافظ المنيا: استقبال القمح مستمر.. وتوريد 238 ألف طن ل"التموين"    موناكو ينافس عملاق تركيا لضم عبدالمنعم من الأهلي    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    وُصف بالأسطورة.. كيف تفاعل لاعبو أرسنال مع إعلان رحيل النني؟    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    الفصائل الفلسطينية تعلن قتل 15 جنديا إسرائيليا فى حى التنور برفح جنوبى غزة    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    بالفستان الأحمر.. هانا الزاهد وعبير صبري في زفاف ريم سامي | فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شاهندة مقلد أيقونة الكفاح ضد الإقطاع:
سنحتفل بعيد الفلاح غداً مع الثوار في ميدان التحرير
نشر في الأخبار يوم 07 - 09 - 2011

تستقبلك هذه السيدة السبعينية ببهجة طفل، وتموج عيناها بالدموع عند حديث الذكريات والأحباب الراحلين والشهداء. توقف حوارنا اكثر من مرة حتي تتمالك نفسها، وعندما وصفتها هي وبعض اليساريين بالرومانسية السياسية غضبت وقالت: وما الثورة؟ انها حلم كبير.
مؤخرا وبعد نضال طويل ضد الإقطاع منذ ماقبل ثورة 1952? وفي الحركة اليسارية المصرية ، نجحت في إشهار اول اتحاد عام للفلاحين المصريين كان لثورة يناير الفضل فيه. مابين ثورتين عايشت ارهاصاتهما ونتائجهما دخلت السجن والمعتقل اكثر من مرة، دار بيننا هذا الحوار الشامل الذي ركزنا فيه علي نشاطها الفلاحي بمناسبة إشهار اتحاد الفلاحين واقتراب عيد الفلاح،ولم يكن ممكنا ان يمر الحديث دون تذكر معركة كمشيش أوخصومتها مع السادات ولا قضية العمر الخاصة بتأسيس أول تنظيم يوحد صفوف الفلاحين ، ولم يكن ممكنا تجاهل رأيها فيما جرت به الأيام بثورة يناير، واستبيان علاقتها بالنظام المصري بعد الثورة لنكتشف ان هذه المعارضة الشرسة لن تتغير حتي لو تبدلت كل الحكومات المصرية .
اولا اهنئك علي نجاحك في تحقيق حلم عمرك بإشهار الاتحاد العام للفلاحين، لكني لاحظت وجود اكثر من كيان يضم الفلاحين ويتحدث باسمهم فهل هو تضارب في المصالح او في مطالب الفلاحين؟
معركة إنشاء اتحاد للفلاحين معركة طويلة وقائمة منذ عام 1983. ومنذ قيام الثورة اصبح كل واحد يعمل علي انشاء اتحاد للفلاحين خاص به. قلت حسنا ولم اعترض لأني لا احب ان يحدث انقسام في حركة الفلاحين. مصالح الفلاحين واحدة ولايوجد بينها اي تعارض لكن الصراع فيما يبدو يقوم علي المكانة او المركز ونحن لسنا طرفا في هذا الصراع لأننا في النهاية سنجري جمعية عمومية وانتخابات وسيختار الفلاحون من يمثلهم. الي ان يحدث هذا كل ماهو قائم الآن مؤقت.
لكن هناك نقابات متعددة للفلاحين هل لديك تحفظ معين علي وجودها؟
ليس تحفظا لكن هذا الاتحاد قائم ومعترف به منذ عام 1983 وحين دخل السادات في عملية كامب ديفيد قاطع العرب النظام المصري، واعترفوا فقط باتحاد الفلاحين المصريين ليكون ممثلا لمصر لديهم. الملاحظة المهمة ان هذا الاتحاد هو الاتحاد الشعبي الوحيد في كل الاتحادات العربية التابعة لحكوماتها، وكنا الاتحاد الوحيد المستقل عن الحكومة وعن الأحزاب فاعترفوا بنا في كل الاتحادات الزراعية العالمية وبذلك أصبحنا ممثلين عربيا وعالميا..وفوجئنا عندما بدأنا التحرك مؤخرا بمن يتحدث باسم الفلاحين ويقول ان هناك نقابة ونقيب لهم ، وقد اتصلت حينها بوزير الزراعة الدكتور ابوحديد فقال انهم تقدموا بأوراقهم وان الوزارة وافقت لهم. لكن الرؤية الأشمل ان هناك 7مليون قرية بخلاف العزب ولا أحد يستطيع الادعاء بأنه الوحيد الذي يمثل الفلاحين.كما اننا لانستطيع ان نقول نحن الاتحاد وأول من بدأنا ويجب ان نكون وحدنا علي الساحة. نحن محتاجون ان يشعر الفلاحون بضرورة تنظيم أنفسهم تحت مظلة هيئة او نقابة أو اتحاد فيما يوحد صفوفهم وبالتالي يحفظ حقوقهم. ولذلك اعلنا في 30 ابريل من العام الحالي اننا بصدد اشهار الاتحاد إذ لم تعد لدينا مخاوف بعد الثورة من محاولات حظر الإشهار وقمنا بدعوة كل من قالوا انهم نقابة للفلاحين اوحزب او اتحاد في مؤتمر30ابريل
ما الفارق بين الاتحاد الذي تم اشهاره مؤخرا وبين أي كيان آخر يتحدث باسم الفلاحين؟
نحن بدأنا بشكل تنظيمي واعددنا لائحة للاتحاد، ونسعي لانضمام صغار الفلاحين ممن يملكون خمسة أفدنة فأقل.هؤلاء فقراء الفلاحين وصغار الملاك الذين نحاول حمايتهم يشكلون 94٪ من الفلاحين ..ولذلك خصصنا لهم نسبة 75٪ من عضوية الاتحاد وسمحنا لمن يتجاوز هذه الملكية بنسبة 25٪ من العضوية كي نتيح الفرصة لمن لديه رؤية ويرغب في الانضمام، في الاتحاد العام نناقش قضاياهم ونحاول حل مشكلاتهم خاصة الحبس لعدم سداد الدين الزراعي. هذه المشاكل تسببت فيها وزارات الزراعة المتعاقبة بعد إلغاء بنك التسليف وتحويله الي بنك القرية ومضاعفة فوائد البنوك علي الفلاح ولاحظي ان لكل جهة مشاكلها الخاصة التي تختلف عن الأخري فالصعيد يختلف عن بحري وعن النوبارية.
أفهم من ذلك انك لا تشعرين بالقلق من تعدد النقابات او التنظيمات التي تتحدث باسم الفلاحين؟
لطالما اقتنعت ورددت ان العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة ونحن ندير المعركة بجوار الفلاحين من اكثر من عقدين و المرحلة القادمة هي التي ستفرز من الأجدر بتمثيل الفلاحين وينال احترامهم وتقديرهم وسيلتفون حوله . عموما انا ضد خوض معارك لا قيمة لها وكنت اقول دائما ان الخطيئة التي يرتكبها بعض اخواننا اليساريين المصريين هو انهم يتعاركون مع انفسهم اكثر مما يتعاركون مع اعدائهم. فإذا كان لايعجبك اداء زميلك او الحزب المناظر. من المؤكد ان هناك تنظيمات انتهازية لكنها ستسقط من تلقاء نفسها بعدما يقوم الفلاحون بعملية الفرز. مع ذلك لا أري مانعا من هذا التعدد الي ان يضمهم اتحاد يتفقون فيه علي مصالح الفلاحين ومصالح الوطن. مصر لن تنهض إلا بتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء هذه قضية رئيسية وبالتالي فإن دور الفلاحين فيها رئيسي. لذلك سنوجه الدعوة لكل التنظيمات والكيانات والنقابات الفلاحية المنتشرة في القري والمدن لحضور جمعيتنا العمومية والانضمام للاتحاد.
هل لديكم خطة للاكتفاء الذاتي؟
نعم لدينا خطة للاكتفاء الذاتي من المحاصيل الرئيسية الأرز والذرة والقمح والشعيروالقصب الذي دمرت زراعته واصاب صناعة السكر بالدمار انا رأيي ضرورة تعليق وزير الزراعة في المشنقة!
أي وزير فيهم تقصدين؟
يوسف والي طبعا. وكل من أتوا بعده جاءوا من داخل الوزارة المشكلة ان الفساد اصبح منظومة وليس معلقا بفرد وحين
وكيف ستحتفلون بعيد الفلاح يوم 9 سبتمبر؟ ألاحظ ان هناك صراعا حول تمثيل الفلاحين. وهناك احتفال سيتم في الاستاد ومليونية للفلاحين.
الاتحاد العام للفلاحين قرر ان يحتفل بالفلاحين وبعيد الفلاح في ميدان التحرير ومع الثوار، نريد ان نجمع بين المناسبتين عيد الفلاح ومليونية "تصحيح المسار"التي ستحشد في نفس يوم الجمعة. لقد فوجئت اليوم بخبر منشور عن مليونية الفلاحين يوم 9/9 .. عموما علاقتنا بالأستاذ برغش طيبة وقد تحرك معنا في عدد من التحركات لكنه بدأ مؤخرا يدخل في "حدوتة" المجلس العسكري وبدت هناك تقسيمات لمن هم مع المجلس العسكري او من ليسوا معه. وأري ان قضايا الفلاحين لا علاقة لها بالمجلس، فلو أخطأ المجلس العسكري سنقول له لقد اخطأت أو اننا نعترض. المجلس العسكري ليس قدس الأقداس، لكنه هو الذي يحكم الآن والمجلس العسكري ليس هو الجيش.الجيش المصري قوامه من الفلاحين وفي كل حروبه كان الفلاحون هم المكون الرئيسي لتلك الحروب، قياداته ابناء فلاحين من أيام عرابي وعبد المنعم رياض وجمال عبد الناصر كانوا فلاحين
هي والسادات وكمشيش
أشاكسها وأضيف: وانور السادات هو أيضا فلاح كنت أدرك ان الذاكرة لا يمكن ان تخونها، وان الجرح لم يندمل، فتلك السيدة المناضلة فقدت زوجها ورفيق عمرها المناضل الفلاح صلاح حسين أثناء حركة نضال قرية كمشيش الشهيرة ضد الإقطاع حين قتل علي يد إحدي الأسر الإقطاعية. واصلت شاهندة مسيرته النضالية، وكان الأمل في ان يتسبب قيام الثورة في حماية مصالح صغار الفلاحين، وبالفعل أرسل الرئيس الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أنور السادات علي رأس لجنة من مجلس قيادة الثورة لحل الصراع الدائر هناك. تضحك وهي تدرك مغزي المشاكسة وتقول : آه طبعا فلاح، بل وجاري أيضا. بين كمشيش وقريته ميت ابو الكوم 3 كيلومترات فقط، وحين قامت ثورة الفلاحين في كمشيش اعطاه مجلس قيادة الثورة صلاحية التدخل باعتبارها منطقة نفوذه، وحين تدخل انحاز لموقف الأسرة الإقطاعية وكان معاديا للفلاحين، وجاء وقال: "انني احكم بلا معقب وسأقيم لكم المشانق هنا في كمشيش"، وقام باعتقال 25 شابا من الفلاحين لأنهم يواجهون الإقطاع. وأذكر انني ارسلت برقية لمجلس قيادة الثورة بالقاهرة كتبت فيها: زارنا السيد انور السادات وأكل علي مائدة الإقطاعيين وأمر بإدخال 25 شابا الي السجن، فهل هذه هي مبادئ الثورة التي عاهدتمونا عليها؟" وكنا نحاول دائما ان نكشف الدور الذي يقوم به السادات.
هل كانت هناك استجابة؟
في مرحلة معينة عام 1955 قام مجلس قيادة الثورة بعمل تحكيم بين الفلاحين والإقطاعيين، والدي كان ضابط شرطة وارسل تحذيرا من اجل الإفراج عن المعتقلين وقال إما أن تفرجوا عنهم أو تعتقلوني معهم. فجري التحكيم علي ان يسمح لعائلة الفقي بخمسين فدانا من الأرض فقط لكن حدث التلاعب بأنهم لم يجدوا في سجلات المساحة الزراعية باسمهم سوي خمسين فدانا اما الباقي فكان يتم الاستيلاء عليه بوضع اليد ودون اوراق.واخيرا بعد سنتين نجحنا في إعادة الأرض لأصحابها.
هل ارتحت لنبأ اغتيال السادات؟
شعرت انه انتقام لدم الشهداء. مشكلة السادات انه دخل في كامب ديفيد وكان لهذا أثره السلبي علي مكانة مصروشعرت انه خان دم الشهداء.
لكن شقيقه الأصغر عاطف كان من اوائل شهداء حرب اكتوبر!
عاطف؟ دا كان جميل . مازلت احتفظ برسالة منه وكان زميل شقيقي اشرف وكانت علاقته بنا جيدة جدا. لا عاطف لا علاقة له بأنور السادات.
بين المقتول والمخلوع
لو قارنا مصير الرئيس "المخلوع" بالرئيس "المغدور المقتول" ماذا تقولين؟
لو كان ربنا بيحبه كان اغتيل.لكن ربنا بينتقم منه الآن.
هل تعتبرين مبارك مجرما اكثر من السادات؟
لا هي رحلة بدأها السادات، وكان مبارك يستطيع ألا يواصلها. وهذا كان أملي في البداية لأنه طيار وانا اعتبر ان كل طيار او ضابط في الجيش مشروع شهيد، لكن مافعله بالبلد فاق ماكنت اتخيله. السادات بدأ وخطط ورسم ومبارك اكمل مسيرته. اكبر جرم ارتكبه السادات هو عزل مصر عن محيطها العربي والأفريقي، والصهاينة كانوا يقولون ان الجائزة الكبري ستكون مصر.
تؤمنين إذاً بنظرية المؤامرة؟
طبعا ومن يقول بعدم وجود مؤامرة يكون غافلاً.
نبوءة الثورة
كنت قرأت لك تصريحا مع "اليوم السابع" في 2007 وكأنك تنبأت فيه بقيام الثورة قلت بالحرف الواحد: أخشي علي مصر من ثورة بلا عقل" وفي فقرة تالية قلت: " الشعب المصري مية من تحت تبن واكيد هيثور" .. هل فعلا كنت تتوقعين قيام الثورة؟ هل هذه الثورة بلا عقل؟
تضحك في تواضع جم وتقول: فعلا كنت اتوقع حدوث ثورة لكني كنت اقصد بالثورة بلا عقل ان تحدث "هبة" أو يقع الانفجار. لكن ثورة يناير عقلها هو عقل من بدأوا بها وخلال 18 يوما كان العقل المصري الجمعي الذي يتوحد عند الخطرهو عقل هذه الثورة، رأينا خلال هذه ال18 يوما الشيوعيين بجوار الإخوان بجوار العلمانيين، لم تحرق خلالها كنيسة، كانت مصر الجميلة التي نعرفها جميعا لأنه لم يكن هناك فعل فاعل وكان الهدف واحدا هو اسقاط النظام. .وفي الميدان كنت أقول السادات قُتل لكن بقي النظام وتراكمت المفاسد علي مدي الأربعين وليس الثلاثين عاما الماضية. ثم تدخلت عوامل اخري وتغيرت الصورة بعد هذه الأيام الثمانية عشر.
خطيئة الاستفتاء
مثل ماذا؟
في رأيي ان الاستفتاء كان احد العوامل التي ساهمت بشكل رئيسي في انقسام المجتمع المصري وكان خطيئة كبيرة.
ومن المسؤول عن هذه الخطيئة؟
من اتخذ قرارها ، وإذا كان المجلس العسكري هو من اتخذ قرارها فهو المسؤول.
لماذا؟
لأن المجتمع المصري لم يكن بحاجة للانقسام في ذلك الوقت. فالكل كان يعرف مثلا ان المادة الثانية من الدستور لم تكن معروضة للاستفتاء وفوجئنا بمن يزج بها، مع ان هذه المادة تقر حقيقة واقعة ولن يجرؤ احد علي المساس بها لأننا دولة اغلبية سكانها من المسلمين .لذلك اقول ان ارادة المجتمع والناخبين قد تعرضت لعملية غش وتضليل وتشويش لأذهانهم، وهذه عملية متعمدة في رأيي والذين وضعوها علي الأجندة حولوا المسألة الي صراع ديني وهذا اخطر مايمكن ان يتعرض له المجتمع بغرس التعصب علي الجانبين وكانت هذه بداية الانشقاق الخطير الذي نعاني منه حتي الآن بين الجماعات السياسية.
والشعب المصري طيلة ال18 يوما كان مدركا لهذا الخطر فلم يرفع اي شعارات ضد امريكا او اسرائيل او ضد الغرب هذا هو الوجدان المصري الذي يثبت روعة هذا الشعب ومدي وعيه. ليس معني هذا ان المصريين كانوا مع اسرائيل او امريكا لكنهم يدركون ان هذا لم يكن وقته. طرح المسائل الشائكة في ذلك التوقيت زرع الفتنة بين الشعب وبدأنا نشهد حرق الكنائس، وبدأت تنشط كل القوي المعادية لهذا الشعب وهذه الثورة بأشكال متعددة واختلط الحابل بالنابل.
التساؤلات تتزايد الآن عن نتائج الثورة وجدواها.
هذه الثورة ان لم تكن ادت كل المنشود فيحسب لها انها أسقطت الخوف من نفوس المصريين وكل من له حق أصبح لا يخشي من المطالبة به. هذا في حد ذاته انجاز لم يكن ممكنا حدوثه في فترة قصيرة. وأرد علي من يعترضون علي المطالب ويسمونها فئوية ..هذه ليست مطالب فئوية انها حقوق وكان يجب علي القائمين بالحكم الآن النظر فيها وتلبيتها طالما كان ذلك في مقدورهم. الأراضي التي نهبت وسرقت والأموال التي سرقت في الداخل وكنا نستطيع وضع يدنا عليها لماذا لم نفعل ذلك وندير عجلة الإنتاج؟ الفلاحون المنتجون الحقيقيون هؤلاء الذين يوفرون لنا الحدالأدني من لقمة العيش لماذا نضعهم تحت طائلة قانون يعرضهم للحبس
هل تعتقدين ان الافتقار لخبرة الحكم السياسي هو الذي أدي بالمجلس العسكري لارتكاب الأخطاء؟
أنا لن ادخل في الضمائر ولا استطيع تقييم الخبرة السياسية للمجلس العسكري لكن العبرة بالنتائج وهناك إصرار علي الأخطاء. كنا نتوقع ان يحدث ما طالبنا به منذ البداية بتشكيل مجلس رئاسي مدني يضم أحد العسكريين ويضع هذا المجلس خطة زمنية ويعلنها في بيان رئاسي لكن ما حدث ان المجلس العسكري وضع نفسه في موضع رئيس الجمهورية وبدأ يفقد مصداقيته عند الناس. وهنا دعيني أفرق بين المجلس العسكري والجيش ، لطالما وضعنا الجيش المصري علي رؤوسنا لأنه الجيش الوطني الذي يحمي البلد لكن ما يحدث الآن ان البعض أصبح يتعامل مع المجلس العسكري باعتباره رئيس الجمهورية ويتلمس ما يريده فاصبحنا كأننا استبدلنا حسني مبارك بمبارك آخر. وهذا أخطر مايمكن وبدأ الإعلام والمنافقون والمتحولون يرتدون نفس الثوب، وبدأ الكثيرون يحولون المجلس العسكري الي فرعون آخر وهذا لا يصح. هناك اخطاء حدثت ويتحمل هذا الوزر المجلس العسكري وليس الجيش. هذا الجيش جيشي وسقط منه شهداء ..و فجأة تنهمر الدموع .. كان لابد من وقفة تستكمل بعدها بصوت متهدج وهي تقول انا لي ثلاثة شهداء واتألم جدا لو تحدث احد بما يمس الجيش وكنت اتمني أن ينأي الجيش بنفسه عن موضع يمكن التهجم عليه.
رئاسية اولا ام برلمانية
كيف تتصورين الخروج من هذا الوضع؟
أنا لا أضع النظريات لكني افكر فقط بصوت عال ولا اتصور كيف مثلا ستجري الانتخابات في ظل هذا الانفلات الأمني الموجود؟ ناس تمسك السنج والمطاوي وآخرين يملكون المال وآخرين مساكين لايملكون شيئا وهم أحق بتمثيل الناس لكنهم لن يستطيعوا اجتياز المعركة القادمة.. أتصور ان الإقبال علي الانتخابات سيكون ضعيفا جدا لأن الناس ستشعر بالخطر وتحجم عن النزول من بيوتها في ظل الخوف من إغراق البلاد في بحر من الدماء. اليوم قرأت اقتراحا يبدو جيدا وأفكر فيه هو تشكيل قائمتين او ثلاثة يتم الاقتراع عليهم في جميع انحاء البلاد.
هل تفضلين تأجيل الانتخابات؟
أحيانا افكر وأقول إذا اجريت الانتخابات الرئاسية أولا ستحسم المسألة ويستقر الوضع ونعرف من الذي سيحكم، لكني اعود واتساءل كيف سيحكم الرئيس الجديد وماهي مواصفاته أو صلاحياته. لاحظي ان صلاحيات الرئيس لم تمس في الإعلان الدستوري الذي اصدره المجلس العسكري، هل سيحكمنا رئيس بنفس السلطات التي كنا محكومين بها؟
لانريد ديكتاتور جديد، ولانريد رئيسا يعيد ذبحنا وسرقتنا. نحن نحتاج لحل عبقري يزيل مثل هذه الالتباسات.
ومن الذي يمكنه ابتكار هذا الحل العبقري في رأيك؟
الحل يأتي بالتوافق بين القوي الوطنية، اتصور ان لجنة من مئة شخصية لن تخوض الانتخابات ولن تدخل في احزاب، وتخلع رداءها الحزبي والسياسي وهي تناقش مشاكل الوطن، وتعلي قيم المصلحة العليا له ستكون قادرة علي هذا
التجمع والشيوعي
هل تعتقدين ان ظهور الحزب الشيوعي المصري للنور سيؤثر علي وضع التجمع أو حركة اليسار المصري؟
لا أعتقد ذلك الحزب الشيوعي المصري حزب مستقل طوال عمره وكانت محاولات ضرب التجمع تستند دائما الي وجود الحزب الشيوعي المصري .
لا أفهم هذه النقطة كيف يتم ضرب التجمع بالحزب الشيوعي؟
حزب التجمع قاد نضالا طويلا في فترة مهمة من التاريخ المصري خاصة بان توقيع كامب ديفيد والاتفاق الأردني الفلسطيني ومع الفلاحين والعمال ومنذ ميلاده كانت نقطة الهجوم عليه هي ان الحزب الشيوعي هو المسيطر علي التجمع وهذا غير صحيح.الآن وبعد تأسيس الحزب الشيوعي هناك كتلة انفصلت عن التجمع لتنضم الي الحزب الشيوعي لكن تقديري ان وجود الحزب الشيوعي لن يؤثر علي التجمع لأن الكتلة التي غادرته لم تكن كلها مقتنعة بالفكر الماركسي، وبعضهم انسحب بسبب خلافات علي الأداء ورؤيتهم ان الحزب كان متهادنا مع السلطة وخرجوا وأسسوا حزبا آخر هو حزب التحالف الاشتراكي.
ألا ترين انهم محقون في هذا المأخذ علي التجمع؟
لا تعليق.!!!!!
أعني انني احترم تاريخ حزب التجمع وأنا عضو مؤسس فيه وخضت مع زملائي فيه معارك كثيرة جدا وإذا كنت اتمتع بثقة الكثيرين فقد كان هذا من خلال عملي بالتجمع و لا أحب الخوض في التهجم عليه لقد تركت الحزب لا لم اترك لكن جمدت عضويتي....كلا بل صمتت وارسلت رسالة مع زملائي أطالب بتصحيح الأوضاع داخل الحزب لكن لم تحصل علي موافقة علي اثر ذلك انسحب البعض من امثال عبد الغفار شكر والدكتور ابراهيم العيسوي والدكتور جودة عبد الخالق كان ضمن المجموعة التي قدمت هذه الوثيقة، وظل البعض الآخر وأنا منهم في الحزب لأني لا أحب ان اعمل "شو" . يعني انا عضو في حزب التجمع الآن لكني عضو قاعدي واركز جهدي الآن علي اتحاد الفلاحين.
ولماذا لم تكن هناك محاولات أقوي للإصلاح من داخل الحزب؟ ألا توافقين علي ان الصورة الشائعة ان التجمع بالفعل كان مهادنا للسلطة قبل الثورة؟
المحاولات كانت كثيرة ومن زمان لكن الواقع تجاوز هذا. منذ انتخابات عام 1984 بدأ الحزب بالفعل يفقد دوره الجماهيري وكانت هذه آخر انتخابات شاركت فيها وقررت ألا اشارك طالما بقيت قواعد الانتخابات المعمول بها. في تلك الانتخابات رصدنا اول استخدام للبلطجة وكان البوليس يتفرج في تلك الفترة بدأ التجمع يجري مايشبه المهادنة او دعينا نقول كانت لديه وجهة نظر وضعت الإسلاميين في جانب الأعداء مع ان هذا غير صائب تماما.
الآن بعد الثورة هل تعتقدين ان التجمع سيكون له اداء مختلف؟
حسين عبد الرازق المرشح لرئاسة الحزب يقول كلاما جيدا.. يارب.. أتمني
إزاء محاولاتي لاستنطاقها بما يجول في خاطرها اوقفتني برقة: انا احترم اريخ التجمع ولا احب ان اساهم في التهجم عليه او تشويه صورته، صحيح ان الأخطاء التي حدثت في الماضي هي التي اوصلتنا لما نحن فيه الآن لكن دعينا نكون منصفين التجمع هو الحزب الوحيد الذي لم تحدث به فضائح الانقسامات والمشاجرات، وكان المعارضون ينسحبون في هدوء واحترام ولم تحدث صراعات علي الحزب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.